رئيس منظمة الهجرة الدولية في حواره ل «صدى البلد».. محادثات مع وزارة الداخلية لإطلاق بطاقات شخصية للمهاجرين.. أكثر من 6 ملايين مهاجر أجنبي يعيش على أرض مصر.. والأمن والأمان سر جاذبيتها

لوران دي بوك رئيس منظمة الهجرة الدولية في مصر:
الدولة المصرية تقدم تسهيلات ومميزات للمواطن الأجنبي
الغالبية العظمى من المهاجرين الي مصر من دولة السودان

تسعى جميع دول العالم إلى القضاء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية وتنظيم دخول المهاجرين إليها وفقا لما تحتاجه كل دولة حتى لا يمثل المواطن المهاجر إلى بلد ما عبئا على الحكومة، حيث يلجأ كثير من الشباب إلى الهجرة غير الشرعية بحثا عن فرصة عمل أو مستوى أفضل للمعيشة.

وتحت شعار الهجرة الإنسانية والمنظمة مفيدة للجميع، دشنت منظمة الهجرة الدولية مكتبها في مصر بهدف دعم الحکومة المصرية والفاعلين ذوي الصلة على إدارة الهجرة بطريقة تعظم أثرها الإيجابي.

وكشف لوران دي بوك، رئيس منظمة الهجرة الدولية، في حواره ل"صدى البلد"، تفاصيل آلية تنظيم المهاجرين المقيمين في مصر وآخر الإحصائيات وكيف يمكننا تعظيم الاستفادة من استضافتهم في مصر.

في البداية، هل هناك فرق بين مصطلح لاجئين ومهاجرين؟
هناك فرق بين مصطلح مهاجر ولاجئ.

المهاجر هو أي شخص ينتقل من مكان محل إقامته الذي ولد فيه لأسباب متعددة.

اللاجئ هو الشخص الذي يعبر الحدود للبحث عن حماية نظرا لبعض التوترات التي تشهدها بلده الأم في مما دفعه للبحث عن بلد أخرى توفر له حياة كريمة للعيش في سلام وأمان ولكن لا يمكن فصله عن فئة المهاجرين فهو نوع من انواع المهاجرين.

كيف ترى معاملة المهاجرين في مصر وماذا يحتاجون؟
تقدم الدولة المصرية تسهيلات ومميزات للمواطن الأجنبي للترحيب به ومساعدتهم ودمجهم في المجتمع المصري حيث تتيح لهم الدولة الدراسة والعمل والعيش كالمواطن المصري في بلده.

ولكن هناك نوعان من المهاجرين في مصر، الأول مستوفٍ للشروط والأوراق من جواز سفر وغيره والتي تضمن له الحصول على جميع المميزات التي تقدمها الدولة المصرية للمهاجرين، ولكن النوع الآخر الذي لم يستوف الأوراق المطلوبة لمعاملته كمهاجر يصعب توفير المميزات والخدمات له.

وتعمل المنظمة الدولية للهجرة على توفير الخدمات التي يحتاجها المهاجرون المستوفون للأوراق والشروط من خدمات صحية وطبية وتعليمية.

ما آخر إحصائية للاجئين والمهاجرين إلى مصر ومن أي بلد معظمهم؟
عدد المهاجرين في مصر كبير للغاية يبلغ حوالي 6.3 مليون مواطن أجنبي على أرض مصر وفقا للرقم الذي أعلنه الرئيس السيسي في الاجتماع الأخير مع الأمم المتحدة العام الماضي.

الغالبية العظمى من بين ال 6.3 مليون مهاجر على أرض مصر من دولة السودان الشقيقة، والذين يبلغ عددهم من 3.7 إلى 3.9 مليون مواطن تقريبا، ويليهم الليبيون والسوريون وما يقرب من 85 جنسية أخرى من صوماليين، إثيوبيين، يمنيين، ومن دولة إريتريا.

حدثنا عن مبادرة المنظمة بالتعاون مع وزارة الداخلية لإطلاق بطاقة شخصية خاصة بالمهاجرين؟
هناك محادثات بين مكتب منظمة الهجرة الدولية في مصر ووزارة الداخلية المصرية لإصدار بطاقات للمهاجرين أو أي إثبات شخصية تسهل حصولهم على الخدمات المختلفة.

