رئيس ضمان جودة التعليم: الجامعات التكنولوجية ركيزة جديدة فى تنمية المجتمع    إتاحة الاستعلام عن نتيجة امتحان المتقدمين لوظيفة عامل بالأوقاف لعام 2023    قطع المياه عن نجع حمادي.. وشركة المياه توجه رسالة هامة للمواطنين    الحكومة: نرصد ردود فعل المواطنين على رفع سعر الخبز.. ولامسنا تفهما من البعض    «حماس» تصدر بيانًا رسميًا ترد به على خطاب بايدن.. «ننظر بإيجابية»    محامي الشحات: هذه هي الخطوة المقبلة.. ولا صحة لإيقاف اللاعب عن المشاركة مع الأهلي    رونالدو يدخل في نوبة بكاء عقب خسارة كأس الملك| فيديو    أحمد فتوح: تمنيت فوز الاهلي بدوري أبطال أفريقيا من للثأر في السوبر الأفريقي"    هل يصمد نجم برشلونة أمام عروض الدوري السعودي ؟    حسام عبدالمجيد: فرجانى ساسى سبب اسم "ماتيب" وفيريرا الأب الروحى لى    هل الحكم على الشحات في قضية الشيبي ينهي مسيرته الكروية؟.. ناقد رياضي يوضح    محامي الشحات: الاستئناف على الحكم الأسبوع المقبل.. وما يحدث في المستقبل سنفعله أولًا    مصارعة - كيشو غاضبا: لم أحصل على مستحقات الأولمبياد الماضي.. من يرضى بذلك؟    اليوم.. بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي على مستوى الجمهورية    32 لجنة بكفر الشيخ تستقبل 9 آلاف و948 طالبا وطالبة بالشهادة الثانوية الأزهرية    استمرار الموجة الحارة.. تعرف على درجة الحرارة المتوقعة اليوم السبت    اعرف ترتيب المواد.. جدول امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية    صحة قنا تحذر من تناول سمكة الأرنب السامة    أحمد عبد الوهاب وأحمد غزي يفوزان بجائزة أفضل ممثل مساعد وصاعد عن الحشاشين من إنرجي    دانا حلبي تكشف عن حقيقة زواجها من محمد رجب    الرئيس الأمريكي: إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ أى هجوم آخر    "هالة" تطلب خلع زوجها المدرس: "الكراسة كشفت خيانته مع الجاره"    حدث بالفن| طلاق نيللي كريم وهشام عاشور وبكاء محمود الليثي وحقيقة انفصال وفاء الكيلاني    أبرزهم «إياد نصار وهدى الإتربي».. نجوم الفن يتوافدون على حفل كأس إنرجي للدراما    مراسل القاهرة الإخبارية من خان يونس: الشارع الفلسطينى يراهن على موقف الفصائل    عباس أبو الحسن يرد على رفضه سداد فواتير المستشفى لعلاج مصابة بحادث سيارته    "صحة الإسماعيلية" تختتم دورة تدريبية للتعريف بعلم اقتصاديات الدواء    ثواب عشر ذي الحجة.. صيام وزكاة وأعمال صالحة وأجر من الله    أسعار شرائح الكهرباء 2024.. وموعد وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال في مصر    العثور على جثة سائق ببورسعيد    الأمين العام لحلف الناتو: بوتين يهدد فقط    سر تفقد وزير الرى ومحافظ السويس كوبرى السنوسي بعد إزالته    نقيب الإعلاميين: الإعلام المصري شكل فكر ووجدان إمتد تأثيره للبلاد العربية والإفريقية    كيف رفع سفاح التجمع تأثير "الآيس" في أجساد ضحاياه؟    "حجية السنة النبوية" ندوة تثقيفية بنادى النيابة الإدارية    ضبط متهمين اثنين بالتنقيب عن الآثار في سوهاج    «الصحة»: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة ضمن «100 مليون صحة»    وكيل الصحة بمطروح يتفقد ختام المعسكر الثقافى الرياضى لتلاميذ المدارس    وصايا مهمة من خطيب المسجد النبوي للحجاج والمعتمرين: لا تتبركوا بجدار أو باب ولا منبر ولا محراب    الكنيسة تحتفل بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر    للحصول على معاش المتوفي.. المفتي: عدم توثيق الأرملة لزواجها الجديد أكل للأموال بالباطل    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال تقتحم عددا من المدن في الضفة الغربية    «القاهرة الإخبارية»: أصابع الاتهام تشير إلى عرقلة نتنياهو صفقة تبادل المحتجزين    «ديك أو بط أو أرانب».. أحد علماء الأزهر: الأضحية من بهمية الأنعام ولا يمكن أن تكون طيور    الداخلية توجه قافلة مساعدات إنسانية وطبية للأكثر احتياجًا بسوهاج    ارتفاع الطلب على السفر الجوي بنسبة 11% في أبريل    «صحة الشرقية»: رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى    وزير الصحة يستقبل السفير الكوبي لتعزيز سبل التعاون بين البلدين في المجال الصحي    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    الأونروا: منع تنفيذ برامج الوكالة الإغاثية يعنى الحكم بالإعدام على الفلسطينيين    الماء والبطاطا.. أبرز الأطعمة التي تساعد على صحة وتقوية النظر    «الهجرة» تعلن توفير صكوك الأضاحي للجاليات المصرية في الخارج    رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا دخلت مرحلة التحضير للحرب مع روسيا    «حق الله في المال» موضوع خطبة الجمعة اليوم    بمناسبة عيد الأضحى.. رئيس جامعة المنوفية يعلن صرف مكافأة 1500 جنيه للعاملين    السيسي من الصين: حريصون على توطين الصناعات والتكنولوجيا وتوفير فرص عمل جديدة    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    أسعار الفراخ اليوم 31 مايو "تاريخية".. وارتفاع قياسي للبانيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من شرم الشيخ| الرئيس يعرض رؤية مصر لمواجهة التغيرات المناخية
نشر في صدى البلد يوم 11 - 01 - 2022

انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وبحضور نخبة من رؤساء وقادة العالم والشخصيات البارزة المؤثرة، خلال الفترة من 10 إلى 13 يناير 2022 بمدينة شرم الشيخ، جنوب سيناء، وسط إجراءات احترازية مشددة للوقاية من انتشار جائحة كورونا.
