المانجروف..حماية طبيعية للشواطئ من النحر

تعتبر 300 كم جنوب البحر الأحمر هى المسافة بين قرية القلعان التي تتمتع بعناصر بيئية وطبيعية وجمالية وعلمية وثقافية فريدة من نوعها، ومدينة الغردقة، وتحتوي على العديد من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض من النباتات والحيوانات.
وتتميز قرية القلعان بوجود مساحات شاسعة من نباتات المانجروف وأنواع كثيرة من الطيور المتوطنة والمهاجرة، والتي تقع ضمن نطاق محمية وادي الجمل بها 18 منزلاً خشبيًا مصممة للحفاظ على البيئة وإضاءة القرية بأكملها بالطاقة الشمسية، كما تعمل محطات المياه بالطاقة الشمسية.
يقول الدكتور محمد حنفى أستاذ البيئة البحرية بجامعة قناة السويس، إن أشجار المانجروف والمعروفة أيضا بالقرم والقندل أو الشورا، تعد أهم وأكثرالأنظمة البيئية الساحلية إنتاجاً، وتنمو عادة بين منطقتي المد و الجزر، حيث تعمل كمناطق حضانات طبيعية وتزاوج للعديد من الكائنات البحرية والطيور على السواء، وتشكل مناطق المانجروف عوائل للعديد من الكائنات المستوطنة والنادرة والمهددة بخطر الانقراض والحيوانات المائية والبرية، بالإضافة إلى أنها تعمل على استقرار معدلات الرواسب وتوفر حماية طبيعية للشواطئ التي تتواجد عليها حيث تقاوم عوامل النحر وتآكل الشريط الساحلي، وتوفر بيئة المانجروف مكان طعام للعديد من الأسماك و القشريات البحرية وأيضا غذاء للعديد من الحيوانات البرية خاصة الإِبلُ.
الدكتور محمد إسماعيل أستاذ جامعى فى مجال علوم البحار وخبير بيئى، يؤكد أن المانجروف يعد محطة استراحة وتوالد لأنواع عديدة من الطيور المهاجرة مثل النورس البحري ومالك الحزين وخطاف البحر والطائر الشماط.
وقال إن أشجار المانجروف تساعد في إنتاج الأكسجين و امتصاص غازات الكربون والغازات السامة، وهذا ما يساعد بشكل كبير في تقليص الاحتباس الحراري، وهى من من أهم النظم البيئية في تخليص الجو من الغبار والمعلقات الضارة في الهواء، كما أنها تساعد في المحافظة على درجة الحرارة المناسبة للحياة الشاطئية، خاصة في تقليص الفوارق، وتلعب دورا كبيرا في منع ظاهرتي الانجراف والتعرية للتربة الشاطئية وقد أثبتت التحاليل الكيميائية الحديثة، والتي أجريت على أجزاء من نبات القرم النامية عن احتوائها على مواد تعتبر مصدراً لإنتاج الهرمونات المقوية.
وأوضح المهندس مصطفى عبد اللاه عضو جمعية المحافظة على البيئة (هيبكا)، أن أشجار المانجروف تنمو في مياه البحر وتبنى فيها الطيور المهاجرة عششها، وهناك نباتات أخرى تبلغ أطوالها من 5 إلى 9 أمتار.