شارك الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، في فعاليات قمة قادة الأديان من أجل تغير المناخ تحت عنوان (الإيمان والعلم)، والتي يستضيفها الفاتيكان، بمشاركة القادة الدينيين والعلماء من حول العالم، تمهيدا لمؤتمر الأممالمتحدة السادس والعشرين لتغير المناخ، والمقرر عقده في الفترة من 1 إلى 12 نوفمبر في مدينة غلاسكو، أسكتلندا، للتعبير عن مخاوفهم ورغباتهم في تحمل مسؤولية أكبر نحو كوكب الأرض، والتضامن للحد من الآثار السلبية للتغيير المناخي على البيئة واستدامة مواردها. الإنسان خليفة عن الله وقال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الإسلام لا ينظر إلى الوجود المادي الساكن نظرته لكائنات ميتة لا وعي لها ولا إدراك، بل على العكس ينظر إلى عوالم هذا الوجود من إنسان وحيوان ونبات وجماد بحسبانها موجودات حية تعبد الله وتسبحه في لغة لا يفقهها الإنسان، مؤكدا أننا إذا سلمنا بأنها كائنات تسبح فلا مفر من التسليم بأنها كائنات حية؛ إذ من البديهي أن الجسد الميت لا يتصور منه تسبيح ولا عبادة. وأضاف فضيلته خلال كلمته في قمة قادة الأديان بشأن تغير المناخ تحت عنوان (الإيمان والعلم) والتي تعد تمهيداً لمؤتمر الأممالمتحدة السادس والعشرين لتغير المناخ، أن قصة الخلق في القرآن كما هي في الكتاب المقدس السابق عليه تؤكد على أن أول إنسان نزل على الأرض نزل بوصفه خليفة عن الله فيها، استخلفه عليها بعدما أصلحها له وهيأها لمنفعته وخدمته في دقة مدهشة، وحكمة وعناية بالغة؛ ولذلك حذره من الإفساد فيها، بأي وجه من وجوه الفساد. وأشار شيخ الأزهر إلى أن الله كلف الأنبياء بأن يحذروا أقوامهم من الإفساد في الأرض بعد إصلاحها، وجاء في القرآن الكريم أن بعض الناس سيفسدون في هذه الأرض، وسوف يذيقهم الله من المصائب في الأنفس والأموال والقوت جزاء ما عملوا؛ لعلهم يرتدعون، مشددا على أن الله استأمن الإنسان على الأرض، وأمره أن يتعامل مع سائر الكائنات معاملة الصديق للصديق.
ووجه نداء لكل إنسان يقظ الضمير أيا كانت عقيدته - أن يقف بالمرصاد في وجه أي نشاط يضر بالبيئة، أو يفاقم من أزمة تغير المناخ، داعيا علماء الأديان ورجالها أن يقوموا بواجبهم الديني في تحمل مسؤولياتهم كاملة تجاه هذه الأزمة، مؤكدا أنهم مع ما يتمتعون به من تأثير روحي في كافة الأوساط، حتى عند صناع القرار وأصحاب المصانع والشركات، يستطيعون أن ينشروا بين الناس الوعي الديني بأبعاد هذه الأزمة، وبما يسهم في محاصرتها والتخفيف من أخطارها.
وثيقة للنداء المشترك ووقع فضيلة الإمام الأكبر، على وثيقة نداء مشترك بين القادة الدينيين المشاركين في قمة قادة الأديان من أجل التغير المناخي، والتي عقدت اليوم الاثنين في الفاتيكان، تمهيدا لمؤتمر الأممالمتحدة السادس والعشرين لتغير المناخ. وتضمن النداء المشترك الذي أطلقه القادة الدينيون رسالة إلى المشاركين في مؤتمر الأممالمتحدة لتغير المناخ الشهر المقبل (COP26) والذي يعقد بمدينة غلاسكو بأسكتلندا، بضرورة تقديم حلول ملموسة لإنقاذ كوكب الأرض من "أزمة بيئية غير مسبوقة"، والعمل بجد نحو تفعيل سبل التضامن بين الدول النامية والدول الأكثر تقدما للحد من مخاطر التغير المناخي، وتفعيل القيم الأخلاقية المشتركة في كافة الأديان للتصدي لهذه الأزمة الملحة. لنشر السلام وبناء المجتمعات.. جولات شيخ الأزهر في آخر خمس سنوات شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان يؤكدان مواصلة جهودهما لترسيخ قيم الحوار والتآخي ترسيخ قيم الحوار والتآخي وعقد فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، لقاء وقمة خاصة بحاضرة الفاتيكان، عقب مشاركتها في قمة قادة الأديان بشأن تغير المناخ بعنوان: (الإيمان والعلم). وخلال اللقاء الذي جمعهما، ناقش شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان القضايا الدينية والإنسانية والأخلاقية التي تؤرق العالم اليوم، والتحديات التي فرضتها التغيرات والأحداث على الساحة العالمية، والدور الحقيقي الذي يقع على عاتق قادة الأديان وعلماء الدين ليساهموا بدور فعال في التقليل من حدة الاحتراب والانقسام التي تعانيه مناطق متفرقة حول العالم، ومجابهة الأفكار المتطرفة والمخالفة لما نادت به الرسالات السماوية السمحة. وأعرب شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان عن حرصهما الشديد على مواصلة ما بدءُوه معًا من حوار بناء وتعاون مشترك وتكاتف وتآخ أثمر وثيقة تاريخية هي وثيقة الأخوة الإنسانية التي تم إعلانها من أبوظبي عام 2019 لأهميتها وتأثيرها في تعزيز التآخي بين البشر جميعًا، مضيفين أن كثرة التحديات تحتاج إلى قوة وعزيمة على تحمل المشاق والصعاب، وأن العودة إلى تعاليم الأديان هي السبيل لنجاة العالم من التشدد والانقسام وطغيان المادة. وأشاد فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا فرنسيس بجهود ومبادرات اللجنة العليا للأخوة الإنسانية في تفعيل وترسيخ قيم وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل التعايش بين البشر.