استراتيجية قديمة.. إسبانيا تلجأ للماعز والأغنام لمساعدتها في إطفاء الحرائق

شهدت إسبانيا، هذا العام، سلسلة كبيرة متتالية من الحرائق وصلت ل 390 حريق غابات في ظل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف الذي تشهده معظم الدول الأوروبية ، مما يثير المخاوف بشأن تجدد الحرائق التي تلتهم مساحات خضراء واسعة، ولتفادي هذا الخطر قررت السلطات في برشلونة الاستعانة ب "الماعز والأغنام".

حرائق الغابات في اسبانيا تدمر 6000 هكتار
واندلع حريقان، في وقت متأخر السبت، بينما شارك أكثر من 350 عنصر إطفاء في مكافحة حرائق الغابات بمنطقة أرجون في الشمال والتي دمرت حتى الآن 6000 هكتار وأجبرت 1500 شخص على الأقل على الفرار من منازلهم، بحسب "يورو نيوز".
الحرائق تدمر نحو 230 ألف هكتار من الغطاء النباتي في إسبانيا.. فيديو
لتوفير الطاقة.. إسبانيا تدعو الموظفين الاستغناء عن ارتداء ربطات العنق.. فيديو
لكن بينما نجح عناصر الإطفاء في السيطرة على حريق أرغون بعدما تمكنوا من منعه من الوصول إلى محمية طبيعية، اتسعت رقعة الحريق في منطقة فالنسيا بجنوب شرق البلاد. وحاول مئات عناصر الإطفاء تساندهم 25 طائرة ومروحية إخماد النيران في فال ديبو الواقعة على بعد 50 كيلومترا شمال منتجع بنيدورم الساحلي، في وقت تعقد الرياح العاتية جهود إخماد الحرائق في منطقة يصعب الوصول إليها بسبب تضاريسها الوعرة، وفق ما أفادت سلطات المنطقة.
ولمواجهة حرائق الغابات، لجأت إسبانيا إلى أعداد كبيرة من الماعز والأغنام وأطلقت السلطات في برشلونة قطيعاً مكوناً من 290 رأساً من الماعز والأغنام، لتحقيق مهمة أكل أكبر قدر ممكن من الغطاء النباتي في منطقة معينة، بحسب شبكة "سكاي نيوز".

استغلال الماعز والأغنام للحماية من نيران الحرائق استراتيجية قديمة لكنها اختفت
وتعد هذه الخطوة عبارة عن استراتيجية قديمة، تقوم على تسليم المناطق المعرضة لخطر حرائق الغابات إلى حيوانات الرعي، التي تقضم وتدوس على النباتات الجافة، التي بدورها يمكن أن تتراكم كوقود للحرائق.
وسواء كانت الحيوانات شبه برية أو يشرف عليها راع تتم مكافأته ماديا، فإن الرعي الجيد عادة ما يترك وراءه منظرا طبيعيا مليئا بالمساحات المفتوحة، التي يمكن أن توقف انتشار حرائق.
وقال جيليم كاناليتا من مؤسسة «باو كوستا»، وهي مؤسسة كاتالونية غير ربحية تنفذ الاستراتيجية منذ عام 2016 في مقاطعة جيرونا بالقرب من برشلونة: «نحن لا نبتكر أي شيء جديد هنا. ما نقوم به هو استعادة شيء كان موجوداً بالفعل لكنه يختفي»، وفق ما ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية.
وفي برشلونة، تم إطلاق المشروع التجريبي في إبريل الماضي في حديقة كولسيرولا، وهي مساحة خضراء تبلغ 8 آلاف هكتار (20 ألف فدان)، تشهد 50 حريقاً في المتوسط سنوياً.

تطبيق الاستراتيجية في كاليفورنيا
وتطبيق هذه الاستراتيجية في برشلونة، يعكس جهوداً مماثلة في جميع أنحاء العالم، ففي كاليفورنيا، حيث التهمت حرائق الغابات أكثر من 850 ألف هكتار العام الماضي، تعاقدت عشرات الشركات مع الماعز للرعي المستهدف.
وفي مايو الماضي، رعى نحو 300 رأس من الأغنام والماعز عشبا قابلا للاشتعال في متنزه طبيعي يطل على برشلونة، وذلك في إطار خطة تجريبية لتجنّب الحرائق في ثاني أكبر مدن إسبانيا.
وتعمل الأغنام والماعز للحفاظ على هذه المنطقة التي تولت البلدية بداية إزالة العشب منها، كما أن الحيوانات الموجودة في المحمية تكيفت "بشكل كامل" مع هذا المشروع الحضري.
وجدير بالذكر أن شهدت اسبانيا هذا العام 390 حريق غابات على وقع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، أتت على 265.467 هكتارا من الأراضي، بحسب آخر بيانات صادرة عن النظام الأوروبي للمعلومات عن حرائق الغابات.