اهتمت الصحف الخليجية الصادرة فى دولتى قطر والإمارات اليوم، الاثنين، بتطورات الأوضاع فى مصر بعد المظاهرات التى شهدتها ميادن مصر بالأمس. ففى قطر، قالت صحيفة "الشرق" إن "هناك فارقا ملحوظا بين مظاهرات ثورة 25 يناير 2011 وتلك التى شاهدناها بالأمس، حيث إن الحالة الأولى جاءت بملامح مرفوضة، حيث امتزجت بالدم والفوضى وأعمال التخريب والترهيب التى تسبب فيها بعض المندسين وأتباع نظام مبارك بالإضافة إلى تدخلات بعض رجال الأمن، أما بالأمس كانت أكثر تحضرا وتعكس وجه مصر الجديدة". وأكدت أن "أجهزة الأمن المصرية استفادت من أخطائها فى الحالة الأولى، وكانت بالأمس أكثر حيادية فلم ترتكب أى انتهاك أو تجاوز بحق المتظاهرين على الجانبين لقمعهم لصالح طرف بعينه، وكذلك فعلت المؤسسة العسكرية، التى أعلنت منذ أيام بلسان وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى أنها تقف على مسافة واحدة من الجميع من أجل مصلحة مصر". وأضافت أن "ما زاد من روعة وتحضر المشهد المصرى بالأمس لجوء بعض الأحياء الملتهبة بالمتظاهرين والمحتجين إلى تشكيل لجان شعبية تولت حماية المشاركين فى تلك الاحتجاجات وتفتيش سياراتهم بدقة لتأمين تلك الاحتجاجات من مؤامرات المندسين من فلول نظام المخلوع". واختتمت "الشرق" افتتاحيتها بالقول إنه "رغم الدعوات إلى استمرار التظاهرات والاحتجاجات من قبل قوى المعارضة بجميع مدن مصر لحين إسقاط النظام، فإنها مؤشرات طيبة تؤكد أن مصر بالفعل تغيرت وأن الأزمة الحالية سوف تمر بسلام، بشرط أن يعلي الجميع مصلحة الوطن ويؤمن كل طرف حكومة ومعارضة بأن الحوار الوطنى وحده هو الطريق لعبور تلك الأزمة حتى تتعافى مصر من كبوتها وتعود سيفا ودرعا لأمتها العربية". ومن جانبها، قالت صحيفة "الوطن" إن "الحفاظ على مكتسبات ثورة 25 يناير لن يكون بخرق وإهدار الشرعية أو الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة كما تطالب المعارضة بذلك، ومن ثم فإن الزعم بأن ما يدور في الشارع المصري الآن ثورة ثانية هو استمرار في إطلاق الفوضى واللاأمن، ذلك لأن توالي خرق الشرعية ونتائجها هى أخطر على البلاد من أي مكاسب يتوهم المتظاهرون تحقيقها". وأضافت أن "أحدا لا يمكنه أن يصادر حق الشعب المصري في تصويب أوضاعه وفي بناء حياة سياسية سليمة لا مجال فيها لاحتكار السلطة ولا تسمح بتكرار الاستبداد، غير أن ذلك لن يتحقق بخرق الشرعية ولا بما يسمى ثورة ثانية، ذلك لأن ما يمكن رؤيته الآن في الشارع المصري انقسام ينذر بخطر لا تزيد المساحة الفاصلة بين أحد طرفيه ميدان التحرير والطرف الآخر رابعة العدوية إلا بضعة كيلومترات، مما يعني أن الشحن المتبادل يمكن أن يتولد عنه مأساة بشعة ولهذا فإن الدعوة إلى تغليب لغة الحوار على لغة الصراع ضرورة ينبغي على كل القوى السياسية أن تسارع إليها، بدلا من أن الاتجاه للعنف الذي سيكون ضحاياه أضعاف من استشهدوا في ثورة 25 يناير". واختتمت "الوطن" افتتاحيتها قائلة إن "ما هو موضع خلاف بين الرئاسة والمعارضة يجب أن يناقش على طاولة الحوار، كما أن هناك ضرورة لتقديم كل أطراف ومكونات الجماعة الوطنية المصرية تنازلات ليمكن صياغة موقف وطني جديد يسعى إلى تجديد اللحمة بدلا من هذا الانقسام المقيت الذي يضع البلاد على مشارف صراع دموي مفزع وكريه". أما فى الإمارات، قالت صحيفة "الوطن" إن "ميادين مصر كأنها يوم الحشر امتلأت تماما ولم يبق شبر واحد لقدم كأن مصر كلها خرجت في يوم المحاسبة والمساءلة مؤيدين ومعارضين لحكم جماعة الإخوان المسلمين وهذا المشهد الملاييني يؤكد حيوية الشعب المصري في السياسية كما في الأدب والفن والإبداع". ورأت أن "ما يميز تظاهرة المعارضة أنها جمعت كل أطياف الشعب المصري كل قواه وفئاته بدءا من الأزهر والكنيسة والقضاة والمحامين والمفكرين والكتاب والصحفيين والمبدعين من كل فج عميق بجانب المرأة والشباب وحتى الأطفال الذين خرجوا بعد أن تعلموا خلال عام ماذا يعني خروجهم في هذه اللحظة". وقالت الصحيفة إنها "تظاهرة غضب وأمل، تظاهرة حب لمصر وطنا وشعبا ومستقبلا، تظاهرة ستحسم الموقف والرأي والمبدأ وستبعث رسالة مهمة للجميع في الداخل والخارج أن شعب مصر يعرف مصالحه وطموحاته وقضاياه ومساره إلى المستقبل".