رحل أبو العباس أحمد بن طولون فى شهر مايو 884، وهو أمير مصر ومؤسس الدولة الطولونية فى مصر والشام في الفترة (254 ه/868 - 270 ه/884)، وكان والى الدولة العباسية على مصر، ثم استقل بمصر عن الخلافة العباسية، فكان أول من يستقل بمصر، كما استطاع القضاء على الحركات المعارضة له، وتمدد باتجاه الشام بعد أن كلفه الخليفة بإخماد الثورات هناك. أنشأ بن طولون مدينة القطائع وكانت عاصمة دولته، و بنى مسجده أحمد بن طولون الذي تم تشييده عام 877 ميلادية، وتم الانتهاء من بنائه عام 879 ميلادية على مساحة 6 أفدنة، أي ما يعادل 25.200 ألف متر مربع، ووصل طوله إلى 138 متراً، وبتكلفة وصلت إلى 120 ألف دينار. يعتبر جامع أحمد بن طولون من ثالث الجوامع التى أنشئت بمصر بعد جامع عمرو بن العاص وجامع عسكر، ويعتبر من أقدم الجوامع التى احنفظت بتخطيطها والكثير من تفاصيله المعمارية، والمسجد الوحيد الذي غلب عليه طراز سامراء. شارع 19.. أحداث مصر في 100 عام على مسرح قصر ثقافة بورسعيد ثقافة السويس تشارك رابطة الزجالين ذكرى رحيل عطية عليان
بنى المسجد على يد مهندس قبطي مصري يدعي سعيد بن كاتب الفرغاني، وذلك بعد أن شيد له قناطر بن طولون وبئرا عند بركة حبش لتوصيل المياه إلى مدينة القطائع، وعند ذهابه لرؤية العمل غاصت رجل حصانه فى موقع لا يزال لينا فوقع أحمد بن طولون فأمر بسجنه. وبعد فترة، قرر بناء المسجد وأراد أن يكون مثل جامع عمرو بن العاص، واشترط أن يتم بناؤه على 300 عمود من الرخام، لكن المحيطين به قالوا له إنه لن يجدها وأن عليه أن ينفذ إلى الكنائس في الأرياف أو الأديرة، ولكنه رفض بناء جامع بأشياء مسروقة. ولما عرف سعيد بن كاتب بالأمر، كتب إلى أحمد بن طولون: "أنا أبنيه لك كما تحب وتختار بلا عمد إلا عمودا القبلة"، وصنع له ماكيت من الجلد، فأثار إعجاب بن طولون وأمر بمائة وعشرين ألف دينار لينفق منها على الجامع، وجعل له كل الصلاحيات، وخلال عامين تم الانتهاء من بنائه، ففرح بن طولون وأطلق سراحه وأمر له بعشرة آلاف دينار.