سلط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الضوء في تقرير جديد له، على العمليات الإرهابية في باكستان. وأكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن باكستان شهدت خلال شهري يناير وفبراير من العام الجاري 2022 تصاعدًا ملحوظًا في عدد الهجمات الإرهابية؛ حيث وقع نحو (29) هجومًا خلال هذين الشهرين بمناطق متفرقة من البلاد. وقد نفذّ مقاتلوا "داعش" و"طالبان باكستان" و"الانفصاليون البلوتش" معظم هذه الهجمات. وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل (141) شخصًا، من بينهم (52) من رجال الأمن، و(15) مدنياً، و(82) إرهابيًا، بينما أصيب ما يقرب من (76)، من بينهم (24) من أفراد الأمن، و(51) مدنياً، وإرهابي واحدًا. واستهدفت الهجمات الإرهابية نقاط التفتيش والكمائن التابعة للجيش والشرطة والدوريات الأمنية بعدة مناطق باكستانية من بينها: خيبر بختون خواه، وبلوشستان، ووزيرستان، وبيشاور، وباجور، وتربت، وسبي. واستخدم الإرهابيين في تنفيذ هجماتهم المروعة القذائف، والرشاشات، والقنابل اليدوية، والعبوات الناسفة، والأسلحة الثقيلة وغيرها. ووفق البيانات المسجلة، ارتفعت الهجمات الإرهابية المستهدفة لرجال الأمن هذا العام. هذا ووقعت أكبر (4) هجمات إرهابية منذ آخر أسبوع في يناير الماضي حتى وقتنا الحالي، منها (3) هجمات استهدفت مدينة "سبي" التابعة لإقليم بلوشستان. نبرزها في النقاط التالية: بين يومي (25 و26 يناير) استهدف هجوم إرهابي رجال الشرطة بمنطقة "كيتش"، ما أسفر عن مقتل (10) من أفراد الشرطة، وإرهابي واحد خلال تبادل إطلاق النار بين الجانبين. في الثاني من فبراير، استهدف هجوم إرهابي المقر الرئيسي لقوات أمن حرس الحدود بمدينة "بنجور"، ما أودى بحياة (9) من أفراد الأمن ومقتل جميع المهاجمين البالغ عددهم (16). في الثامن من مارس، هز مدينة "سبي" هجومًا انتحاريًا لقى على أثره (7) من أفراد الأمن مصرعهم، وأصيب (19) آخرون، وقد أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مسئوليته عن الهجوم وفق التقارير الإعلامية. 15 مارس، قتل أربعة من أفراد الأمن وأصيب 7 آخرون في هجوم بعبوة ناسفة شديدة الانفجار وضعت خلال مرور دورية للشرطة بمنطقة "سانكان/سنجان" التابعة لمدينة "سبي". وقد أعلن "جيش تحرير البلوتش" المحظور مسئوليته عن الهجوم. من جانبها، واصلت قوات الأمن الباكستانية عملياتها ضد الجماعات الإرهابية في أجزاء مختلفة من بلوشستان، والتي نتج عنها مقتل أكثر من (82) إرهابيًا واعتقال (16) آخرين كان بحوزتهم كميات كبيرة من الذخائر، والأسلحة الثقيلة، ومواد لصنع العبوات الناسفة. وتعقيباً على تلك الأحداث الأخيرة؛ شددّ وزير الداخلية الباكستاني الشيخ رشيد أحمد، على ضرورة بقاء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى في حالة تأهب قصوى والتحلي باليقظة في أعقاب الهجمات الإرهابية المتتالية في مناطق مختلفة من البلاد، محذرًا من استهداف العاصمة بعد فشل المحادثات مع حركة "طالبان باكستان" بسبب مطالبهم المبالغ فيها. وكانت باكستان قد سجلت العام المنصرم 2021 ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الهجمات الإرهابية بنسبة 56%، رغم إعلان وقف إطلاق النار لمدة شهر مع حركة "طالبان باكستان"، وذلك بعد الانخفاض الذي شهدته على مدى السنوات الست الماضية.