المستشار أحمد بنداري يحث المصريين على المشاركة في التصويت بالدوائر الملغاة    تحرير 33 مخالفة لمحال تجارية في الجيزة لعدم الالتزام بقرار الغلق    رئيس الأركان الإسرائيلي: الخط الأصفر حدود جديدة لإسرائيل ونستعد لحرب مفاجئة    رئيس الحكومة اللبنانية: الوضع الحالي في المنطقة لا يزال بعيدا عن السلام والاستقرار    237 شاحنة مساعدات توجهت من معبر رفح البري إلى معبر كرم أبو سالم لتسليمها إلى الجانب الفلسطيني    نجم الأهلى يعتذر لجماهير تونس بعد وداع كأس العرب 2025    ليفربول يدعم سلوت بعد تصريحات محمد صلاح.. وهجوم إعلامي ضد الفرعون المصري    كأس العرب .. مدرب قطر: قدمنا أسوأ مباراة أمام تونس    وكيله: الأهلي قدم عرضا لضم بابلو الصباغ    كرة طائرة – اعتزال شروق فؤاد لاعبة الزمالك والأهلي السابقة    لرفضهم خطبة شقيقته لابنهم.. ضبط متهم بإشعال النيران في سيارة ومنزل جاره بمطروح    النيابة تطلب تقرير الصفة التشريحية لجثة سيدة مقطعة وملقاة بالقمامة فى عين شمس    بحب نيللي كريم و التمثيل حلمي.. أبرز تصريحات مي عمر بمهرجان البحر الأحمر    ميرهان حسين تكشف خططها الفنية الجديدة وأعمالها وأمنياتها | شاهد    الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم تشمل فهم المعاني وتفسير الآيات    الصحة: إجراءات وقائية جديدة لمكافحة الأمراض التنفسية بين أطفال المدارس    الصحة: الوضع الوبائي للفيروسات التنفسية في مصر في معدلاته الطبيعية    إبراهيم حسن: ودية مصر ونيجيريا 16 ديسمبر باستاد القاهرة    حريق يلتهم لنشًا وفلوكة جنوب الغردقة بدون إصابات    متحف ذاكرة الريف» |عالم اجتماع يرصد ملامح حياة المصرى القديم    وزير الصحة يحسم الجدل حول الفيروس الجديد: كل ما يثار عن وجود تحورات شائعات    أخبار مصر اليوم.. رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروع إحياء وتطوير حديقتي الحيوان والأورمان    مبابي وفينيسيوس يقودان هجوم ريال مدريد أمام سيلتا فيجو    الأزهر ينشر فيديوهات لتعليم أحكام التجويد والتلاوة بأسلوب يناسب الجميع    مصطفى قمر يطرح خامس أغانى ألبومه بعنوان "مش هاشوفك"    «صناع الخير» تسلم أهالي الغربية 4 آلاف نظارة طبية مجانية ضمن مبادرة «تمكين»    أول ظهور لمحمد صلاح بعد أزمته مع سلوت وليفربول.. صور    الداخلية تكشف حقيقة خطف فتاة بصفط اللبن: تركت المنزل بإرادتها بسبب خلافات أسرية    حماية النيل من البلاستيك    كشف ملابسات فيديو عن إجبار سائقين على المشاركة في حملة أمنية بكفر الدوار    ثلاثة فى خدمة الاحتلال الإسرائيلى    بولتيكو: اليمين المتطرف الأوروبي يستغل الهجوم الأمريكي على بروكسيل لتعزيز أجندته    «لا للتنمر ضد ذوي الإعاقة».. ندوة لمواجهة آثار وسلبيات التنمر    وليد جاب الله: مصر تحقق أعلى نمو فصلي منذ 3 أعوام | فيديو    تأجيل محاكمة 5 متهمين بخلية النزهة    الأهلي يقترب من ضم يزن النعيمات لتعزيز الهجوم    إضافة 4 أسرة عناية مركزة بمستشفى الصدر بإمبابة    محافظ القاهرة: تبرع بقيمة 50 مليون جنيه لدعم إنشاء المجمع الطبي لجامعة العاصمة    الجامعة البريطانية بمصر تشارك