فى كلمة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على هامش المؤتمر الصحفى مع سامح شكرى وزير الخارجية قال أود أولا أن أعرب عن امتناني العميق للضيافة المصرية الرائعة التي أحظى بها دائمًا عند قدومي إلى القاهرة. وأنا ممتن جدًا للفرصة التي أتيحت لي لإجراء مناقشة مطولة ومهمة للغاية مع فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومع الوزير سامح شكري يوم أمس واليوم.مصر شريك أساسي للأمم المتحدة فيما يتعلق بالسلام والأمن في المنطقة. ويعد تعاوننا مع مصر جانبًا أساسيًا في عملنا، وأنا شديد الإمتنان للمناقشات الصريحة للغاية التي أجريناها فيما يتعلق بجميع الأوضاع المعقدة التي نواجهها في المجالات الذي تلعب فيها مصر دورًا إيجابيًا مهمًا للغاية.من القاهرة، سوف أسافر إلى ليبيا وكما تتصورون، كانت ليبيا في قلب المناقشات.هدفنا بسيط. بادئ ذي بدء، لتجنب أي مواجهة كبيرة وتهيئة الظروف لاستقرار الوضع في ليبيا، يتعين توحيد مؤسسات ليبيا والبرلمان الوطني الليبي والمجلس الرئاسي والحكومة ومجلس الأمن القومي. ونأمل أن تكون المحادثات التي جرت بين فايزالسراج وخليفة حفتر في أبو ظبي والتفاهم الذي توصلا إليه خطوة مهمة لضمان ذلك، وأن يقع توطيده من قبل مؤتمر وطني يعقد لاحقا، مما يمهد الطريق لتطور طبيعي نأمل أن يجعل ليبيا شريكا كاملا في المجتمع الدولي مع مؤسسات طبيعية ومع ازدهار اقتصادها ومع التعاون الدولي بما يخدم المنطقة بأسرها. فيما يتعلق بفلسطين وإسرائيل، أود أن أشيد بالعمل الاستثنائي الذي تقوم به مصر والذي بفضله صار من الممكن تجنب تصعيد دراماتيكي في غزة.فالتزام مصر القوي للغاية لم يسمح فقط بتجنب هذا التصعيد ولكن أيضًا بتهيئة الظروف لمزيد من المساعدات الإنسانية الفعالة لغزة، وهو جزء لا يتجزأ من توحيد الفلسطينيين، وهو بالطبع هدف سياسي آخر مهم للغاية ونحن ندعم جهود مصر بالكامل.أعتقد أننا متفقون بالنسبة للحل الذي يجب أن يستند على دولتين. دولتان تكون القدس عاصمة لكلاهما، ومن الواضح جدًا بالنسبة لنا أنه لا توجد خطة بديلة، وأنه يجب القيام بكل ما يمكن القيام به لضمان تنفيذ القرارات التي صادقنا عليها من قبل أجهزة الأممالمتحدة يومًا ما وأنه سيكون لدينا دولتان في فلسطين وإسرائيل تعيشان معا في سلام وأمن وسنعمل سوية قدر الإمكان لتحقيق هذا الهدف.كما تبادلنا أيضًا معلومات مفيدة للغاية حول الوضع في سوريا، وأعتقد مرة أخرى أننا متفقون حول ما يجب القيام به للتوصل إلى حل سياسي في سوريا بناءً على القرار 2254 لمجلس الأمن وفيما يتعلق باليمن.عقدت الأممالمتحدة قبل بضعة أشهر لأول مرة قمة لرؤساء إدارات مكافحة الإرهاب في جميع البلدان. وسنعقد هذا العام اجتماعات مهمة لنفس الكيانات على المستوى الإقليمي، واحد منها سيعقد في نيروبي بالنسبة لإفريقيا. ونعتقد أن هناك مسؤولية دولية للتعامل مع الخطر الهائل الذي يمثله اليوم المقاتلون الأجانب الفارين من حالات الصراع وأن العالم بحاجة إلى أن يتحد لإيجاد الحلول وأنه لن يكون من العدل أن نطالب بعض البلدان، التي يمكن وصفها بأنها في خط المواجهة، أن تتحمل جميع التكاليف وكل الآثار السلبية لما نشهده فيما يتعلق بانتشار الإرهاب.