انعقدت أولي جلسات اليوم الثاني بفعاليات المنتدى تحت عنوان الطريق من "جلاسكو" إلى "شرم الشيخ" لمواجهة التغيرات المناخية، والتي ناقشت ميثاق جلاسكو للمناخ واستعرضت نقاط القوة والضعف به من منظور الدول الافريقية، بالإضافة إلي أبرز المخاطر البيئية والمناخية الحالية والمستقبليةوتأثيرهاعلى دول القارة الإفريقية ومنطقة المتوسط.
بدأت فعاليات الجلسة بوصول الرئيس عبد الفتاح السيسي، للقاعة الرئيسة لحضور الجلسة الرئيسية بعنوان "الطريق من جلاكسو إلى شرم الشيخ لمواجهة التغيرات المناخية"، والتي شارك فيها نخبة من المتحدثين على رأسهم، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، والسفير محمد نصر، مدير إدارة البيئة والتنمية المستدامة بوزارة الخارجية ومستشار مجموعة المفوضين الأفارقة.
كذلك كاسي فلين، المستشار الاستراتيجي لتغير المناخ بالمكتب التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وعقيل حجاج، مؤسس شركة C12 للاستشارات البيئية والتنموية في افريقيا، وكريم طراف، مؤسسة شركة "هوا دوا"، وماركو شليتز، استشاري لمؤسسة Open Earth.
وعبر المنصة التفاعلية الجديدة للمنتدى، شارك متحدثًا كل من، جون كيري، مبعوث الرئيس الأمريكي لشئون المناخ، وجون مارتن، المبعوث الخاص للمناخ بالمملكة المتحدة، وإنجر أندرسن، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وبيل واير، الكتاب والمنتج والمراسل لشئون المناخ في شبكة CNN، ويولاند رايت، المدير العالمي لفقر الأطفال والمناخ والحضر في منظمة إنقاذ الطفولة، وفابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط والشرق الأدنى والشرق الأوسط باللجنة الدولية للصليب الأحمر.
الأرض الأم
استهلت الجلسة بعرض فيلم تسجيلي قصير بعنوان "الأرض الأم"، يجسد معاناة الكرة الأرضية وما تشهده من تغيرات وظواهر مناخية غير مسبوقة نتيجة لما أحدثته الثورة الصناعية والإهمال المتزايد للبيئة، وجاء الفيلم برسالة تؤكد على أن استمرار هذه الممارسات وتكرار الأفعال الخاطئة لن يؤدي إلى اختلاف النتائج، واختتم الفيلم بدعوة لإنقاذ الأرض من خلال ضرورة رسم طريق جديد إلى المستقبل يكون أكثر أمانا للأجيال القادمة.
التجربة المصرية في التغيرات المناخية
أعقب الفيلم التسجيلي كلمة للدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، استعرض من خلالها التجربة المصرية في مواجهة ملف التغيرات المناخية في القمة العالمية للمناخ "Cop26" التي تم انعقادها في مدينة "جلاسكو" عام 2021، وآليات تطبيق ومتابعة مخرجات هذه القمة ضمن المؤتمر المزمع عقده في مدينة شرم الشيخ خلال العام الجاري.
مصر تحركت لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر تحركت بسرعة لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، إن السنوات الثماني القادمة مهمة لمجابهة خطر التغيرات المناخية كما أنها تحمل فرصة للاستغناء عن استخدام الوقود الأحفوري باستخدام سيارات تعمل بالكهرباء والغاز الطبيعي.