في مؤتمر الطاقة الخضراء والاستدامة بأذربيجان    ميرفت القفاص: عمار الشريعي الغائب الحاضر.. وصندوق ألحانه ما زال يحمل كنوزا    مدير إدارة قفط الصحية بقنا تجري مرورا مفاجئا وتحيل متغيبين للتحقيق    مدبولي يتابع مشروعات تطوير قطاع الغزل والنسيج والاستغلال الأمثل لبعض الأصول    صبغ الشعر باللون الأسود: حكم شرعي ورأي الفقهاء حول الاختضاب بالسواد    في مرايا الشعر.. جديد هيئة الكتاب للشاعر جمال القصاص    محافظ الإسكندرية يوجه بسرعة الانتهاء من رصف 8 شوارع في حي منتزه ثان    صحة الشيوخ تدعو خالد عبد الغفار لعرض رؤيته في البرامج الصحية    جامعة أسيوط تُكثّف استعداداتها لانطلاق امتحانات الفصل الدراسي الأول    اختبار 87 متسابقًا بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن بحضور الطاروطي.. صور    هيئة الرقابة المالية تُلزم صناديق التأمين الحكومية بالاستثمار في الأسهم    هيمنة عسكرية روسية.. الجيش الروسي يتحرك ويستهدف منشآت طاقة أوكرانية    باحث يرصد 10 معلومات عن التنظيم الدولى للإخوان بعد إدراجه على قوائم الإرهاب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 7-12-2025 في محافظة الأقصر    وزارة التضامن: فريق التدخل السريع تعامل مع 519 بلاغا خلال شهر    الأرصاد تكشف خرائط الأمطار اليوم وتحذر من انخفاض درجات الحرارة في عدد من المحافظات    وزير الري أمام اجتماع «مياه حوض النيل» في بوروندي: ستستمر مصر في ممارسة ضبط النفس    ضبط 69 مخالفة تموينية متنوعة فى حملة مكبرة بمحافظة الفيوم    «صحح مفاهيمك».. أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة بالمدارس حول احترام كبار السن    نور الشربيني تتوج ببطولة هونج كونج للاسكواش بعد الفوز على لاعبة أمريكا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدبولي: خسائر تغيّر المناخ في 50 عاما قدّرت ب3.6 تريليون دولار
نشر في الوطن يوم 11 - 01 - 2022

ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة خلال الجلسة النقاشية التي حملت عنوان «الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ.. لمواجهة التغيرات المناخية»، خلال فعاليات منتدى شباب العالم، الذي انطلقت نسخته الرابعة أمس بمدينة شرم الشيخ، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي.
واستهل رئيس الوزراء حديثه، بالإعراب عن سعادته بالتواجد في منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة، التي تناقش قضايا محورية تخص الإنسانية بصفة عامة، لافتا إلى أنّ يوم أمس شهد انعقاد الجلسة التي يعتبرها الأهم على مستوى المنتدى، والتي حظيت بوجود كوكبة كبيرة من رؤساء الجمهوريات والحكومات، وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تحدث الرؤساء عن رؤيتهم للعالم ما بعد كورونا، وتجربة كل دولة في مواجهة هذه الجائحة التي أثرت على البشرية بصفة عامة.
وأكد مدبولي، أنّ الجميع أجمع في كلمته على أنّ موضوع التغيرات المناخية أصبح قضية حاكمة بكل المقاييس، بصورة تستدعي أن يواجهها العالم بمنتهى الحسم والسرعة، لمواكبة التحدي الأكبر خلال الفترة القادمة.