ما آخر تطورات المحادثات لإطلاق بطاقة شخصية خاصة بالمهاجرين؟
تمكننا من إجراء اتفاق مبدئي، ولكن على أرض الواقع نخطط لكيفية تنظيم الحصول على البطاقة أو الهوية للمهاجرين، خاصة أن هناك عائقا تسبب في تأجيل هذه الخطوة وهو أن هناك مهاجرين بدون أي أوراق أو مستندات أو جواز سفر أو بطاقة شخصية تثبت نسبته لبلد ما، حيث نخطط لتوجيه هؤلاء المهاجرين لسفارتهم في مصر وإثبات صحة نسبته لهذه البلد ومن ثم إصدار بطاقة شخصية له ولكن العائق الأكبر هو خوف البعض من التوجه للسفارة تجنبا لأي عقوبة سوف تفرض عليهم نتيجة لخروجهم بطريقة غير مشروعة من البلد بحثا عن الحماية في مصر وبمجرد التوصل لحلول لهذه المشكلة ستسير الإجراءات بشكل أسرع.

كيف يمكن تعظيم الاستفادة من اللاجئين داخل مصر؟
عدد المهاجرين المقيمين في مصر ضخم والذي بلغ أكثر من 6 ملايين يأكلون ويشربون ويؤجرون منازل ومحال، وبالتالي هناك مساهمة ضخمة في عملية الاقتصاد بجانب اتجاه البعض للاستثمار في مصر، مما يوفر فرص عمل، حيث بلغ حجم استثمار السوريين في مصر أكثر من مليون، بالإضافة إلى سدهم لبعض المهن التي لا يفضلها المصريون كالميكانيكا والزراعة وغيرها من الأعمال التي لا يفضل المصريين العمل فيها.

ويعد الانفتاح الثقافي والعمل مع جنسيات أخرى يولد أفكار ونتائج أفضل كثيرا من العمل الفردي مع ثقافة واحدة.

صرحت من قبل بأن مصر جاذبة للمهاجرين؟ لماذا وهل هذا إيجابي أم سلبي؟
مصر جاذبة للمهاجرين نظرا لاستقرارها والسلام الأمني الذي تتميز به في وسط منطقة شبة متوترة فيلجأ إليها معظم المهاجرين باعتبارها دولة الأمن والأمان.

أهم ما يميز مصر والمصريين كبلد جاذب للمهاجرين هو عدم وجود خلافات اجتماعية كبيرة بين المواطنين والمهاجرين إليها نتيجة السياسة المصرية التي تعمل على دمجهم في المجتمع المصري بجانب تحدثهم للعربية فوحدة لغة التواصل ساهمت في دمجهم في المجتمع.

تعمل الحكومة المصرية على تقديم سياسات متساوية لكل الناس على أرض مصر من مصريين أو مهاجرين، كما تشجع المنظمة الدولية للهجرة على الاندماج الاقتصادي والاجتماعي للمهاجرين مع المجتمع المصري.

ونتيجة لقدرة مصر على تنظيم وجود المهاجرين على أراضيها، فإن اعتبارها بلدا جاذبا للمهاجرين أمر إيجابي.

ماذا عن مبادرة مراكب نجاة وماذا حققت حتى الآن؟
مبادرة مراكب نجاة هي مبادرة شاملة تعمل على معالجة الهجرة من جذورها، حيث يلجأ الشباب المصري للهجرة بحثا عن عمل، والمعظم يهاجر بطرق غير شرعية في مراكب الموت المعروف نهايتها رغم إطلاق العديد من حملات التوعية، إلا أنها باءت بالفشل، ولكن جاءت مبادرة مراكب نجاة كمبادرة فعالة هدفها ليس فقط "لا للهجرة" ولكنها تخلق بدائل لإقناع الشباب بالبقاء في بلدهم أو اللجوء للهجرة الشرعية وتوفير المهارات التي تحتاجها البلاد الأخرى.
IMG_0017[1] IMG_0013[1] IMG_0008[1] IMG_0016[1] IMG_0015[1]