أكد أداما دينغ، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعنىّ بمنع الإبادة الجماعية، أن إهانة الأديان باسم حرية التعبير دعوة للكراهية، منوها إلى أن الإمام الطيب بطل سلام حقيقى. وقال أداما دينغ، إنه لا يوجد مكان فى العالم يمكن أن يعتبر نفسه محصناً من خطر الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، ويجب على جميع البلدان التصدى لهذه الجرائم، وهذه ليست مهمة القادة السياسيين وحدهم، نحن جميعاً مسئولون عن المساهمة فى الوقاية من خطر الجرائم التى تحدث ضد الإنسانية مهما كانت أدوارنا أو قدراتنا. وأضاف: "لهذا السبب أنا ممتن للغاية للإمام الأكبر والبابا فرنسيس على اجتماعهما وتوقيع الوثيقة المهمة حول الأخوة الإنسانية التى ترسخ قواعد الحوار والخدمة بين الأديان، ويمكن لقيم الأديان المختلفة مثل تعزيز التسامح الدينى والتعايش السلمى أن تكون ترياقاً ضد التطرف والتعصب، ففى كثير من الأحيان يتم استهداف ضحايا الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب بسبب تحيز معين ضد عرقهم أو دينهم أو أى نوع آخر من التعصب". وأكد أن وثيقة الأخوة الإنسانية ألهمت العالم فى فترة زمنية قصيرة، بمبادرات وحملات عالمية مؤثرة مثل جائزة زايد للأخوة الإنسانية واليوم العالمى للأخوة الإنسانية، وحملة الصلاة من أجل الإنسانية. وأشار إلى أن الأممالمتحدة أظهرت دعمها الكامل لوثيقة الأخوة الإنسانية عندما حددت يوم 4 فبراير من كل عام يوماً دولياً للأخوة الإنسانية، من خلال قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذى أقرته فى ديسمبر 2020، ومنذ ذلك الحين اهتمت قيادة وممثلو الأممالمتحدة بدعم مختلف مبادرات اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، والحث على تطبيق القيم الواردة فى الوثيقة. وتابع: "بصفتى المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن منع الإبادة الجماعية كان لى شرف لقاء الإمام الأكبر لأول مرة فى جامعة الأزهر، ولا يزال صدى كلماته الحكيمة يتردد فى أذنى حتى اليوم، والإمام الأكبر للأزهر الشريف بطل سلام حقيقى ونموذج يحتذى به ليس فقط من قبل المسلمين أو المصريين، ولكن لجميع الناس فى كل مكان فى العالم، وأنا كمسلم ممتن للغاية لسماحته للتحدث علانية عن القيم الحقيقية للإسلام واحترام ومحبة جميع البشر، ونبذ العنف، وتعزيز العدالة والمساواة وحقوق الإنسان بما فى ذلك الحرية الدينية، والعالم كله يستفيد من الإمام الأكبر وخطابه وأفعاله، حيث أطلق الأزهر تحت قيادته مبادرات مهمة لنشر السلام بما فى ذلك مرصد الأزهر لمكافحة التطرف وبيت الأسرة المصرية، وبالطبع لا يمكن أن ننسى تعاون سماحته مع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان فى مشروع الأخوة الإنسانية". وذكر أن "هناك إجماعا حول العالم على مكافحة التطرف والإرهاب والأفكار التى تغذى هذه الظواهر، لكن يبدو أن حجم الاتفاق على إدانة ومكافحة الممارسات المنهجية لإهانة الأديان والرموز الدينية أقل.. كيف ترى هذا التفاوت". وأوضح أن "حرية التعبير لها حدود عندما يتعلق الأمر بإهانة الأديان، فمن الخطأ استفزاز الآخرين بإهانة دينهم، ومع ذلك نشهد اليوم تنامى الكراهية ضد المسلمين، وتزايداً فى معاداة السامية، والتمييز ضد الجماعات الدينية الأخرى ضد المسيحية، وأتفق مع كلمات الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر، التى قالها سابقاً: "إهانة الأديان باسم حرية التعبير دعوة للكراهية"، يمكن أن تكون إهانة الأديان والرموز الدينية شكلاً من أشكال خطاب الكراهية، حيث تُعرِّف الأممالمتحدة خطاب الكراهية بأنه "أى نوع من الاتصال فى الكلام أو الكتابة أو السلوك، يهاجم أو يستخدم لغة تحقيرية أو تمييزية بالإشارة إلى شخص أو مجموعة على أساس هويتهم، وبعبارة أخرى، بناءً على الدين أو العرق أو الجنسية أو العرق أو اللون أو النسب أو أى عامل هوية آخر، ويمكن أن يتصاعد خطاب الكراهية حتى يصل إلى الإبادة الجماعية، كما كان الحال فى رواندا أو سربرنيتشا، فيجب أن نحذر الناس أن إهانة المعتقدات الدينية والرموز الدينية يمكن أن تسبب ضرراً طويل الأمد فى نسيج المجتمع". وردا على بعض الأصوات على ربط التطرف بالإسلام، قال أداما دينغ، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، إن سماحة الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أظهر من خلال حياته وتعاليمه، ومن خلال وثيقته عن الأخوة الإنسانية مع قداسة البابا فرنسيس، أن الدين فى جوهره أداة سلام، ويمكن للقادة الدينيين أن يجتمعوا ويلهموا بعضهم، حيث دعا الإمام الأكبر إلى إسلام معتدل وذكر بوضوح أن التطرف لا علاقة له بالإسلام. وأكد أن المتطرفين يحاولون استغلال الدين للترويج لأيديولوجيا هدامة وارتكاب أعمال عنف، لكن لا ينبغى لوم الدين على ذلك؛ إذ ارتبط التطرف ظلماً بالإسلام.