تواصل أسعار الغاز اليوم الخميس، في الارتفاع، بعدما بدأت موجة جنون أسعار الغاز، من الثلاثاء الماضي، حيث تجاوز سعر الغاز اليوم 1070 دولار لكل ألف متر مكعب، بعدما كان 1000 دولار لكل ألف متر مكعب الثلاثاء الماضي، وتعتبر تلك الأسعار مستويات تاريخية يسجلها الوقود الأزرق. وأوضح مؤشر TTF الهولندي، ويعتبر من أكثر مراكز البيع الأوروبية سيولة وبيعا، تجاوز سعر العقود الآجلة للغاز خلال تعاملات اليوم مستوى 1100 دولارا لكل ألف متر مكعب، وقبل يومين كانت أسعار الغاز قد سجلت مستويات تاريخية، حيث تجاوزت مستوى 1000 دولار لكل ألف متر مكعب.
أسباب الأزمة وكان قد حذر خبراء في مجال الطاقة من ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا، وأكدوا أن تلك الزيادة ترجع إلى عدة عوامل تؤثر على الأسعار منها زيادة الطلب في آسيا، وبداية فصل الشتاء. أما عن أسباب تلك القفزات المستمرة، فأكد الخبراء أن ذلك يرجع إلى انخفاض مخزونات الغاز في أوروبا، كما أن فصل الشتاء يقترب بسرعة، متوقعين أن يساهم تدفق الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا عبر "السيل الشمالي – 2" في استقرار أسعار الغاز. وفي هذا الصدد، قال مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول المصرية السابق، إن قرارات أوبك أوبك+ الأخيرة جاءت لتعبر عن نمط جديد لسوق النفط عالميا حيث احتكارية المنتجين. تأثيرات الأزمة وأكد خلال تصريحات خاصة ل "صدى البلد"، أن تلك الأنماط تسبب في ارتفاع أسعار النفط لتلامس 75 دولار للبرميل لخام برنت القياسي، ومن الطبيعي ترتبط أسعار الغاز الطبيعي ارتباط وثيق مع أسعار النفط، وبالتالي تعدت أسعار الغاز الأمريكي هنري هب 5 دولار للمليون وحدة حرارية بريطانية ( BTU)، موضحا أن تلك الأسعار تمثل أدنى أسعار الغاز الطبيعي العالمية المعلن اسعارها بالنشرات الدولية ولكنه لا يمثل أسعار الغاز الطبيعي الروسي المنقول بخطوط الأنابيب بأوربا أو أسعار الغاز القطري المسال المنقول لدول شرق آسيا وأوروبا وكذلك لا يمثل أسعار تصدير الغاز المصري المسال المصدر من دمياط أو ادكو سواء بأوربا أو دول آسيا. وزراء بريطانيا يعتزمون إصدار تأشيرات مؤقتة لسائقي الشاحنات لحل أزمة نقص الغاز والوقود ارتفاعات جنونية لأسعار الغاز الطبيعي في أوروبا وتابع: "بالقطع سيتأثر الاقتصاد العالمي من ارتفاع أسعار النفط والغاز عالميا واكثر تلك الدول المعتمدة علي واردات الغاز من الخارج، اليابان والصين وكوريا أو اسبانيا، إلا أن ذلك سينعكس على قيمة صادراتها من كافة أنواع السلع". مصر تستفيد وأشار إلى أن فصل الشتاء بالنسبة لمصر يمثل وفرة في الغاز الطبيعي نتيجة انخفاض استهلاك الكهرباء وبالتالي انخفاض قدرات توليد الكهرباء حيث أن قطاع الكهرباء يمثل القطاع الأكثر استهلاكا للغاز الطبيعي المصري ومن هنا يأتي فائض أكبر للتصدير للخارج عبر محطات الاسالة المصرية بدمياط وادكو وكذلك عبر خط الغاز العربي للأردن ولبنان مؤخرا. واختتم قائلا: "بذلك تأتي للأسعار التعاقدية طويلة الأجل والتي ترتبط بأسعار ثابتة طوال فترة التعاقد وبالتالي لن يتأثر الاقتصاد الأردني من تذبذب الأسعار العالمية للغاز الطبيعي، أما صادرات مصر من الغاز المسال فتلك ستحقق عائدات كبيرة خلال فصل الشتاء القادم لارتباطها بالأسعار العالمية الفورية والتي ترتبط بمعادلات سعرية ربطا بأسعار النفط عالميا وكذا بأسعار هنري هب حسب طبيعة العلاقة التعاقدية ربطا بأسلوب الطرح الذي سيجري قريبا من الشركة القابضة للغازات الطبيعية ( ايجاس)".
