يعد الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثان الذي تسلم الحكم في قطر اليوم من والده الشيخ حمد بن خليفة آل ثان، أحد أكبر الحكام العرب المحبين لمصر وشعبها، وترجم ذلك إلى أفعال عديدة خلال الفترة الماضية، ووصفته وسائل إعلام دولية بأنه "داهية من دهاة السياسة العربية" وأنه "هنرى كيسنجر العرب"، فى إشارة لدوره المهم فى سياسات بلاده ونشاطه الدبلوماسى المكثف. فعقب ثورة 25 يناير مباشرة وبالتحديد يوم الثلاثين من يونيو عام 2011، قام الشيخ تميم بن حمد عندما كان وليا للعهد بزيارة إلى مصر التقى خلالها رئيس المجلس العسكري الحاكم في حينه المشير محمد حسين طنطاوي وكان لقاء مفعما بالمشاعر الطيبة بين الجانبين، أكد خلاله الشيخ تميم استعداد بلاده لمساعدة مصر بكل الطرق للعبور إلى بر الأمان بعد الثورة معلنا تبرع دولة قطر ب500 مليون دولار للخزانة المصرية لوقف تدهور الجنيه المصري أمام الدولار بعد أن فقد جزءا كبيرا من قيمته خلال فترة الثورة. كما أعلن الشيخ تميم اتفاقه مع المشير طنطاوي على تقديم حزمة مساعدات كبيرة للشعب المصري من خلال منح واستثمارات وتم التوقيع حينها على عدة اتفاقات في هذه الشأن يستمر العمل بهما حتى الآن وهى الاتفاقات التي يتم بمقتضاها تقديم مساعدات اقتصادية إلى مصر. وكان اللافت خلال هذه الزيارة ما بدا من علاقات ود بين الجانبين، حيث انتشرت حينها الصورة الشهيرة للمشير طنطاوي وهو يلعب البولينج مع الشيخ تميم بن حمد. ولم يفت الشيخ تميم في هذه الزيارة أن يلتقي مع روح الثورة ومفجريها الشباب من كل الأطياف السياسية، وخرج هؤلاء بتصريحات عقب اللقاء تعبر عن شعورهم بروح وحب الشيخ تميم الجارف لمصر وشعبها وعبر هؤلاء الشباب عن إعجابهم بتفكير الأمير الشاب. وتأكيدا لهذا النهج الداعم للشعب المصري، أعرب الشيخ تميم بن حمد خلال لقاء بالدوحة يوم السادس عشر من ديسمبر الماضي مع عدد من المفكرين والباحثين والصحافيين العرب، عن اعتزازه وفخره بالثورة المصرية ومفجريها من كل الأطياف، مؤكدا استمرار دعم دولة قطر للشعب والحكومة المصرية أيا كانت تلك الحكومة مادام اختارها الشعب. وأسهب الشيخ تميم بن حمد، خلال اللقاء، في الحديث عن مصر وتاريخها ودورها في نصرة القضايا العربية والإسلامية ودورها التنويري، وقال كلمته المشهودة حينها التي تردد صداها في كل البقاع العربية "إن مساندة مصر واجب على كل عربي سنسأل عنه جميعا أمام الله". وكان لكلمة الشيخ تميم بن حمد هذه صدى واسعا في كل المنطقة العربية، حيث تلقفها الشباب العربي، خاصة في دول الخليج العربي ونظموا حملة كبيرة لمساعدة مصر وتحويل الأموال إليها، خاصة من قطر والسعودية والكويت وغيرها، الأمر الذي ساهم حينها في تثبيت سعر صرف الجنيه المصري والذي كان يتعرض حينها لضغوط كبيرة أمام الدولار. واستمر توجيه الشيخ تميم بن حمد في دعم الاقتصاد المصري حتى وصلت القروض والمنح والهبات التي قدمتها دولة قطر لمصر حتى الآن أكثر من خمسة مليارات دولار، يقول خبراء الاقتصاد إنه لولا هذه المساعدات لتعرض الاقتصاد المصري للإفلاس بما يعنيه ذلك من ضغوط كبيرة على الفقراء. وفى هذا الإطار يؤكد الدكتور فؤاد شاكر، الأمين العام السابق لاتحاد المصارف العربية، أن الأموال القطرية كانت الداعم الأساسي للاحتياط النقدي الاجنبي لمصر خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن الاستثمارات القطرية في مصر خلال الفترة الماضية شهدت طفرة غير مسبوقة، وذلك على جميع الأوجه الاقتصادية. وفي العاشر من شهر أبريل الماضي وخلال لقائه برئيس الوزراء المصري الدكتور هشام قنديل بالدوحة، أكد الشيخ تميم بن حمد أن قوة مصر هى قوة للعالم العربي والإسلامي أجمع، وأن وقوف دولة قطر مع الشعب المصري من بداية الثورة هو واجب علينا أمام الله وأمام الشعوب. وخلال المقابلة وجه الشيخ تميم بن حمد آل ثان، بأن تضيف الحكومة القطرية لنظيرتها المصرية سندات بقيمة ثلاثة مليارات دولار لدعم الاقتصاد المصري. كما لم يبعد الشيخ تميم بن حمد عن هموم الطبقات الفقيرة ومعاناة المصريين فعندما علم مؤخرا بمشكلة انقطاع الكهرباء بمصر مع دخول فصل الصيف نتيجة لنقص الغاز المغذي لمحطات الكهرباء، أمر الشيخ تميم بتقديم منحة عبارة عن خمس شحنات من الغاز الطبيعي المسال قيمتها ثلاثمائة مليون دولار كهدية للشعب المصري الشقيق خلال أشهر الصيف، وسيبدأ تسلم هذه الشحنات اعتبارا من نهاية يوليو المقبل حتى منتصف شهر سبتمبر. كما يعد أمير قطر الجديد بالكثير من المفاجآت خلال الفترة المقبلة على طريق مساعدته للشعب المصري كنوع من رد الجميل على دور مصر التاريخي كما يؤكد هو ذلك دائما. وكان الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثان عين وليا للعهد في الخامس من أغسطس 2003، ومنذ ذلك الحين برز على الساحة المحلية والإقليمية والدولية، حيث شارك ومثل بلاده في عدد من المؤتمرات وأمسك بالعديد من الملفات الداخلية والخارجية. وولد الشيخ تميم بن حمد يوم 3 يونيو 1980 بالدوحة وحصل على الشهادة الثانوية من مدرسة شيربورن بالمملكة المتحدة عام 1997، وتخرج في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية بالمملكة المتحدة عام 1998 وهو يتحدث بالإضافة إلى العربية، اللغتين الإنجليزية والفرنسية بطلاقة. وترأس الشيخ تميم بن حمد عددا من المؤسسات من بينها المجلس الأعلى للبيئة والمحميات الطبيعية، والمجلس الأعلى للتعليم، والمجلس الأعلى للاتصالات، ومجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار، بالإضافة إلى مؤسسات أخرى، كما شغل منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة القطرية، ونائب رئيس مجلس العائلة الحاكمة. ونال الشيخ تميم عددا من الأوسمة منها وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة عام 2004 ووسام جوقة الشرف من رئيس فرنسا عام 2010 والوسام الأعلى للمجلس الأوليمبي الأسيوي عام 2007. وفي سنة 2006، اختير أفضل شخصية رياضية بالوطن العربي باستفتاء مجلة الأهرام الرياضي المصرية، كما حصل في العام الذي يليه على الوسام الأعلى للمجلس الأوليمبي الآسيوي.