وشدد الرئيس على أهمية تكاتف الدول والقطاع الخاص من أجل مواجهة التغيرات المناخية، لافتا إلى أن هناك فرصة لتغيير ما يتراوح بين 200 -300 مليون سيارة على مستوى العالم وتحويلها للعمل بالطاقة النظيفة.
وأوضح الرئيس ، أن الإنسان هو المخلوق الوحيد الموجود على الأرض القادر على الإصلاح والإعمار بقدر ما هو قادر على التدمير، وهو الأمر الذي نبه المتحدثون إلى خطورته، ومشددًا على أن وجود الخطر لا يمنع وجود سبيل لمجابهته، مشددا على أن قادة العالم قادرين على مجابهة مخاطر تغير المناخ خلال السنوات القادمة.
ونوه الرئيس إلى أن هناك خطورة نابعة عن ازدياد عدد السيارات المتوقع خلال السنوات القادمة، وأن الحل يكمن في إحلال السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري بسيارات أخرى تعمل بالكهرباء أو الغاز الطبيعي، وهو ما قامت به مصر بالفعل.
حيث أطلقت مبادرة منذ خمس سنوات لإحلال تلك السيارات، حتى تصل مصر إلى أول سيارة كهربائية مصنوعة محليًا بحلول عام 2023، وعلى الرغم من ارتفاع تكلفة الإنتاج بعض الشيء، إلا إنها تظل فرصة سانحة أمام القطاع الخاص للمساهمة في الإجراءات التي تقلل من أثر التغير المناخي.
تطهير البحيرات ومبادرة حياة كريمة
أوضح الرئيس السيسي أن مصر قامت بتطهير جميع البحيرات وتبطين الترع بمسافة تصل إلى 40 ألف كيلو متر، بتكلفة تصل إلى 80 مليار جنيه وتنفيذ مبادرة "حياة كريمة" لتغيير حياة 60 مليون مواطن؛ مما وفر آلاف فرص العمل للشباب وتشغيل مصانع الأسمنت والحديد ووسائل النقل، بالإضافة إلى إنشاء شبكة طرق وذلك على الرغم من أن مصر لاتعاني من مشكلة الانبعاثات الضارة وتكاد لاتذكر مقارنة بنسبتها على مستوى العالم.
رئيس الوزراء
ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كلمة خلال الجلسة النقاشية التي حملت عنوان "الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ .. لمواجهة التغيرات المناخية".
ولفت مدبولي إلى أنه منذ 15 أو 20 عاماً، عندما بدأ الخبراء العالميون يحذرون من موضوع التغيرات المناخية، استقبلنا جميعاً هذا الأمر، باعتباره مجرد تكهنات أو آراء متشائمة، أو تتناول ظواهر لن تحدث ونحن موجودون، وربما تواجهها الأجيال القادمة.
وأكد رئيس الوزراء أنه خلال ال 10 ثوان التي تحدث فيها في المقدمة السابقة، تم ضخ أكثر من 10 آلاف طن متري من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، بما يعادل وزن 170 ألف شخص، مشيراً إلى أن العالم كله بدأ يشهد تداعيات موضوع التغيرات المناخية، حيث أصبحت منطقة الجليد بالقطب الشمالي في أقل مستوى لها على العالم، مع ارتفاع درجات الحرارة بنسب غير مسبوقة، فضلاً عن تركز غاز ثاني أكسيد الكربون بأعلى مستويات له منذ آلاف السنين.
وكذا ارتفاع مستوى سطح البحر الذي بدأت أماكن كثيرة جداً تعاني منه، لافتاً إلى أن كل هذه الظواهر كانت ناتجة عن ارتفاعات كبيرة جدأً في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ونتج عن ذلك ارتفاع في متوسط درجات حرارة كوكب الأرض، وانخفاض في جودة الهواء، وارتفاع مستوى سطح البحر، والعديد من الظواهر المناخية الجامحة التي بدأت تحدث.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى التداعيات السلبية للتغيرات المناخية على الاقتصادات العالمية؛ مشيراً إلى أنه وفقاً لتقديرات الخبراء، فإن الفترة من عام 1970 حتى الوقت الحالي شهدت خسائر تعرضت لها دول العالم نتيجة مثل هذه الظواهر الطبيعية، تقدر بنحو 3,6 تريليون دولار، مضيفاً أن الرقم السنوي للتكاليف الخاصة بالتعامل مع التغيرات المناخية، ستقدر وصولاً إلى عام 2030 إلى ما بين 150 إلى 300 مليار دولار سنوياً.
كما سيرتفع هذا الرقم بحسب التقديرات في عام 2050 ليغدو ما بين 280 الى 500 مليار دولار سنوياً، مضيفاً أن عام 2021 وحده شهد حدوث 10 كوارث عالمية كبرى حول العالم، وصلت خسائرها إلى أكثر من 170 مليار دولار، لذا فنحن أمام ظاهرة أصبحت خطيرة جداً تهدد الجنس البشري.
