100 يوم مرت على حادث جنوح السفينة البنمية أيفر جيفين بالمجري الملاحي لقناة السويس، والذي وقع نهاية مارس الماضي، بمدخل مدينة السويس عند الترقيم 151. إيفر جيفن تغادر قناة السويس.. مجلس الأمن يناقش قضية سد النهضة اليوم.. وانفجار يشعل حريقا بميناء جبل علي في دبي.. أبرز اهتمامات صحف السعودية
أثر الحادث علي التجارة العالمية وادي إلي آثار اقتصادية وخيمة، طوال فترة توقف الملاحة بالمجري الملاحي للقناة باعتبارها شريان حياة للعالم بأكمله. خلال 100 يوم، شهدت فيها مصر وقناة السويس، انتصارات لادراتها، حيث تمكنت في تلك الفترة أن تجذب أنظار العالم إلي قدرتها الفائقة في التحدي وتحمل المشقات وتذليل العقبات. كانت المحطة الأولي هو نجاح رجال هيئة قناة السويس المخلصين في تعويم السفينة الجانحة خلال 6 ايام من العمل المتواصل، تمكنوا من خلاله تحقيق انتصارا حقيقيا وصفه البعض بأنه عبور جديد. كانت المحطة الثانية الاكثر توترا بين هيئة قناة السويس وملاك السفينة البنمية، والتي وصفها الفريق أسامة ربيع في تصريحات خاصة، معقدة للغاية، تحاول فيه إدارة القناة الحفاظ بحقوقها المادية والمعنوية وإصلاح ما أفسده حادث الجنوح، في الوقت الذي يرفض فيه ملاك السفينة أيفر جيفين دفع المبالغ المقدرة من جانب القناة وتراها مبالغ فيها. الأمر نفسه وصل إلي ساحات القضاء، ليشهد تعقيدا شديدا بمجرد إعلان المحكمة الاقتصادية الحجز التحفظي علي السفينة البنمية لحين الوصول إلي اتفاق مرضي لقناة السويس. علي مدار شهرين كاملين، شهدت المحكمة الاقتصادية، خلالها ازمة عدم الاتفاق بين الطرفين ونزاعهم القضائي حول قيمة التعويضات، خاصة بعد تقدير الهيئة التعويض بما يقارب من مليار دولار، في بداية الأزمة، شمل تعويض خسائر المجري الملاحي، اعمال الانقاذ، اعمال التعويم. وفي محطة جديدة، قرر رئيس هيئة قناة السويس، تخفيض مبلغ التعويضات إلي 550 مليون دولار، كما قرر منح تسهيلات السداد لملاك السفينة البنمية، علي دفعات مع اعطاءهم تسهيلات بنكية. إلا أن ملاك السفينة رفضوا المبلغ الاخير ايضا، ووصل الأمر إلي ذروة التعقيد بين الطرفين، وأصبح كل طرف يريد الحفاظ علي مصالحه. في هذا الوقت، رأي الفريق أسامة ربيع أهمية الاستعانة بمفوض دولي، لينضم إلي لجنة مفاوضات أيفر جيفين، واختار وقتها المستشار القانوني خالد ابو بكر والذي استطاع من خلال حنكته المشهودة تقريب وجهات النظر ونبذ الخلافات لتتلاقي مصالح الطرفين المتنافرة منذ أول الحادث، ويعلن رسميا التراضي من خلال توقيع عقد التسوية الودي والذي يتضمن عدة بنود أهمها التزام ملاك الشركة بتسديد مبلغ مالي " سري للغاية"، علي دفعتين خلال يوليو الجاري، تسلمت الهيئة دفعته الاولي، قبل الايذان برحيل " أيفر جيفين"، أمس الاربعاء، إلي ميناء روتردام، كما تقرر اهداء قناة السويس، قاطرة حديثة بقدرة 750 طن، بتكلفة 7 مليون دولار. و في النهاية اسدل الستار علي ازمة "أيفر جيفين"، والتي أثرت علي العالم بسبب توقف الملاحة 6 ايام متواصلة، وكادت أن تؤثر علي علاقة قناة السويس الوطيدة بالتوكيل الملاحي أيفر جرين والذي يعد واحدا من أهم عملاء الهيئة.