الحديث عن التغيرات المناخية بدأ قبل 20 عاما
ولفت رئيس الوزراء، إلى أنّه قبل 15 أو 20 عاما، عندما بدأ الخبراء العالميون يحذرون من موضوع التغيرات المناخية، استقبلنا جميعا الأمر باعتباره مجرد تكهنات أو آراء متشائمة، أو تتناول ظواهر لن تحدث ونحن موجودون، وربما تواجهها الأجيال المقبلة.
وأكد رئيس الوزراء أنّه خلال ال 10 ثوان التي تحدث فيها في المقدمة السابقة، جرى ضخ أكثر من 10 آلاف طن متري من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، بما يعادل وزن 170 ألف شخص، مشيرا إلى أنّ العالم كله بدأ يشهد تداعيات موضوع التغيرات المناخية، حيث أصبحت منطقة الجليد بالقطب الشمالي في أقل مستوى لها على العالم، مع ارتفاع درجات الحرارة بنسب غير مسبوقة، فضلا عن تركز غاز ثاني أكسيد الكربون بأعلى مستويات له منذ آلاف السنين، وارتفاع مستوى سطح البحر الذي بدأت أماكن كثيرة جدا تعاني منه.
وأشار إلى أنّ كل هذه الظواهر كانت ناتجة عن ارتفاعات كبيرة جدا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ونتج عن ذلك ارتفاع في متوسط درجات حرارة كوكب الأرض، وانخفاض في جودة الهواء، وارتفاع مستوى سطح البحر، والعديد من الظواهر المناخية الجامحة التي بدأت تحدث.
التداعيات السلبية للتغيرات المناخية على الاقتصادات العالمية
وتحدّث مدبولي، عن التداعيات السلبية للتغيرات المناخية على الاقتصادات العالمية؛ مشيرا إلى أنّه وفقا لتقديرات الخبراء ففي الفترة من عام 1970 حتى الوقت الحالي شهدت خسائر تعرضت لها دول العالم نتيجة مثل هذه الظواهر الطبيعية، تقدر بنحو 3,6 تريليون دولار.
10 كوارث عالمية في 2021 بخسائر 170 مليار دولار
وأضاف أنّ الرقم السنوي للتكاليف الخاصة بالتعامل مع التغيرات المناخية، ستقدر وصولا إلى عام 2030 بما بين 150 إلى 300 مليار دولار سنويا، كما سيرتفع هذا الرقم بحسب التقديرات في عام 2050 ليصبح بين 280 ل500 مليار دولار سنويا، لافتا إلى أنّ عام 2021 وحده شهد حدوث 10 كوارث عالمية كبرى حول العالم، وصلت خسائرها إلى أكثر من 170 مليار دولار، لذا فنحن أمام ظاهرة أصبحت خطيرة جداً تهدد الجنس البشري.
550 ألف نسمة مهددون بالموت في 2050 بسبب التغيرات المناخية
وأضاف رئيس الوزراء أنّه جنبا إلى جنب مع كل ما سبق ذكره، شهد العالم كله زيادة الوفيات نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، خاصة في الفئات العمرية الكبيرة، من 65 سنة فأكثر، قدرت بنحو 300 ألف نسمة سنوياً، لافتا إلى أنّ هذا الرقم سيضاف إليه نحو 550 ألف نسمة زيادة خلال الفترة المقبلة، بين 2030 حتى 2050، لنقترب من مليون شخص فوق سن 65 عاما، سيكونون عُرضة للوفاة زيادة عن المعدلات الطبيعية بسبب هذه الظواهر.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي في كلمته أنّه كنتيجة لهذه التأثيرات، فمن المتوقع أن يعاني 325 مليون شخص من الفقر المدقع، كما سيضطر 216 مليون شخص للهجرة الداخلية نتيجة للتغيرات المناخية، مضيفا أنّ المشكلة الحقيقة التي ينذر بها العالم، هو أنّ معدل الكوارث البيئية سيبدأ في التضاعف بنحو 3 أضعاف خلال المرحلة المقبلة، وسيتمثل ذلك في العديد من الظواهر مثل الموجات الحارة، والجفاف، وتلف المحاصيل، والفيضانات، وحرائق الغابات، وكلها ظواهر شهدها العالم كله العام الماضي، وبالتالي فأطفالنا سيواجهون كوارث مناخية بنحو 3 أضعاف ما واجهها أجدادهم، كما أنّ آلاف الأطفال دون سن الخامسة سيموتون سنويا بسبب التهابات الجهاز التنفسي نتيجة تلوث الهواء.