وأضاف رئيس الوزراء أنه جنباً إلى جنب مع كل ما سبق ذكره، فقد شهد العالم كله زيادة الوفيات نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، خاصة في الفئات العمرية الكبيرة، من 65 سنة فأكثر، قدرت بحوالي 300 ألف نسمة سنوياً، لافتاً إلى أن هذا الرقم سيضاف إليه حوالي 550 ألف نسمة زيادة خلال الفترة القادمة ما بين 2030 حتى 2050، لنقترب من مليون شخص فوق سن 65 عاماً سيكونون عُرضة للوفاة زيادة عن المعدلات الطبيعية بسبب هذه الظواهر.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي في كلمته أنه كنتيجة لهذه التأثيرات، فمن المتوقع أن يعاني 325 مليون شخص من الفقر المدقع، كما سيضطر 216 مليون شخص للهجرة الداخلية نتيجة للتغيرات المناخية، مضيفاً أن المشكلة الحقيقة التي ينذر بها العالم، هو أن معدل الكوارث البيئية سيبدأ في التضاعف بنحو 3 أضعاف خلال المرحلة القادمة.
وسيتمثل ذلك في العديد من الظواهر مثل الموجات الحارة، والجفاف، وتلف المحاصيل، والفيضانات، وحرائق الغابات، وكلها ظواهر شهدها العالم كله العام الماضي، وبالتالي فإن أطفالنا سيواجهون كوارث مناخية بنحو 3 أضعاف ما واجهها أجدادهم، كما أن آلاف الأطفال دون سن الخامسة سيموتون سنوياً بسبب التهابات الجهاز التنفسي نتيجة تلوث الهواء.
وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى الجهود الدولية التي بذلتها الأطراف والجهات المعنية لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، مشيراً إلى أن العالم بدأ يتحرك من خلال اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ في عام 1992، إضافة إلى بروتوكول كيوتو في عام 1997، فضلاً عن اتفاقية باريس للمناخ في عام 2015.
وبعد كل هذه الاتفاقيات بدأ العالم يضع آلية لاتخاذ قرارات تنفيذية في هذا الإطار، من خلال عقد مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP) سنوياً، مشيرا في هذا السياق إلى أبرز تلك الجهود وهي ما تمثل في الدورة ال 26 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، والتي انعقدت في مدينة جلاسكو بالمملكة المتحدة في الفترة من 31 أكتوبر – 14 نوفمبر 2021.
ولفت مدبولي إلى أن مؤتمر COP26 حقق خلال هذه الدورة عدة مكاسب، تضمنت الاتفاق حول تفعيل اتفاق باريس، وكذا الاتفاق حول المدد الزمنية المشتركة لتقديم المساهمات المحددة وطنياً، إضافة إلى تعهدات جديدة للتمويل، لمواجهة ظاهرة تغير المناخ خاصة في البلدان النامية.
مؤكداً أن الدول النامية لم تكن متسببة في هذه الظاهرة ولكن أصبح عليها التزام كبقية دول العالم أن تدفع فاتورة التعامل مع هذا الموضوع جنباً إلى جنب مع بقية الدول، مؤكداً أن على الدول المتقدمة التي كانت سبباً رئيسياً في هذا الموضوع أن يكون لها مساهماتها الرئيسية في هذا المجال.
وأضاف أن مؤتمر COP26 بجلاسكو شهد إطلاق مسارين تفاوضيين جديدين خلال المؤتمر لموضوع تقدير التمويل، والآليات التي سنبدأ بها تنفيذ تلك الإجراءات، لافتاً بصفة عامة إلى مقولة السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة متحدثاً عن نتائج COP26 حيث قال: إنها خطوة مهمة ولكنها ليست كافية.
لافتاً إلى أنه من هذا المنطلق تأتي أهمية مؤتمر COP27 الذي ستستضيفه مصر في مدينة شرم الشيخ نهاية العام الجاري، لكي نضع أمام العالم كله الأطر التنفيذية لمواجهة قضية التغيرات المناخية، باعتبارها قضية تهم البشرية، حيث سيتم التحرك من خلال عدة محاور أبرزها:
خفض الإنبعاثات لتكون هناك أرقام ومستهدفات واضحة على مستوى العالم، بالإضافة إلى موضوع التكيف مع تغير المناخ، وموضوع التمويل، ووجود آلية لتوفير التمويل اللازم، بالإضافة إلى أن يكون هناك آلية للتقييم والمتابعة، للتأكد من أن ما يتم الاتفاق عليه يتم تنفيذه.
وخلال الجلسة النقاشية، تحدث الدكتور مصطفى مدبولي عن التجربة المصرية في ضوء المؤشرات الدولية المتعلقة بالمناخ، موضحا أن المؤسسات الدولية المعنية بمجال التغيرات المناخية ترى مصر من أكثر الدول عرضة لتبعات التغير المناخي، رغم محدودية مسئوليتها عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، إذ تبلغ مساهمة مصر في الانبعاثات العالمية 0.6%، وذلك في عام 2015، وهي نسبة ضئيلة للغاية.