كما أبلغنا الرئيس بأننا أجرينا أيضًا مناقشة شاملة حول جميع مجالات التعاون بين مصر والأممالمتحدة ، والحكومة المصرية والأممالمتحدة، وغطينا الركائز الثلاث لموضوعات الأممالمتحدة، السلام والأمن، التنمية المستدامة وحقوق الإنسان. وأود أيضًا أن أعرب عن تقديري الكبير لحفاوة الحكومة المصرية وعلى الزيارة التي قمت بها بالأمس للأعمال في المتحف. كذلك، أود أن أعرب عن عميق انبهاري بالحكمة والرحمة وروح التسامح التي حظيت بلمسها يوم أمس خلال زيارتي للأزهر. الأسئلة والأجوبة س) لدي سؤال لسعادة وزير الخارجية وسؤال آخر لسعادة الأمين العام. فيما يتعلق بزيارتكم للأزهر بالأمس ، واهتمامكم بوثيقة "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش معاً" واستعداد الأممالمتحدة للاستفادة منها ، فما هي الخطوات التي اتفقتم عليها لتنفيذ هذه الوثيقة لتوحيد البشرية ككل ؟ ج) - أولاً وقبل كل شيء ، سنبذل قصارى جهدنا لضمان نشر هذه الوثيقة في جميع المنظمات في منظومة الأممالمتحدة ، ونود تقديمها إلى رئيس الجمعية العامة حتى تتمكن الجمعية العامة من النظر فيها . سنفعل كل ما هو ممكن لجعل صدى هذه الرسالة يتردد في كل مكان. في الوقت نفسه ، اتخذنا مبادرتين مهمتين للغاية. أولاً ، طلبنا من مستشارنا الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية أداما دينغ أن يقوم بتنسيق فريق من وكلاء الأمين العام للأمم المتحدة لإعداد استراتيجية للأمم المتحدة ضد خطاب الكراهية. تعد إستراتيجية الأممالمتحدة لمكافحة خطاب الكراهية ضرورية ليس فقط لمحاربة انتشار كره الأجانب والعنصرية ومعاداة للمسلمين ومعاداة السامية وغيرها ، بل وأيضًا لمحاربة انتشار الإيديولوجيات الإرهابية والجوانب المرتبطة بها. وآمل أن يمكن هذا من حملة فعالة. ثانياً ، في أعقاب الحوادث المأساوية للهجوم الإرهابي في نيوزيلندا ، طلبت من ميغيل أنخيل موراتينوس المسؤول عن تحالف الحضارات إطلاق حملة عالمية لحماية المواقع الدينية. وكل هذا مرتبط برسالة الحوار بين الأديان والتسامح التي وافق عليها الإمام الأكبر للأزهر والبابا في الإعلان التاريخي الذي أصدره الأزهر والفاتيكان وأالذي عرضته بالأمس كما رأيتم كوثيقة مهمة جدًا لتوجيه جميع. س) سؤالي لسعادة الأمين العام للأمم المتحدة حول الإدارة الأمريكية الأخيرة نحو مرتفعات الجولان السورية. هل تعتقد أن هذا الموقف أو هذا القرار يمكن أن يؤثر سلبًا على عملية السلام المتوقفة في المنطقة أو الوضع برمته في منطقتنا بأكملها ، وهل كانت هذه القضية إحدى القضايا التي تمت مناقشتها مع الرئيس السيسي في هذا الاجتماع؟ ج)- هناك قرارات واضحة للغاية من مجلس الأمن والجمعية العامة ، وقد أصررنا على أن أي حل يهم سوريا في المستقبل ، يجب أن يحترم بشكل كامل السلامة الإقليمية لسوريا بما في ذلك الجولان. بالنسبة لنا ، الجولان هو أرض سورية ونأمل بإخلاص ألا يكون للقرار المتخذ تأثير سلبي ، لكن من الواضح بالنسبة لنا أن الجولان هو أرض سورية وأن السلامة الإقليمية لسوريا تحتاج إلى الحفاظ عليها من خلال الحل السياسي الذي سيتم التوصل إليه ابالبسبة للصراع السوري