أثار إعلان الرئيس محمد مرسي قطع العلاقات مع سوريا، حالة من الجدل خاصة أن علاقات البلدين التاريخية مرت بمراحل صعبة من قبل، لكن لم تصل علاقات البلدين إلى القطيعة الدبلوماسية الكاملة، خاصة بسبب العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الشعبين. العلاقات المصرية السورية علاقات تاريخية تعود لعصر الفراعنة حيث سادت علاقات البلدين فترات من الشد والجذب والسلام والحرب، وقد ذكر القدماء المصريون سوريا في آثارهم التي تركوها. وفي العصر الإسلامي اتسعت مساحة التعاون وأصبحت مصر وسوريا تحت قائد واحد هو الدولة الأموية التي اتخذت من دمشق مقرا لها، واستمر التعاون بين البلدين ظاهرا وفي العصر الحديث بلغ التكامل والتعاون أعلى مراحله، حيث كانت الوحدة في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عام 1958. وشهدت علاقات البلدين مراحل شد وجذب كثيرة، كان أخطرها وأقواها انفصال البلدين عن بعضهما في 28 سبتمبر 1961، بعد الوحدة التي جمعتما وتمخض عنها "الجمهورية العربية المتحدة" لكن قيام انقلاب عسكري في دمشق أنهى حلم الوحدة العربية. وعلى الرغم من إعلان سوريا انتهاء الوحدة وسمت نفسها "الجمهورية العربية السورية" إلا أن مصر احتفظت باسم الجمهورية العربية المتحدة، حتى عام 1971 حيث غير السادات الاسم إلى "جمهورية مصر العربية. ودخلت العلاقات مرحلة جديدة عقب نكسة 1967 التي ضاعت فيها من مصر سيناء ومن سوريا الجولان واحتلتهما إسرائيل، وبلغ العلاقات مستوى مرتفعا عقب قيام حافظ الأسد بانقلاب عسكري أطلق عليه حركة التصحيح في 16/11/1970. واستمر تحسن العلاقات والتعاون الإيجابي الذي بلغ ذروته مع انطلاق حرب السادس من أكتوبر عام 1973, وتحقيق نصر عربي عسكري مؤزر. ثم عادت العلاقات إلى نقطة الصفر مرة أخرى ووصل حد التناقض في وجهات النظر السياسية بين دمشقوالقاهرة حول قضيه السلام وظلت العلاقات شبه مقطوعة خاصة بعد قيام مصر بتوقيع سلام منفرد مع إسرائيل وتوقيع الرئيس الراحل محمد أنور السادات اتفاقية كامب ديفيد. إلا أن الرئيس الأسد الأب الراحل, عرف كيف يتجاوزها تجاوزا توج بعوده العلاقات الدبلوماسية بين القاهرةودمشق أواخر1989, وتحسنت العلاقات بصورة غير مسبوقة وازداد التعاون السياسي والاقتصادي، حتى رحيل حافظ الأسد في 10 يونيو 2000. وعلى الرغم من التحديات التي واجهت الرئيس بشار الأسد صغير السن في حكم بلد مثل سوريا، إلا أن مصر احتضنت بشار وساعدته على تثبيت أركان حكمه، وقدمت له العون والمشورة. وواصلت مصر تقوية علاقاتها السياسية بسوريا ودعم الرئيس الشاب الذي لم يكن يعرف شيئا عن السياسة فهو طبيب عيون ولم يخض غمارها من قبل. وتدخلت مصر لإنقاذ سوريا من حرب مع تركيا بعد تدهور العلاقات بين أنقرةودمشق بفعل فاعل، كانت إسرائيل التي دفعت البلدين للعداء ولعبت مصر دور الوساطة الجادة حتى أنهت الاحتقان. كما أن مصر كان لها دور كبير في تهدئة سوريا علي طول خط الاستفزازات الإسرائيلية والأمريكية المستمرة والذي وضح بشدة عندما قامت إسرائيل بضرب سوريا في قرية عين الصاحب في الخامس من أكتوبر عام 2003 والذي كان مستفزاً إلي ابعد الحدود ولكن مصر طالبت من سوريا عدم الانسياق وراء تلك الاستفزازات والتي كانت مخططة.