وأشار رئيس الوزراء إلى الإشادات الدولية بالجهود المصرية في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، مستشهدا في هذا الصدد ببيانات صدرت عن وكالة فيتش الدولية في يوليو 2021 والتي أكدت خلالها أن مصر تمتلك أكبر قدرات كهربائية من طاقتي الرياح والشمس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وعلى الرغم من ذلك، فإن القاهرة وضعت خطة لمضاعفة هذه القدرات ل 300% خلال الفترة المقبلة، مضيفا أن مصر والإمارات سيقودان هذه التوجه مع دول أخرى في المنطقة.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: وكالة فيتش أكدت أيضا أن مصر ستكون من أسرع أسواق الطاقة المتجددة غير الكهرومائية نموا في المنطقة على مدار السنوات العشر المقبلة.
وتابع: أشارت الوكالة الدولية للطاقة خلال ديسمبر 2021 إلى أن مصر ستكون ضمن 5 دول يتركز فيها أكثر من ثلاثة أرباع (3/4) الزيادة المتوقعة في إنتاج الطاقة المتجددة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مؤكدا أن كل هذه الإشادات الدولية تؤكد الأهمية الكبيرة التي توليها الدولة المصرية لملف الطاقة الجديدة والمتجددة.
وأشار إلى أن ترتيب مصر في مؤشر جاذبية الدول للاستثمار في الطاقة المتجددة يرتفع بصورة ملحوظة، حيث أصبحنا اليوم من أفضل 20 دولة على مستوى العالم فيما يتعلق بالقوانين والتشريعات التي تشجع على الاستثمار في الطاقة الجديدة والمتجددة، كما تقدمت مصر 20 مركزا في مؤشر السياسة المناخية طبقا لمؤشر أداء تغير المناخ 2022.
واستعرض في هذا الإطار الجهود المصرية لمواجهة التغيرات المناخية، مشيرا إلى أنه منذ اللحظة الأولى كانت هناك توجيهات من القيادة السياسية بتدشين إطار مؤسسي ينظم هذه الجهود، حيث تم إنشاء "المجلس الوطني للتغيرات المناخية" برئاسة رئيس الوزراء، وعضوية الوزراء والجهات المعنية لتحديد المهام والاختصاصات بشأن التعامل مع التغيرات المناخية.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي أن الحكومة المصرية تتحرك في 5 مسارات رئيسية، حيث بدأنا بتقليل الانبعاثات الناتجة من استهلاك الطاقة التقليدية من البترول والوقود الأحفوري، ونتجه بقوة لاستخدام الغاز الطبيعي والطاقة الجديدة والمتجددة، وتغيير نوعية الطاقة المستهلكة لزيادة استخدام المصادر الأقل انبعاثا للكربون، وزيادة الطاقة المولدة في نفس موطن استهلاكها.
وأوضح أن مصر من خلال "المجلس الوطني للتغيرات المناخية" أطلقت الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية، كما تنفذ مشروعات عملاقة في عملية التكيف أو في تخفيف حدة التغيرات المناخية، كما أصدرنا أول سندات خضراء في منطقة الشرق الأوسط، كما تم وضع سياسات مهمة للغاية لتشجيع القطاع الخاص للدخول بقوة في هذا النوع من الاستثمار مثل تحديد تعريفة الكهرباء وتعريفة تحويل المخلفات إلى طاقة.
وأضاف رئيس الوزراء خلال كلمته إلى أن الحكومة بدأت إنشاء خريطة تفاعلية لمخاطر ظاهرة التغير المناخي، كما وضعت الخطة القومية للموارد المائية 2037، موضحا أن مصر من أكثر الدول فقرا فيما يخص الموارد المائية، قائلا "قضية المياه ستكون محورا أساسيا خلال هذا العام في قمة تغير المناخ COP 27 في شرم الشيخ، حيث سيتم مناقشة كيف سيتعامل العالم مع قضيتي ندرة المياه وتلوث المياه."
وتابع أن مصر لها تجربة مهمة في هذه المسألة وهي الخطة القومية للموارد المائية 2037 والتي تنفذها مصر منذ 5 سنوات، بتكلفة تبلغ أكثر 50 مليار دولار أمريكي، وخلال هذه الخطة تقوم الدول المصرية بتنفيذ مشروعات ضخمة للغاية في تحلية مياه البحر، ومعالجة مياه الصرف الزراعي والصرف الصحي، من أجل الاستفادة من كل قطرة مياه موجودة، فمصر من أعلى دول العالم استخداما لكل قطرة مياه أكثر من مرة.
وأضاف في هذا السياق أيضا أن مصر تنفذ أيضاً مشروعات كبرى في مجال ترشيد المياه وتبطين الترع، ومشروعات حماية الشواطئ، من أجل التعامل مع المناطق المهددة من تغير المناخ في شمال الدلتا بالتعاون مع شركاء التنمية.
