تتغير حدة التوترات يوميا في تصريحات المسئولين الروس والغرب بقيادة الولاياتالمتحدة، ما بين التصعيد والتهدئة، أما الجنود في ساحة المعركة فهم مستعدين لضرب الطلقات الأولى معلنين بداية الغزو الروسي، هذا هو الموقف حاليا على الحدود بين روسياوأوكرانيا. ولكن الغريب في الأمر أن ساحة المعركة تختلف تماما عما تروج له موسكو في بيانتها الصحفية، فقد تصعد تارة وتتراجع تارة أخرى، وتصريحات مسئوليها الأخيرة تؤكد أن الزعيم الروسي فلاديمير بوتين يرغب في المفاوضات مع الغرب بدليل إعلانه انسحاب قواته التي كانت تجري مناورات في بيلاروسيا، ومن ناحية أخرى يشرع في بناء مستشفيات ميدانية وبنوك الدم خلف قواته الحدودية كدليل على عزمه غزو أوكرانيا .. فماذا يحدث في أوروبا؟. نستعرض خلال التقرير التالي، أبزر المستجدات في الأزمة بين روسيا والغرب. انتهاك وقف اطلاق النار أعلن الجيش الأوكراني اليوم الجمعة، رصد 60 انتهاكا لوقف إطلاق النار في إقليم دونباس ارتكبها انفصاليون موالون لروسيا على مدى ال 24 ساعة الماضية، وأن هناك جندي أصيب، وزادت وقائع القصف عبر الخط الذي يفصل بين القوات الحكومية والانفصاليين بشدة أمس الخميس، ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأمر بأنه "استفزاز كبير". وذكر الجيش الأوكراني أن الانفصاليين فتحوا النار على أكثر من عشرة تجمعات سكنية مستخدمين المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون ودبابة. انتهاكات وقف إطلاق النار من جانبه، قال ممثل لوهانسك في المركز المشترك لمراقبة وقف إطلاق النار على خط التماس الفاصل، إن القوات المسلحة الأوكرانية فتحت النار، من جديد، على أراضي جمهورية لوهانسك الشعبية (المعلنة من طرف واحد)، واستهدفت منطقة "زيليونيا روشا" في ضواحي مدينة لوهانسك. وقال إن القوات الأوكرانية انتهكت وقف إطلاق النار، بشكل صارخ؛ بما في ذلك استخدام الأسلحة الثقيلة". وبحسب المتحدث، فإن القوات الأوكرانية فتحت النار، باستخدام مدافع الهاون من عيار 120 و82 ملمترا، على بلدات "مولوتشني" و"فسيلينكويه" في أراضي الجمهورية، وكذلك على منطقة "زيليونيا روشا" في ضواحي لوهانسك. ولم يوضح المتحدث بخصوص وقوع أي خسائر بشرية أو مادية، جراء القصف الأخير على لوهانسك. 60 انتهاك لوقف إطلاق النار مناورات روسية بالصورايخ الباليستية أما على الجبهة الروسية، فقد أعلنت وزارة الدفاع، أن الجيش الروسي سيجري مناورات غدا لقوات الردع الاستراتيجي بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقالت الدفاع الروسية في بيان: "ستجرى غدَا السبت مناورة مخططة لقوات الردع الاستراتيجي، تحت قيادة الرئيس بوتين وستجرى عمليات إطلاق صواريخ باليستية وصواريخ كروز". وأضاف البيان: "تم التخطيط لمناورة لقوات الردع الاستراتيجي في وقت سابق لاختبار السفن الحربية وناقلات الصواريخ الاستراتيجية لإنجاز المهام". مناورات بالصورايخ الباليستية الرسية المناورات لا تستفز الغرب وعن احتمال أن تكون هذه المناورات استفزاز للغرب وأوروبا، فقد نفت الرئاسة الروسية (الكرملين)، اليوم الجمعة أن تكون التدريبات النووية الروسية تؤجج التوترات مع الغرب قائلة إن المناورات العسكرية جزء من عملية تدريب روتينية تتسم بالشفافية. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الرئيس فلاديمير بوتين من المرجح أن يشرف على المناورات دون الخوض في التفاصيل. وذكر الكرملين أن موسكو تشعر بالقلق إزاء الوضع في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا وإن الوضع قد يكون خطيرا جدا. مناورات بالصورايخ الروسية روسيا بين التهدئة والتصعيد الغرب من جهة أخرى يزيد في تصعيده أمام موقف روسيا، والذي وصفه موقفه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عبر حسابه على موقع تويتر، قائلا إن هناك رسائل مختلطة تأتي من الجانب الروسي، وتوضح مصادرنا الاستخباراتية أنه يتم بناء مستشفيات ميدانية قرب الحدود الأوكرانية، وهو الأمر الذي لا يمكن اعتباره إلا تمهيدا للغزو، من جانبه قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء الماضي بعد لقاءه مع المستشار الألماني أولاف شولتز، والذي استمر 4 ساعات، إن روسيا لا ترغب في الحرب. شولتز وبوتين وأكد بوتين خلال المؤتمر الصحفي مع شولتز أن روسيا "بالطبع" لا ترغب في الحرب والدليل على ذلك تقديمها أكثر من مرة طلبات أمنية خلال عملية التفاوض، ولكن تم رفضها جميعا وكذلك رفضت أوروبا والناتو الضمانات الأمنية