صلة الرحم من الأمور التي حث عليها الشرع الشريف، وتكون سببًا في أن يدخل الإنسان الجنة، كما أن صلة الرحم تزيد الرزق وتطيل الأعمار كما ورد عن الرسول - صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح «من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه»، (متفق عليه)، ينسأ معناه: يؤخر له في أجله ويزداد له في عمره. وقالت دار الإفتاء المصرية، إن قطع الأرحام وعدم التواصل بين الأقارب عاقبته وخيمة قال تعالى ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾ وأوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن صلة الرحم واجبة شرعًا ولا يجوز للمسلم قطعها تحت أي مبررٍ أيًا كان. وأضاف أنه من الواجب على المسلم وصل أرحامه ولو بالحد الأدنى، وعدم اللجوء إلى قطعها أبدًا. وتابع أن وصل الأرحام ليس بالضروري أن يكون بالتزاور وكثرة السؤال، ولكن يمكن للواصل فى هذه الحالة أن يكفي بإرسال رسالة عبر الهاتف للتهنئة في الأعياد والمناسبات. عقوبة قطع صلة الرحم.. وهل يقبل الله صوم المتخاصمين ؟ وأوضح الشيخ على فخر، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نبهنا كثيرًا على عدم قطع صلة الرحم سواء فى شهر رمضان أو فى غير رمضان، وعلى هذا فمن كان قاطعًا لرحمه يجب عليه أن يصلها سواء في رمضان أو في غير رمضان ولكن فى شهر رمضان أولى لأنه شهر القربة لله تعالى والعبادة والصيام والصلاة وإطعام الطعام، متسائلًا: "هل مع كل ما نتقرب به الى الله تعالى نأتى فى النهاية ونكون قاطعين للرحم؟". واستشهد بقول الحق تبارك وتعالى فى الحديث القدسي ((أَنَا الرَّحْمَنُ وَهِيَ الرَّحِمُ شَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنَ اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ وَمَنْ بَتَّهَا أَبَتُّهُ))، فالاولى ان نصل الرحم ونتمثل فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ, فَيُعْرِضُ هَذَا، ويُعْرِضُ هَذَا، وخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ))، فعلينا أن نختار لأنفسنا الخيرية ونبدأ بالسلام حتى نكون فى الجانب الجميل الذي يحبه لنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. حكم صلة الرحم عدّ الإسلام صلة الرحم بالواجبة وحرّم القطيعة وجعلها من الكبائر التي تُدخل صاحبها النار، بل وصل الأمر إلى أنَّ من وصل رحمه وصله الله ومن قطع رحمه قطعه الله؛ فلا يجوز أن يقطع الشخص رحمه لأنهم قطعوه بل الأجر الأعظم عند صلة من يقطع.