وتابع الدكتور مصطفى مدبولي أن القيادة السياسية في مصر تتبنى مشروعا هاما وهو تطوير البحيرات المائية، والتي كانت مهملة لمئات السنين، وحدث بها فقدان كبير لمساحتها، ونتيجة لذلك تأثرت جودة المياه بها بصورة سلبية للغاية، واليوم الدولة المصرية تنفذ على الأرض تطويرا كاملا لكل هذه البحيرات.
كما استعرض في هذا الإطار مشروع تطوير بحيرة المنزلة التي تقع على مساحة 250 ألف فدان، والذي بلغت تكلفته حتى الان 2 مليار دولار لتعود هذه البحيرة إلى ما كانت عليه من مئات السنين.
وأوضح رئيس الوزراء أنه فيما يخص الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، فإن الحكومة لديها خطة بأن تصل الطاقة المتجددة 20% من إجمالي الطاقة المتولدة في مصر.
وكذلك قبل حلول 2035، ستبلغ الطاقة المتجددة 42% من إجمالي الطاقة المنتجة في مصر بشكل عام، مضيفا أن مشروع "بنبان" لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في أسوان، والذي افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال أيام قليلة، وهو من أفضل المشروعات على مستوى العالم في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة المصرية تنفذ مشروعا ضخما جداً لتوصيل الغاز الطبيعى للمنازل على مستوى الجمهورية، وذلك لاستبدال الوقود التقليدى "البوتاجاز" بالغاز الطبيعى الذى يعتبر أحد مصادر الطاقة النظيفة، مشيراً إلى أننا لدينا الطموح والخطوات التنفيذية لبدء إنتاج أول سيارة كهربائية مصرية خلال العام القادم، منوهاً إلى أن ذلك يأتى ضمن مشروع كبير لاعتماد وقود السيارات على الغاز الطبيعى والكهرباء، وهناك حوافز كثيرة فى هذا الصدد.
وأكد رئيس الوزراء أن الدولة المصرية تنفذ منظومة جديدة متكاملة للنقل الجماعى تتوافق مع المعايير البيئية، وتتضمن القطار الكهربائي، والمونوريل، والقطار فائق السرعة، بشبكة يصل طولها إلى أكثر من 2200 كم، تنفذ فى بعض سنوات بتكاليف هائلة، لكى نتواكب مع التغيرات المناخية، والعمل على تقليل الانبعاثات الضارة فى هذا الصدد.
وأوضح رئيس الوزراء أن هناك جيلا جديدا من المدن الخضراء، تنفذه الدولة المصرية حالياً، مؤكداً أن هذه المدن تُعد مدنا ذكية تعتمد على فكر المدن المستدامة، لافتا إلى أن جميع المبانى الحكومية سواء فى العاصمة الإدارية الجديدة، أو داخل المدن القائمة، بدأ الاعتماد على الطاقة الشمسية بها، تخفيضاً لاستهلاكها للطاقة التقليدية، منوهاً كذلك إلى برامج تحويل المخلفات إلى طاقة والإدارة المتكاملة للمخلفات، وما يتم فى هذا الاطار من منظومة اقامة المدافن الصحية ومصانع تدوير المخلفات، إلى جانب تحويل الوقود والمخلفات الصلبة لطاقة والبيوجاز.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن الدولة المصرية تستهدف اقامة نسبة كبيرة من المشروعات الخضراء ضمن المشروعات الاستثمارية التى يتم تنفيذها، موضحاً أن الاستثمارات الخضراء خلال العام المالى الحالى تصل إلى 30 % من الاستثمارات العامة، وأنه من المستهدف خلال العامين القادمين أن تصل هذه النسبة إلى 50% من حجم الاستثمارات العامة للدولة، أى أن ما سيتم تنفيذه من مشروعات بنية اساسية وكذا المشروعات التنموية فهى مشروعات خضراء.
وفي هذا الصدد، أشار رئيس الوزراء إلى أن المشروعات التى يتم تنفيذها فى إطار المبادرة الرئاسية " حياة كريمة" لتطوير الريف المصري، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لنحو 60 مليون مواطن، تُعد نموذجا متكاملا لخفض الانبعاثات والتكيف مع التغيرات المناخية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: من المستهدف خلال انعقاد مؤتمر المناخ القادم "COP27"، التركيز على قارة أفريقيا والدول النامية، بحيث تقوم هذه الدول خلال القمة بعرض متطلباتها وأولوياتها فى هذا الصدد، والتنسيق فيما بينها على تنفيذ عدد من المبادرات التى تستهدف تحقيق تواكب هذه الدول مع التغيرات المناخية.
وأوضح رئيس الوزراء أنه على المستوى المحلى فإن الدولة المصرية تعمل على تخفيض معدلات استخدام البلاستيك، وكذا مبادرة للحوافز الخضراء للقطاع الخاص المصري، إضافة إلى مبادرة أخرى لإنشاء شبكة لمراكز الأبحاث المصرية في مجال تغير المناخ، علاوة على استحداث فئة في جائزة التميز الحكومي خاصة بالابتكار الأخضر.
