شهدت الفترة الأخيرة إرتفاع حالات الوفاة بين صفوف شباب الأطباء، الأمر الذى استدعى تدخل نقابة الأطباء لمناقشة تلك الأزمة التى أصبحت تهدد حياة شباب الأطباء بسبب الإجهاد وتجاوز عدد ساعات العمل. وقامت هيئة مكتب النقابة العامة للأطباء بدراسة المقترح المقدم من الدكتور حسين خيرى نقيب الأطباء بتنظيم ورشة عمل لمناقشة ساعات العمل المثلى للأطباء والتى لا تؤثر سلباً على الصحة الجسدية والنفسية للطبيب وكذلك على تقديم الخدمة الطبية للمواطنين. وناقشت هيئة مكتب نقابة الأطباء العوامل التى تجبر الطبيب على العمل ساعات متواصلة تصل إلى أيام، والتى من أهمها ضغوط العمل وعجز الأطباء فى بعض الجهات مثل المستشفيات الجامعية، والمبالغ المتدنية للرواتب ومقابل النوبتجيات مما يضطر معها الطبيب للعمل فى أكثر من جهة لمواجهة أعباء الحياة، مما يعود بالضرر البالغ على الطبيب والمريض على حد سواء. خناقة شوارع وإصابة 5|الأطباء تلجأ للنائب العام في واقعة مستشفى البنك الأهلي بلاغ ل النائب العام من الأطباء بعد الاعتداء على مستشفى البنك الأهلي أعداد وفيات كورونا واستعرضت هيئة مكتب نقابة الأطباء، حسب بيان، أعداد وفيات شباب الأطباء من خارج إصابات كورونا مما استطاعت نقابة الأطباء حصرها، حيث كان معدل الوفاة 2 طبيب كل شهر فى عام 2022، مقابل 3 وفيات فى عام 2018، و11 وفاة فى عام 2019، و7 وفيات عام 2020، و10وفيات عام 2021. وقررت هيئة مكتب نقابة الأطباء تنظيم ورشة عمل موسعة تضم الجهات المعنية مثل المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية ووزارات الصحة والمالية والقوى العاملة واللجان المعنية بمجلس النواب، وذلك للخروج بمحددات وتوصيات تعرض على الحكومة لتنفيذها. فى هذا الصدد ناقشت "صدى البلد" مع بعض المتخصصين كيفية تفادى الأسباب التى تؤدى إلى إرتفاع حالات الوفاة بين صفوف شباب الأطباء، وفى البداية قال الدكتور نبيل عبدالمقصود، مدير مستشفى القصر العينى الفرنساوى سابقاً ، إن الإجهاد والضغط النفسى والضعف المادى يقف خلف إرتفاع حالات الوفاة بين شباب الأطباء ، رافضاً فكرة تحديد عدد ساعات لعمل الأطباء نظراً لطبيعة المهنة التى تعد رسالة سامية ، موضحاً أن الطبيب يعمل لدى المرضى وعمله مرهون بهم فلايمكن أن يتم تحديد مواعيد عمل فى ظل وجود حوادث طارئة ، وحالات ولادة ونوبات قلبية مفاجئة بجانب إصابتهم بالعدوى نتيجة إحتكاكهم وتعاملاتهم مع المرضى . وأضاف عبدالمقصود في تصريحات ل "صدى البلد"، أن الحل الوحيد هو تخفيف الإجهاد والضغط النفسى من خلال تحسين الأوضاع المادية لهم ، حتى لا يلجأ الطبيب الشاب للعمل فى أكثر من مستشفى وعيادة فى اليوم الواحد على حساب راحته وصحته، ناصحاً شباب الأطباء بضرورة الإلتفات لصحتهم وأن يقوموا بوضع صحتهم وراحنهم الجسدية نصب أعينهم ، فهم أكثر الناس فهماً بالأخطار . الواقعية وترتيب الأهداف ومن جانبه نصح الدكتور على شوشان الإستشارى النفسى، شباب الأطباء بالواقعية