الأساسية التي طالبت بها بلاده . من جانبه قال شولتز إن حشد القوات "لم يكن مفهوما" .. لكن تبقى هناك إمكانية لنجاح الجهود الدبلوماسية في حل الأزمة وأضاف أنه أوضح للرئيس بوتين رأي الغرب في حشود القوات الروسية بهذا الشكل وأنها تشكل تهديدا وقلقا عميقا لدى أوروبا. هذه التصريحات تدل على غموض كبير في الموقف الروسي، لأنها تعطي مؤشرات بأن روسيا لا ترغب في الحرب، ولكن في ساحة المعركة، الأمر مختلف، فمن المقرر أن تجرى مناورات بالصورايخ صباح السبت، بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية صباح الأربعاء مغادرة المزيد من القوات لشبه جزيرة القرم بعد الانتهاء من تدريبات عسكرية، وأيضا انسحاب القوات التي تتدرب في بيلاروسيا. تدريبات الجيش الروسي في بيلاروسيا ساحة المعركة عكس التصريحات هذه الانسحابات إلى جانب تصريحات الرئيس الروسي بوتين، تدل لقراء المشهد من بعيد على حسن نوايا روسيا في العودة إلى طاولة المفاوضات، بينما يراها الغرب وأجهزة استخباراته أنها مجرد مناورات بالقوات الروسية ولايزالون يتشككون في أهميتها، وفي هذا الشأن قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، إنه لم ير حتى الآن أي دليل على أن روسيا قلصت من عملياتها، مؤكدا أن ما يرصده على أرض الواقع من ملاحظات مادية هو عكس ذلك ما يتم إعلانه. مستشفيات ميدانية روسية ترصدها الأقمار الصناعية واستشهد في حديثة للصحف الانجليزية بحرب جزيرة القرم عام 2014، قائلا: لنتذكر أن القرم كانت جزءا خاضعا لسيادة أوكرانيا، وغزتها روسيا عام 2014 وضمتها بشكل غير قانوني .. لذا لست متأكدا من أن هذا يوفر أي طمأنة لأي شخص بأن دولة محتلة "على حد وصفه" تنهي تدريبات وتعلن الانسحاب. إذن هذا هو المشهد، رسائل من روسيا تؤكد رغبتها في العودة لطاولة المفاوضات والدليل على ذلك إعلان انسحاب القوات المتواجدة في بيلاروسيا وشبه جزيرة القرم، وعلى الناحية الأخرى تعتبر أوروبا هذه التحركات ما هي إلا مناورات لتمهيد الغزو بأقصى سرعة كما حدث في 2014 عندما احتلت روسيا شبه جزيرة القرم والدليل على ذلك رصد الاستخبارات البريطانية أن الجيش الروسي شرع في بناء مستشفيات ميدانية، إلى جانب المناورات بالصواريخ الباليستية والنووية صباح السبت. حرب القرم 2014 تكرار سيناريو احتلال القرم وفي هذا الصدد، قال الدكتور مهدي عفيفي، المحلل السياسي، وعضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، إن ما يحدث حاليا في الصراع على الحدود الروسية الأوكرانية، هو تكرار لما حدث في عام 2014، عندما احتلت روسيا شبه جزيرة القرم، ولا توجد أي نوع من الثقة لدى المجتمع الدولي، سواء في الدول الأوروبية في الناتو، أو الولاياتالمتحدةالأمريكية، لأنهم سيكونون أكثر الدول تضررا، فقد تضاف سعر البترول في أمريكا بما يؤثر على جميع مسارات الحياة. وأكد أن هناك متابعات من أمريكا والناتو دائمة على الحدود بين روسياوأوكرانيا، والموقف الأخير هو حشد روسيا جنودها على 3 اتجاهات لتحاصر أوكرانيا من الشمال والجنوب والشرق، وهذه الحشود ليست مجرد تدريبات عسكرية، لأن التدريبات العادية لا تستدعي وجود مستشفيات ميدانية ولا بنوك دم، وأسلحة ضاربة، وكمية من الذخائر الغير معتادة، بجانب استمرار الحشد على عكس ما تعلن. الجيش الروسي يعترف بتفوق أمريكا العسكري في المحيط الهادئ مسلحون موالون لروسيا يتهمون الجيش الأوكراني بقصف مواقعهم إعادة أمجاد الاتحاد السوفيتي وأوضح أن روسيا تعلن انسحاب القوات، ولكنها تزيد من حشودها، وصور الأقمار الصناعية والتقارير الاستخباراتية تؤكد ذلك، مشيرا إلى أن روسيا تلعب لعبة استفزازية للدول الغربية والناتو، والدليل على ذلك شروطها التعجيزية، وكانت على عكس العادة، فكانت النقاشات تدور دائما حول مسألة نشر الصواريخ على الحدود بينها وبين الناتو، ولكن الدول الغربية لم تنشر صواريخ، كما أن تسليح أوكرانيا تسليح دفاعي فقط، وبالتالي هي تحاول فرض أمر واقع على المجتمع الدولي، ويساعدها في ذلك تثبيت أقدامها في سوريا وأجزاء من أفريقيا، وجاء الدور حاليا على دولها التي كانت تابعة لها في أوروبا، وبالتالي فإن بوتين يطمح في إعادة أمجاد الاتحاد السوفيتي القديمة. وأكد أن حلف الناتو، حلف دفاعي وليس هجومي، ولم يقم على الاطلاق بالهجوم إلا للدفاع عن مصالح بلدان الحلف، وما تفعله روسيا لعبة قوية للعودة لمرحلة الاتحاد السوفيتي، وتطلب من المجتمع الدولي أن يمنع انضمام اوكرانيا الي حلف الناتو وهذا غير مقبول.