وتطرق مدبولي، إلى الجهود الدولية التي بذلتها الأطراف والجهات المعنية لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، مشيرا إلى أنّ العالم بدأ يتحرك من خلال اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ في 1992، إضافة إلى بروتوكول كيوتو في عام 1997، فضلا عن اتفاقية باريس للمناخ في عام 2015، وبعد كل هذه الاتفاقيات بدأ العالم يضع آلية لاتخاذ قرارات تنفيذية في هذا الإطار، من خلال عقد مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP) سنويا.
ولفت رئيس مجلس الوزراء، إلى أبرز تلك الجهود وهي ما تمثل في الدورة ال26 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، والتي انعقدت في مدينة جلاسكو بالمملكة المتحدة في الفترة من 31 أكتوبر – 14 نوفمبر 2021، متابعا أنّ مؤتمر COP26 حقق خلال هذه الدورة عدة مكاسب، تضمنت الاتفاق بشأن تفعيل اتفاق باريس، والاتفاق حول المدد الزمنية المشتركة لتقديم المساهمات المحددة وطنيا، إضافة إلى تعهدات جديدة للتمويل، لمواجهة ظاهرة تغير المناخ خاصة في البلدان النامية.
وأكد مدبولي، أنّ الدول النامية لم تكن متسببة في هذه الظاهرة، لكن أصبح عليها التزام كبقية دول العالم أن تدفع فاتورة التعامل مع هذا الموضوع جنبا إلى جنب مع بقية الدول، موضحا أنّ الدول المتقدمة التي كانت سببا رئيسيا في هذا الموضوع، يجب أن يكون لها مساهماتها الرئيسية في هذا المجال.
وأضاف أنّ مؤتمر COP26 بجلاسكو شهد إطلاق مسارين تفاوضيين جديدين خلال المؤتمر لموضوع تقدير التمويل، والآليات التي سنبدأ بها تنفيذ تلك الإجراءات، لافتا بصفة عامة إلى مقولة أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، متحدثا عن نتائج COP26، حيث قال إنّها خطوة مهمة ولكنها ليست كافية.
وتابع أنّه من هذا المنطلق تأتي أهمية مؤتمر COP27 الذي ستستضيفه مصر في مدينة شرم الشيخ نهاية 2022، لكي نضع أمام العالم كله الأطر التنفيذية لمواجهة قضية التغيرات المناخية، باعتبارها قضية تهم البشرية، حيث سيتم التحرك من خلال عدة محاور، أبرزها: خفض الانبعاثات لتكون هناك أرقام ومستهدفات واضحة على مستوى العالم، إضافة إلى موضوع التكيف مع تغير المناخ، وموضوع التمويل، ووجود آلية لتوفير التمويل اللازم، إضافة إلى أن يكون هناك آلية للتقييم والمتابعة، للتأكد من أنّ ما يتم الاتفاق عليه يتم تنفيذه.
مصر أكثر الدول عرضة لتبعات التغير المناخي
وخلال الجلسة النقاشية، تحدث الدكتور مصطفى مدبولي عن التجربة المصرية في ضوء المؤشرات الدولية المتعلقة بالمناخ، موضحا أنّ المؤسسات الدولية المعنية بمجال التغيرات المناخية ترى مصر من أكثر الدول عرضة لتبعات التغير المناخي، رغم محدودية مسؤوليتها عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، إذ تبلغ مساهمة مصر في الانبعاثات العالمية 0.6%، وذلك في عام 2015، وهي نسبة ضئيلة للغاية.
