ما زال»المانجروف» يواصل مهمته التي بدأها منذ القدم لحماية شواطئ البحر الأحمر والكائنات البحرية والطيور المهددة بالانقراض،حيث يستضيف ويئوي أنواعا كثيرة ومختلفة من الحيوانات والطيور البحرية والأسماك واللافقاريات، باعتباره جزءا لا يتجزأ من منظومة الحياة النباتية الساحلية، ويشيرعمرو علي المدير التنفيذي لجمعية الحفاظ علي البيئة إلي أن أشجار المانجروف والمعروفة ايضا باسم «القرم القندل» أو»الشورا» من أهم وأكثر الأنظمة البيئية الساحلية إنتاجاً وتنموعادة بين منطقتي المد والجزر حيث تعمل كحضانات طبيعية ومناطق مثالية لتزاوج العديد من الكائنات البحرية أوالطيور علي حد سواء. كما يلفت علي إلي أن مناطق المانجروف تستضيف العديد من الكائنات المستوطنة والنادرة والمهددة بالانقراض وكذلك الحيوانات المائية والبرية كما تعمل علي استقرار معدلات الرواسب الذي يوفر الحماية الطبيعية للشواطئ التي تتواجد عليها بما يعمل علي مقاومة عوامل النحر، وتعتبر خط الدفاع الأول في مواجهة تآكل الشريط الساحلي والأهم أنها توفر الطعام للعديد من الأسماك والقشريات البحرية وكذلك الحيوانات البرية وفي مقدمتها الإِبلُ. ويقول الدكتور محمود حنفي رئيس قسم علوم البحار بكلية العلوم جامعة قناة السويس إن هناك العديد من الظروف البيئية في البحر الأحمر التي تؤثر علي حياة تلك الأشجار ومنها درجة الحرارة ونسبة الملوحة، كما تتدهور وتتعرض للاجتثاث بسبب أعمال التطوير، ويشير إلي أن بناء السدود علي مجاري السيول والوديان يقلل من انسياب مياه الامطار والطمي إلي مناطق تواجد المانجروف بالسواحل، وهو الأمر الذي يتسبب في تدهور نمو الاشجار، وأضف إلي ذلك أن بناء الجسور الصغيرة والممرات عبر الشواطئ يؤدي إلي حجز مياه المد عن بيئات المانجروف مما تسبب في موت الكثير من الأشجار في عدة مناطق. ويحذر الدكتور محمد إسماعيل المدرس بقسم علوم البحار بكلية العلوم جامعة قناة السويس من أن تدهور أشجار المانجروف ستكون له آثار سلبية بعيدة المدي تتمثل في تدهور المخزون السمكي والصيد البحري وتعريض الشواطئ لعوامل التعرية، وسيؤدي ذلك بالضرورة إلي تهديد مجموعات مهمة من الكائنات البحرية وفقدان التنوع الحيواني ويوضح أن أبرز الأخطار التي تهدد المانجروف، تتمثل في نقص التوعية بأهمية دورها في البيئات الساحلية والبحرية وأيضاً لقصور القوانين الخاصة بحمايتها. إبراهيم الشاذلي