وحول دور الشباب في مواجهة التغيرات المناخية، أكد رئيس الوزراء أهمية هذا الدور، مشيراً إلى أن ما يتم تطبيقه من مشروعات سواء على المستوى المحلى أو العالمى إنما تأتى من أفكار غير تقليدية خارج الصندوق، أغلبها معتمدة على فكر وابداع الشباب حول العالم، مؤكداً فى هذا الصدد على الاهتمام بملف تبادل المعرفة والمعلومات حول هذا الموضوع، وتشجيع الأفكار الابتكارية للشباب المصرى، والتى ستتبناها الدولة خلال الفترة القادمة، تحقيقاً للتصدي للظاهرة، سواء في مجال التخفيف أو التكيف.
داعياً إلى عدم التقليل من أى فكرة أو مقترح، لافتاً إلى أن المقولة الخاصة بأن "لا شك فى أن مجموعة صغيرة من المواطنين المفكرين والملتزمين يُمكنهم تغيير العالم"، هى مقولة حقيقية وواقعية، ونأمل أن يقوم شبابنا بذلك خلال هذه الفترة.
مفاوضات تغير المناخ لم تعد فنية
وخلال مشاركته، أكد السفير محمد نصر، مدير إدارة البيئة والتنمية المستدامة بوزارة الخارجية ومستشار مجموعة المفوضين الأفارقة، أن مفاوضات تغير المناخ لم تعد مفاوضات فنية ولكنها أصبحت مفاوضات سياسية ذات بعد فني، فضلا عن أنها مفاوضات تنموية وليست بيئية فقط.
مضيفاً بأن هناك ثلاث تحديات رئيسية خاصة بقضايا التمويل وهي؛ الفجوة ما بين احتياجات الدول النامية والمتاح من التمويل، حيث تبلغ الاحتياجات الواقعية للتمويل المناخي 5.3 تريليون دولار بحلول 2030 في حين أن التمويل المتاح لا يتعدى 600 مليار دولار، بالإضافة إلى عدم تناسب أدوات التمويل المتاحة مع احتياجات وظروف الدول النامية، وأخيرا الإجراءات التنفيذية للتمويل حيث هناك شروط ومتطلبات من قبل مؤسسات التمويل صعبة التحقيق للدول النامية.
إشادة بتعامل مصر مع ملف التغيرات المناخية
ومن جانبها، أكدت إنجر أندرسن، وكيل الأمين العام والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، على أن قمة جلاسكو للمناخ أعطت الخطوات لتمهيد الطريق لاتخاذ قرارات جريئة للوصول إلى بيئة مستدامة، حيث أن هذه القرارات يجب مناقشة تفعيلها وكيفية تنفيذها خلال القمة القادمة COP 27 بمدينة شرم الشيخ 2022.
وأضافت وكيل الأمين العام والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، في مداخلتها عن بعد، أنه لابد أن تحدث التزامات قوية في كافة الدول حيث قطعنا طريقا طويلا في قمة جلاسكو ولكن مازال أمامنا طريقا طويلا لتحقيق التكيف مع تلك المتغيرات، ومن المفترض أنه في Cop27 يكون لكل دولة مسئولياتها وعرضها على طاولة النقاش لمعرفة الخطوات التي اتخذتها والوعودوالالتزامات الخاصة بها هل تحققت أم مازالت هناك موضوعات على أجندتها.
واختتمت "أندرسن" حديثها بإشادتها على ما أحرزته مصر وعلى قيادتها الرائعة في ملف التغير المناخي وأنها سوف تقود القمة التالية لجمع الشباب حيث بهم نستطيع أن نغير العالم ونبني المستقبل.
حرائق وأعاصير وذوبان الجليد
شارك بيل واير، مراسل شبكة CNN الأمريكية، تجربته مع الحضور، وأوضح أنه خلال زيارته إلى أيسلندا لاحظ تغيرات مناخية مثل الحرائق والأعاصير وذوبان الجليد في القطب الشمالي، هذا بالإضافة إلى زيارته إلى مختلف بقاع العالم التي لاحظ من خلالها الكثير من الكوارث الطبيعية التي خلّفها التغير المناخي.
الأمر الذي وصل إلى وقوع عدد كبير من الوفيات جرّاء تلك التغيرات غير المحسوبة وغير المتوقعة، والأخطر من ذلك أن تلك الكوارث تحدث كل يوم بالفعل. واختتم مداخلته قائلًا إن الطريق ما زال طويلًا، موصيًا بأن يكون لدينا قدرة على التكيف مع هذه التغيرات لكني نتعرف على التحديات المتوقعة والوقوف على الموقف الراهن، وأن هناك حاجة ماسة لإجراءات وتغييرات فعلية إيجابية من خلال عمل تحالفات هامة بين الدول.
