تجددت اليوم "الجمعة" في الأردن، المسيرات السلمية المطالبة بالإصلاح الشامل ومكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين. وشهدت العاصمة عمان ومحافظات جرش والكرك والطفيلة مسيرات ووقفات احتجاجية تعددت مطالبات المشاركين فيها ما بين رحيل الحكومة الأردنية، برئاسة الدكتور عبدالله النسور ومجلس النواب وإجراء انتخابات نيابية جديدة وفق قانون انتخاب عصري يفضي إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني تحرر البلاد من الفساد والمفسدين وتأخذها إلى مستقبل واعد بالحرية والكرامة وسط تأكيدات على أن الحراك سيتواصل لحين تحقيق كامل المطالب الإصلاحية. وشهدت منطقة وسط عمان مسيرة خرجت من أمام المسجد الحسيني بعد صلاة "الجمعة" اليوم تحت شعار "كرامة شعب 4" والتي نظمها حراك "أحرار العاصمة عمان للتغيير" نصرة لمحافظة معان "250 كم جنوبي عمان". وحمل المشاركون في المسيرة النظام مسئولية ما جرى من أحداث بمدينة معان مؤخرًا، وشهدت المسيرة هتافات عالية السقوف تجاوزت الخطوط الحمراء. كما طالبوا بمحاسبة الفاسدين، وعدم المساس بقوت المواطن ورفع أسعار الكهرباء والتجاوزات الأمنية لقمع احتجاجات معان -"على حد وصفهم"-. وبدورها، أعربت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن في بيان عن قلقها الشديد من التطورات المؤسفة التي توالت في محافظة معان، متهمة الأجهزة الرسمية للدولة بما وصفته ب"الغياب المريب" عن المشهد منذ بدء الأحداث والتعاطي معه بإهمال وتقصير شديدين مما راكم الأزمات وجعل الأوضاع أكثر تعقيدًا -"على حد وصف البيان"-. ودانت الجماعة ما وصفته بالصمت الرسمي وترك الأزمة تتفاقم دون معالجة وتنفيذ عمليات القتل الميداني بحجة الطلب القانوني، وتساءلت عن أسباب وصول المشهد في معان إلى هذه المرحلة بالتزامن مع حجب مئات المواقع الإلكترونية والحديث عن رفع أسعار الخبز والكهرباء خلال الأيام القادمة، وتحميل الربيع العربي مسئولية الأزمة في الأردن وهي محاولة مكشوفة للتغطية على الفساد والمفسدين -"حسب البيان"-. وكانت مدينة معان قد شهدت مؤخرًا اشتباكات بين عشرات المحتجين المسلحين وقوات الأمن والدرك الأردنية بعد قيام رجال الأمن بقتل اثنين من المطلوبين أمنيًا، حيث هاجم المحتجون مركز أمن المدينة ومؤسسات وأبنية حكومية بالأسلحة الرشاشة احتجاجاً على مقتل المطلوبين مما فاقم الأوضاع الأمنية في المدينة قبل أن يعود الهدوء إليها حالياً.