تتوسع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بالتعاون مع جهاز شؤون البيئة والبحث العلمي، في مشروع زراعة أشجار المانجروف على امتداد ساحل البحر الأحمر، فتم زراعة أربعة مشاتل لإكثارها بمنطقة سفاجا، وحماطة، وشلاتين (البحر الأحمر)، ونبق (جنوبسيناء)؛ لإنتاج ما يقرب من 25 ألف شتلة في العروة الواحدة، بمعدل عروتين سنويا، ليصل إجمالي إنتاج المشاتل 50 ألف شتلة سنويا. ويعد شجر المانجروف من أكبر الأنظمة البيئية الساحلية إنتاجا، حيث تعمل كمناطق تحضين طبيعية وتزاوج للعديد من الكائنات البحرية والطيور، كما تعمل كعوائل للعديد من الكائنات المتوطنة والنادرة والمعرضة لخطر الانقراض من النباتات والحيوانات المائية والبرية، بالإضافة إلى أنها توفر حماية طبيعية للشواطئ التي تتواجد عليها، حيث تقاوم عوامل النحر الناتجة عن الأمواج، وتمتد مزارع المانجروف على طول ساحل البحر الأحمر الغربي بنطاق محافظة البحر الأحمر، في 25 منطقة مساحتها تزيد على 5000 كيلو متر، بالإضافة إلى مساحات أخرى في محافظة جنوبسيناء. ووفقا لتقرير صادر عن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، فإن الحكومة ممثلة في وزارات الزراعة والبيئة والبحث العملي، تنفذ حاليا مشروعا بيئيا مشتركا يساهم في تحقيق خطط الدولة في التنمية المستدامة والحد من مخاطر التغيرات المناخية على مصر، خاصة في المناطق الواعدة سياحيا بالبحر الأحمر، بتنفيذ مشروع غابات المانجروف. وأوضح التقرير، أن المشروع يعتمد علي رؤية متكاملة للتنمية، خاصة الثروة الحيوانية والسمكية اعتمادا على الميزة النسبية للمنطقة، مضيفا أن الجمال والماعز، يمكنها أن تتغذى على الأجزاء الخضراء لنباتات المانجروف، ومن الممكن أن يعتمد الإنتاج المحلي للعسل على النحل الذي يستخدم أزهار المانجروف، كما توفر أشجار المكان والمأوى للعديد من الكائنات البحرية، مثل الأسماك والمحارات وبيئة جاذبة لتنمية وإنتاج الجمبري، خاصة أنه تم تجريب إنتاج عسل النحل على غابات المانجروف، وأعطى إنتاجية وجودة عالية. وقال الدكتور سيد مدين، الخبير البيئي، إن التوسع في زراعة أشجار المانجروف على ساحل البحر الأحمر، أحد المشروعات البيئية المهمة؛ حيث تمتد أشجاره لمسافة 11 كم، ويصل عرض المنطقة إلى 500 متر، وتغطي دلتا وادي حماطة، التي تستقبل مياه صرف السيول القادمة من جبل حماطة وما حوله، ما يوفر مصدر مياه عذبة لتلك الأشجار، وتم عمل منطقة حرم للأشجار يمنع الرعي فيها بشكل مؤقت، أيضا، مراقبة الطيور المتوطنة والمهاجرة في المنطقة وتصنيفها. وأضاف مدين ل"البديل"، أن أشجار المانجروف من أهم النباتات التي تساعد على عملية التوازن البيئي؛ لأنها تعتبر ملجأ للعديد من الطيور المهاجرة، تستريح عليها أثناء هجرتها، وتعتبر أماكن مناسبة لتكاثرها، كما تعتبر الجذور ملاذا للعديد من القشريات؛ مثل "الاستاكوزا، والجمبري"، والأسماك مثل السلمون وأنواع أخرى، إلى جانب عشرات من الطحالب ذات القيمة الغذائية العالية. وتابع الخبير البيئي، أن أشجار المانجروف تمنع ترسب الطمي الذي يحمله السيل في قاع البحر، والذي يهدد نمو الشعاب المرجانية والحياة البحرية، كما أن أوراق وأغصان المانجروف الجافة غذاءً للأسماك والقشريات والكائنات الحية، وتعمل على تثبيت الشريط الساحلي وتحمية من التآكل، مؤكدا أن أشجار المانجروف تحد من الملوحة الزائدة في التربة، حيث تصل درجة الملوحة للأراضي التي ينمو فوقها المانجروف 50 جزءا في الألف، وتتخلص من الملوحة عن طريق الإفرازات والتخلص من الأوراق المسنة والأعضاء المشبعة بالأملاح. وأوضح مدين أن أشجار المانجروف لها استخدامات صناعية أيضا؛ مثل إنتاج الأصباغ ومواد الدباغة، وفي صناعة القوارب، وبناء المنازل الشاطئية، أما أوراقها، فتعد مصدرا مهما لعلف الحيوان والوقود، فضلا عن الاستخدامات الطبية، الأمر الذي يجعل من التوسع في زراعتها بطول ساحل البحر الأحمر عملية اقتصادية مهمة ومضمونة العائد، ويمكن أن تقوم عليها صناعات صغيرة تساعد على النمو الاقتصادي.