تحدثت يولاند رايت، المديرة الإعلامية لفقر الأطفال والمناخ والحضر في منظمة إنقاذ الطفولة الدولية، أن التغير المناخي له تأثير بالغ على الهجرة الدولية وأننا نحتاج أن نفكر في السياسات ونعكس الالتزامات التي حدثت في جلاسكو ونتأكد من أنها تحققت في القمة العالمية القادمة "COP27"، بالإضافة إلى أننا نحتاج لإيجاد مزيد من الحلول الخضراء والمبتكرة لتفادي الأسباب المؤدية للتغير المناخي ومواجهة تلك الأزمة.
إشادة بمشروعات مصر لمواجهة التغير المناخي
فيما عرض عقيل حجاج، المدير وكبير المستشارين في شركة "C12 Consultant"، تجربة دور القطاع الخاص في دولة ملاوي في مواجهة العديد من التحديات منها، تزايد السكان، والتغير المناخي، وأشاد بمشروعات مصر لمواجهة التغير المناخي، وأكد علىأن القطاع الخاص يتحرك بسرعة في ذلك المجال.
الذكاء الاصطناعي لقياس التلوث البيئي
كما استعرض كريم هشام، مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "هوا دوا"، مشروعه في تطبيق الذكاء الاصطناعي لقياس التلوث البيئي وإيجاد الأماكن الساخنة لوضع حلول قصيرة وطويلة الأجل للمساهمة في مواجهة التغير المناخي، وأكد أن التوافق بين السياسات والتكنولوجيا تزيد من قدرة الشركات الناشئة لمساعدة الحكومات في مواجهة آثار التغير المناخي.
انتهاء الحياة على الكرة الأرضية
أوضح ماركو شليتز، استشاري لمؤسسة Open Earth، أن ضعف إتاحة ودقة البيانات المتعلقة بالمناخ التي تقدمها الدول لا تساعد في تطوير سبل وسرعة مواجهة التغير المناخي وتطوير النظام البيئي، وقد استشهد في ذلك بفيلم "Don't Look Up" التي ساعد توفر البيانات الدقيقة به بالتنبؤ موعد انتهاء الحياة على الكرة الأرضية.
كلمة الرئيس السيسي
وخلال الجلسة، عقب الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، موجهًا الشكر والترحيب للمتحدثين على ما طرحوه من أفكار خلال الجلسة، مشيرًا إلى أنه ينتوي التحدث بطريقة مختلفة هذه المرة، فالإنسان هو المخلوق الوحيد الموجود على الأرض القادر على الإصلاح بقدر ما هو قادر على التدمير، الأمر النابع عن الشعور بالخطورة الذي أعرب عنه المتحدثون السابقون. أضاف سيادته إن الإنسان قادر على الإعمار، كما أعرب عن تأكيده على قدرة قادة العالم على مجابهة مخاطر تغير المناخ خلال السنوات القادمة.
أشار الرئيس إلى الخطورة النابعة عن ازدياد عدد السيارات المتوقع خلال السنوات القادمة، وأن الحل يكمن في إحلال السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري بسيارات أخرى تعمل بالكهرباء أو الغاز الطبيعي. وهو ما قامت به مصر بالفعل، حيث أطلقت مبادرة منذ خمس سنوات لإحلال تلك السيارات، حتى أن مصر ستصل إلى أول سيارة مصنوعة محليًا عام 2023 تعمل بالكهرباء، ورغم إن تكلفتها ستكون باهظة بعض الشيء، إلا إن الفرصة تظل سانحة أمام القطاع الخاص لاستغلال تلك الفرصة والمساهمة في الإجراءات التي تقلل من أثر التغير المناخي.
استكمل الرئيس حديثه، مشيرًا إلى موضوع البحيرات التي تخضع لعملية تطوير وتطهير كاملة في مساهمة من الدولة المصرية لتحويل تلك البحيرات إلى طاقةٍ اقتصادية. ثم انتقل سيادته بحديثه إلى مبادرة "حياة كريمة" مضيفًا إن الدولة المصرية خصصت أكثر من 80 مليار جنيه مصري لتبطين الترع وإعادة تأهيلها، في الوقت ذاته تتجه الدولة لمتابعة مصانع الحديد والإسمنت ومشروعاتها من أجل التقليل من حجم الانبعاثات، وكذا تطوير شبكة الطرق والكباري لتوفير فرص العمل.
واختتمت الجلسة بتعليق من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية عما سبق ذكره خلال الجلسة قائلًا: "أشكر جميع المشاركين على دعمهم لمصر في إقامة القمة العالمية للمناخ القادمة "COP27" بشرم الشيخ 2022".
الجدير بالذكر، أن الفيلم التسجيلي "الأرض الأم" الذي تم عرضه خلال الجلسة من إعداد فريق الإنتاج الفني التابع للجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم، حيث شاركت في التعليق الصوتي متطوعةً الدكتورة مرفت أبو عوف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.