هل تتذكرون ما قرأناه عن أحوال العرب قبل الاسلام , قبائل متفرقة ومتناحرة وصراع بين زعماء القبائل على السيادة , كر وفر بين القبائل , سلب ونهب وقطع للارحام فى حياة يأكل فيها القوى الضعيف , ولكل قبيلة كهنتها واصنامها , ثم جاء الاسلام فساوى بين الناس فى الحقوق والواجبات , وأمر بصلة الارحام والعدل وعم السلام أرض العرب , واليوم بعد 14 قرناً أنظر الى خريطة العالم العربى و شاهد ما يحدث فيه , صراعات بين العائلات والقبائل فى معظم البلدان العربية , ستجد نفس صورة العرب ما قبل الاسلام وقد عادت مع أستبدال الشعارات القبلية بشعارات دينية والدين منها برئ أو شعارات سياسية والسياسة الحكيمة منها بريئة . فقد عادت النزعات القبلية للظهور فى معظم البلاد العربية بعدما ضعف الرابط الحقيقى بين أفرادها وشعوبها وهو الاسلام الحقيقى الذى يدعو الى السلام والخير للجميع , ويدعو الى التعاون بين الناس كآفة , ضعف الايمان بالله فى القلوب وضاع الاقتداء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فظهرت الموبقات من رشاوى وظلم وفساد هدم ويهدم أعتى الامم , ولذا فطن العالم من حولنا الى أهمية الاخلاق لبقاء وتقدم الامم فطبقوا حديث سيدنا رسول الله فى الحس على حسن الخلق عندما قال ( أنما بُعثت لأتمم مكارم الاخلاق ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولذا تتقدم بلدانهم ومجتمعاتهم بحسن أخلاقهم ونتخلف نحن وكأن جينات الجاهلية فى جزيرة العرب قبل الاسلام قد عادت فينا من جديد . ولكنها عودة كما قلت فى ثوب جديد وان كانت بنفس الوسائل القديمة البغيضة , عادت بكهنة جدد من زعماء الجهل والتخلف فى عصرنا هذا , اللذين يبحثون عن الزعامة على أشلاء ودماء البشر اللذين خلقهم الله وكرمهم , وليقل لى المتقاتلين تحت شعارات قبلية أو طائفية أو سياسية فى البلدن العربية أين هم من الاسلام الحقيقى ؟ أين هم من حياة سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم وحياة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده ؟ صدق سيدنا النبى عندما حذرنا قائلاً ( لا تعودوا بعدى كفاراً يقطع بعضكم رقاب بعض ) فوالله انهم ليتقاتلون من أجل الدنيا الفانية والدين منهم برئ , فحروبهم القبلية والطائفية تتنافى مع أبسط قواعد الاسلام من رحمة وتراحم وحفاظ على حياة الانسان لمجرد كونه أنسان . فحتى فى الحروب المشروعة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تُقطع شجرة أو يُقتل طفلاً أو شيخاً كبيراً أو أمرأة أو يُروع عابد فى صومعته أو يُهدم مكان للعبادة , فما بالك بالحروب الداخلية الطائفية أو القبلية الغير مشروعة والتى تقوم ضد مبادئ وتعاليم الاسلام السمحة وتتنافى مع أبسط قواعد الانسانية , ويتم فيها أنتهاك كل الحرمات فى جاهلية بغيضة أعتقدنا انها ماتت منذ اكثر من الف واربعمائة عام . ولذا علينا العودة الى الاسلام الحقيقى الذى يدعو الى الوحدة بين المسلمين ويدعو الى الخير والسلام والتعاون بين جميع البشر مسلمين وغير مسلمين ونطبق قول الحق سبحانه وتعالى ( أيها الناس انا خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) صدق الله العظيم , علينا الا نسير خلف اى جاهل يدعو للتقاتل بين الناس تحت أى مسمى , وعلينا ان نتعاون مع كل شعوب الارض مسلمين وغير مسلمين ففى النهاية كلنا بشر خلقنا اله واحد وسيحاسبنا اله واحد , وجنة الله تسع كل خلق الله منذ خلق الله آدم وحتى يوم القيامة . المزيد من أعمدة على ثابت