وأشار رئيس الوزراء إلى الإشادات الدولية بالجهود المصرية في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، مستشهدا في هذا الصدد ببيانات صدرت عن وكالة فيتش الدولية في يوليو 2021، والتي أكدت خلالها أنّ مصر تمتلك أكبر قدرات كهربائية من طاقتي الرياح والشمس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ورغم ذلك، وضعت القاهرة خطة لمضاعفة هذه القدرات ل300% خلال الفترة المقبلة، مضيفا أنّ مصر والإمارات سيقودان هذه التوجه مع دول أخرى في المنطقة.
إشادات دولية بجهود مصر في الطاقة الجديدة والمتجددة
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي، أنّ وكالة فيتش أكدت أيضا أنّ مصر ستكون من أسرع أسواق الطاقة المتجددة غير الكهرومائية نموا في المنطقة على مدار السنوات العشر المقبلة، كما أشارت الوكالة الدولية للطاقة خلال ديسمبر 2021 إلى أنّ مصر ستكون ضمن 5 دول يتركز فيها أكثر من ثلاثة أرباع (3/4) الزيادة المتوقعة في إنتاج الطاقة المتجددة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مؤكدا أنّ كل هذه الإشادات الدولية تؤكد الأهمية الكبيرة التي توليها الدولة المصرية لملف الطاقة الجديدة والمتجددة.
وأشار إلى أنّ ترتيب مصر في مؤشر جاذبية الدول للاستثمار في الطاقة المتجددة يرتفع بصورة ملحوظة، حيث أصبحنا اليوم من أفضل 20 دولة على مستوى العالم فيما يتعلق بالقوانين والتشريعات التي تشجع على الاستثمار في الطاقة الجديدة والمتجددة، كما تقدمت مصر 20 مركزا في مؤشر السياسة المناخية طبقا لمؤشر أداء تغير المناخ 2022.
المجلس الوطني للتغيرات المناخية
واستعرض في هذا الإطار الجهود المصرية لمواجهة التغيرات المناخية، مشيرا إلى أنّه منذ اللحظة الأولى كانت هناك توجيهات من القيادة السياسية بتدشين إطار مؤسسي ينظم هذه الجهود، حيث تم إنشاء المجلس الوطني للتغيرات المناخية برئاسة رئيس الوزراء، وعضوية الوزراء والجهات المعنية لتحديد المهام والاختصاصات بشأن التعامل مع التغيرات المناخية.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي، أنّ الحكومة المصرية تتحرك في 5 مسارات رئيسية، حيث بدأنا بتقليل الانبعاثات الناتجة من استهلاك الطاقة التقليدية من البترول والوقود الأحفوري، ونتجه بقوة لاستخدام الغاز الطبيعي والطاقة الجديدة والمتجددة، وتغيير نوعية الطاقة المستهلكة لزيادة استخدام المصادر الأقل انبعاثا للكربون، وزيادة الطاقة المولدة في نفس موطن استهلاكها.
وأوضح أنّ مصر من خلال المجلس الوطني للتغيرات المناخية، أطلقت الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية، كما تنفذ مشروعات عملاقة في عملية التكيف أو في تخفيف حدة التغيرات المناخية، كما أصدرنا أول سندات خضراء في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن وضع سياسات مهمة للغاية لتشجيع القطاع الخاص للدخول بقوة في هذا النوع من الاستثمار مثل تحديد تعريفة الكهرباء وتعريفة تحويل المخلفات إلى طاقة.