وترتيب الأولويات وجدولة أهدافهم فى الحياة ، والتشاور الدائم مع الأسرة والمجتمع ، والتفكير خارج الصندوق، والتعاون بينهما فى تقسيم العمل لتخفيف الأعباء والضغوط النفسية والإجهاد ، وفى الوقت ذاته يعملون على تأدية رسالتهم الإنسانية السامية . وأضاف شوشان فى تصريحات خاصة ل "صدى البلد"، أن طبيعة الدراسة ب كلية الطب وماسبقها فى المرحلة الثانوية تكون ضاغطة للغاية على الطالب ، نظراً لخصوصية تلك الكلية وما تتطلبه من مجهود ذهنى وبدنى وقدرة مختلفة من التفكير عكس كليات أخرى. وتابع: "بالتالى يتخرج الطبيب الشاب وهو قضى نصف عمره الأول فى ضغط نفسى وعصبى حاد ، ثم يصطدم بالمتطلبات والمسئوليات التى تقع على كاهله تجاه أسرته التى أنفقت عليه وتكبدت عناء سنوات الدراسة التى تحتاج إلى مصروفات باهظة ، بجانب المسئولية المجتمعية المطالب بها تجاه المرضى ، فيلجأ الطبيب الشاب إلى العمل ليل نهار حتى يستطيع أن يفى بإلتزمات على حساب صحته". الأطباء : رصدنا 18 وفاة بين الجيش الأبيض هذا العام في محل عملهم ليست ب الخريجين | الأسنان : مشكلتنا تتلخص في توزيع الأطباء تنظيم جلسات إرشادية للطلاب فى سياق متصل أكد الدكتور محى الدين عبد الظاهر، إستشارى الأمراض الصدرية بالهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية وعضو هيئة تدريس بإحدى كليات الطب، أن هناك بعض من شباب الأطباء يكونوا مدينين لأسرهم بالوفاء لإصرارهم على إستكمال مشوار دراسة كلية الطب، رغم ضعف مستواهم المادى، فيتولد رغبة أساسية ملحة لدى هؤلاء الشباب بأن يقوموا بتعويض أسرهم سنوات الكفاح والتعب والكد من أجلهم، فيضطرون إلى العمل ليل نهار على حساب صحتهم وراحتهم الجسدية والنفسية. ويقترح عبد الظاهر في تصريحات ل "صدى البلد"، بأن يتم تحسين الأوضاع المالية للقطاع الطبى لتخفيف الأعباء على شباب الأطباء، وتنظيم جلسات إرشادية يتخللها نصائح نفسية تعطى طاقة إيجابية وتعزيز الدوافع النفسية الداخلية للرغبة فى التمسك بالحياة والحفاظ على صحتهم وراحتهم الجسدية ، ومنحهم طاقة أمل فى أن كل شيىء يأتى بالتدريج ، وألا يتعجلوا كل شيىء، وتقليل الرغبة فى تملك وتحقيق كل شيىء فى أنً واحد ، والتشديد على تلك النصائح وإنه إذا تصرفوا عكس ذلك لن يحققوا شيئاً بل سيفقدون حياتهم . وتابع: "هناك كثيراً من الأبحاث أثبتت أن هناك علاقة طردية بين ساعات العمل، والأخطاء الطبية وكذا بين زيادة عدد ساعاع العمل والسكتات القلبية والدماغية ، وخاصة بمن يعمل أكثر من 60 ساعة إسبوعياً، لذا حدد قانون العمل بأن ساعات العمل 36 ساعة إسبوعياً. ولفت إلى أن الضغوط الشديدة الواقعة على شباب الأطباء مثل ساعات العمل الطويلة حيث يستمرون للعمل لمدة يومين وثلاث متواصلين، بالإضافة إلى القلق من المسئولية القانونية وتعرضهم للملاحقات القضائية والإعتداءات عليهم من قبل المرضى وأسرهم، مشيراً إلى إستمرارهم فى العمل بعياداتهم الخاصة أو الإرتباط بالعمل فى مستشفيات خاصة نظراً رواتبهم