الشباب هم أمل المستقبل ، وعلى كاهلهم ستلقى مسئولية النهضة بكل مقدرات الأعمال والإنجازات ، وعما قريب سيصبحون حملة مشاعل التقدم والرقي في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولذا من الأهمية بمكان ، رفع درجة الوعي لدى هؤلاء الشباب بالقضايا والتحديات الداخلية، وأيضًا بالقضايا والتحديات العاجلة المطروحة على مستوى العالم .. وهو الأمر الذي تسعى إليه منتديات شباب العالم ، حيث تعمل على خلق الفكر المبدع وتأهيل أجيال على العمل السياسي ، وإحداث نقلة نوعية كبيرة في علاقة الشباب بمؤسسات الدولة وفي علاقتهم بشباب العالم. أيام قليلة ، وينطلق منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة بشرم الشيخ ، وهو الحدث الأبرز في مصر ، والذي ينتظره العالم بشغف ، لما يحمله من رسائل سلام ومحبة وأمل في ظل ظروف خاصة فرضتها جائحة كورونا. ولما يمثله من وسيلة هامة لنشر الوعي بين شعوب العالم ، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الملحة مثل : حقوق الإنسان ، الحماية الاجتماعية، تغير المناخ ، تأثيرات ما بعد فيروس كورونا، مستقبل الطاقة، البيئة، الدراسة عن بُعد، التحول الرقمي، التكنولوجيا والجيل الخامس، ريادة الأعمال . لا أحد ينكر أن منتديات شباب العالم السابقة ، قد حققت العديد من المكاسب ، أبرزها : مد جسور التواصل بين الشباب المصري والقيادة السياسية والشباب من مختلف دول العالم .. فهي بمثابة منصات حوارية تجمع أفكار وآراء ومبادرات شبابية من شباب العالم أجمع ، وتمثل انفتاح على العالم ، وتتيح الفرصة للشباب للتعبير عن رؤاهم في التحديات التي تواجه المنطقة والعالم بشكل عام ، فضلًا عن أنها وسيلة مهمة للجذب السياحي إذ تبعث برسالة لكل دول العالم أن مصر بلد الأمن والأمان . وعلى المستوى الداخلي ، فإن لهذه المنتديات أهمية كبرى ، تتمثل في الاستفادة من طاقات الشباب والاطلاع على رؤيتهم لتحقيق آمال وطموحات الشعب المصري ، مما يعزز من المشاركة السياسية وزيادة الوعي السياسي لدى الشباب المصري ، وكذلك الاستفادة من أفكارهم ورؤاهم فيما يتعلق بمكافحة الحروب المعنوية والأفكار الشاذة التي تسعى دول وتنظيمات داعمة للإرهاب لعرقلة مسيرة التنمية عن طريقها باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وبث الشائعات والاستخدام السلبي للثورة التكنولوجية .. كما يمكن الاستفادة من تلك المنتديات في نشر الوعي بإنجازات الدولة المصرية ومسيرة التنمية والتي تحقق منها الكثير، وتسعى الدولة وشبابها لاستكمال تلك الانجازات في ظل قيادة سياسية مؤمنة بدور الشباب والمرأة وكافة أطياف المجتمع المصري باعتبارهم شركاء في المسئولية والنجاحات التي تحققت في سنوات قليلة. وفي اعتقادي أن هذا المنتدى وما يناقشه من قضايا جوهرية وملحة، سيكون له تداعياته الإيجابية على تنمية الوعي لدى العديد من فئات وأطياف المجتمع وليس الشباب فقط ، مثل المستثمرين والشركات ، الأطباء والمؤسسات الصحية ، المهتمين بشئون البيئة ، منظمات حقوق الإنسان، الأكاديميين والمؤسسات التعليمية، منظمات المجتمع المدني ، المواطن العادي، وغيرهم .. لذا أدعو جميع فئات المجتمع المصري إلى متابعة فعاليات المنتدى والاستفادة من هذا الكم من المعلومات لتنمية الوعي ، وإدراك المخاطر المحيطة بنا، واستغلال الفرص المتاحة أمامنا . العالم ينتظر ويترقب انطلاق منتدى شباب العالم كمنصة فعالة لتحريك الحياة العقلية والإنسانية، فقد كانت مصر منذ فجر التاريخ وستظل بإذن الله ملتقى للثقافات والحضارات، الأديان والمذاهب.