الخطة القومية للموارد المائية 2037
وأضاف رئيس الوزراء خلال كلمته، أنّ الحكومة بدأت إنشاء خريطة تفاعلية لمخاطر ظاهرة التغير المناخي، كما وضعت الخطة القومية للموارد المائية 2037، موضحا أنّ مصر من أكثر الدول فقرا فيما يخص الموارد المائية، قائلا: «قضية المياه ستكون محورا أساسيا خلال هذا العام في قمة تغير المناخ COP 27 في شرم الشيخ، حيث سيتم مناقشة كيف سيتعامل العالم مع قضيتي ندرة المياه وتلوث المياه».
وتابع أنّ مصر لها تجربة مهمة في هذه المسألة وهي الخطة القومية للموارد المائية 2037 والتي تنفذها مصر منذ 5 سنوات، بتكلفة تبلغ أكثر 50 مليار دولار أمريكي، وخلال هذه الخطة تنفذ الدول المصرية مشروعات ضخمة للغاية في تحلية مياه البحر، ومعالجة مياه الصرف الزراعي والصرف الصحي، من أجل الاستفادة من كل قطرة مياه موجودة، فمصر من أعلى دول العالم استخداما لكل قطرة مياه أكثر من مرة.
ترشيد المياه وتبطين الترع
وأضاف في هذا السياق أيضا أنّ مصر تنفذ مشروعات كبرى في مجال ترشيد المياه وتبطين الترع، ومشروعات حماية الشواطئ، للتعامل مع المناطق المهددة من تغير المناخ في شمال الدلتا بالتعاون مع شركاء التنمية.
وتابع الدكتور مصطفى مدبولي، أنّ القيادة السياسية في مصر تتبنى مشروعا مهما، وهو تطوير البحيرات المائية التي كانت مهملة لمئات السنين، وحدث بها فقدان كبير لمساحتها، ونتيجة لذلك تأثرت جودة المياه بها بصورة سلبية للغاية، واليوم الدولة المصرية تنفذ على الأرض تطويرا كاملا لكل هذه البحيرات.
تطوير بحيرة المنزلة
كما استعرض في هذا الإطار مشروع تطوير بحيرة المنزلة التي تقع على مساحة 250 ألف فدان، والذي بلغت تكلفته حتى الآن ملياري دولار لتعود هذه البحيرة إلى ما كانت عليه من مئات السنين.
مشروع بنبان لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في أسوان
وأوضح رئيس الوزراء أنّه فيما يخص الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، فالحكومة لديها خطة بأن تصل الطاقة المتجددة 20% من إجمالي الطاقة المتولدة في مصر، وكذلك قبل حلول 2035، ستبلغ الطاقة المتجددة 42% من إجمالي الطاقة المنتجة في مصر بشكل عام، مضيفا أنّ مشروع بنبان لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في أسوان، الذي افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي، من أفضل المشروعات على مستوى العالم في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة.
وأشار مدبولي، إلى أنّ الدولة المصرية تنفذ مشروعا ضخما جدا لتوصيل الغاز الطبيعي للمنازل على مستوى الجمهورية، لاستبدال الوقود التقليدي «البوتاجاز» بالغاز الطبيعي الذي يعتبر أحد مصادر الطاقة النظيفة، لافتا إلى أنّنا لدينا الطموح والخطوات التنفيذية لبدء إنتاج أول سيارة كهربائية مصرية خلال العام المقبل، منوها بأنّ ذلك يأتي ضمن مشروع كبير لاعتماد وقود السيارات على الغاز الطبيعي والكهرباء، وهناك حوافز كثيرة في هذا الصدد.
وأكد رئيس الوزراء، أنّ الدولة المصرية تنفذ منظومة جديدة متكاملة للنقل الجماعي تتوافق مع المعايير البيئية، وتتضمن القطار الكهربائي، والمونوريل، والقطار فائق السرعة، بشبكة يصل طولها إلى أكثر من 2200 كم، تنفذ في بعض سنوات بتكاليف هائلة، لنتواكب مع التغيرات المناخية، والعمل على تقليل الانبعاثات الضارة في هذا الصدد.
المدن الخضراء
وأوضح مدبولي، أنّ هناك جيلا جديدا من المدن الخضراء، تنفذه الدولة المصرية حاليا، مؤكدا أنّ هذه المدن تُعد مدنا ذكية تعتمد على فكر المدن المستدامة، وجميع المباني الحكومية سواء في العاصمة الإدارية الجديدة، أو داخل المدن القائمة، بدأ الاعتماد على الطاقة الشمسية بها، تخفيضا لاستهلاكها للطاقة التقليدية، كما أشار إلى برامج تحويل المخلفات إلى طاقة والإدارة المتكاملة للمخلفات، وما يتم في هذا الإطار من منظومة إقامة المدافن الصحية ومصانع تدوير المخلفات، إلى جانب تحويل الوقود والمخلفات الصلبة لطاقة والبيوجاز.
ولفت رئيس الوزراء إلى أنّ الدولة المصرية تستهدف إقامة نسبة كبيرة من المشروعات الخضراء ضمن المشروعات الاستثمارية التي يتم تنفيذها، موضحا أنّ الاستثمارات الخضراء خلال العام المالي الحالي تصل إلى 30% من الاستثمارات العامة، ومن المستهدف خلال العامين المقبلين أن تصل هذه النسبة إلى 50% من حجم الاستثمارات العامة للدولة، أي أنّ ما سيتم تنفيذه من مشروعات بنية أساسية وكذا المشروعات التنموية مشروعات خضراء.
حياة كريمة
وفي هذا الصدد، أشار رئيس الوزراء إلى أنّ المشروعات التي يتم تنفيذها فى إطار المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتطوير الريف المصري، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لنحو 60 مليون مواطن، تُعد نموذجا متكاملا لخفض الانبعاثات والتكيف مع التغيرات المناخية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي، إنّه من المستهدف خلال انعقاد مؤتمر المناخ القادم COP27، التركيز على قارة أفريقيا والدول النامية، بحيث تقوم هذه الدول خلال القمة بعرض متطلباتها وأولوياتها في هذا الصدد، والتنسيق فيما بينها على تنفيذ عدد من المبادرات التي تستهدف تحقيق تواكب هذه الدول مع التغيرات المناخية.
الابتكار الأخضر
وأوضح رئيس الوزراء أنّه على المستوى المحلي، فإنّ الدولة المصرية تعمل على تخفيض معدلات استخدام البلاستيك، وكذا مبادرة للحوافز الخضراء للقطاع الخاص المصري، إضافة إلى مبادرة أخرى لإنشاء شبكة لمراكز الأبحاث المصرية في مجال تغير المناخ، علاوة على استحداث فئة في جائزة التميز الحكومي خاصة بالابتكار الأخضر.
وعن دور الشباب في مواجهة التغيرات المناخية، أكد رئيس الوزراء أهمية هذا الدور، مشيرا إلى أنّ ما يتم تطبيقه من مشروعات سواء على المستوى المحلي أو العالمي، إنما تأتي من أفكار غير تقليدية خارج الصندوق، أغلبها معتمدة على فكر وابداع الشباب حول العالم، مؤكدا في هذا الصدد على الاهتمام بملف تبادل المعرفة والمعلومات حول هذا الموضوع، وتشجيع الأفكار الابتكارية للشباب المصري، والتى ستتبناها الدولة خلال الفترة المقبلة، تحقيقا للتصدي للظاهرة، سواء في مجال التخفيف أو التكيف.
ودعا مدبولي، إلى عدم التقليل من أي فكرة أو مقترح، لافتا إلى أنّ المقولة الخاصة بأنّ «لا شك في أنّ مجموعة صغيرة من المواطنين المفكرين والملتزمين يُمكنهم تغيير العالم»، مقولة حقيقية وواقعية، ونأمل أن يقوم شبابنا بذلك خلال هذه الفترة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.