زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للسودان لبحث عدد من الملفات المشتركة: تنسيق في مواجهة العجرفة والتهديد في ملف سد النهضة زيارة الرئيس السيسي إلى العاصمة السودانية الخرطوم مهمة بدرجة عالية أول زيارة بعد تولي رئيس الحكومة الجديد عبد الله الحمدوك مهام عمله يزور الرئيس عبد الفتاح السيسي العاصمة السودانية الخرطوم، السبت؛ لبحث عدد من الملفات المشتركة التي يتوقع أن يكون أبرزها سد النهضة الإثيوبي. ووفقا لما نقلته وكالة السودان للأنباء (سونا) عن وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي، فإن زيارة الرئيس السيسي ستناقش العلاقات الثنائية بين القاهرةوالخرطوم وسبل تطويرها، والملفات المشتركة والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتأتي الزيارة وسط حراك دبلوماسي وعسكري كبير بين البلدين، ففي حين التقت وزيرة الخارجية السودانية الرئيس السيسي ونظيرها المصري سامح شكري في القاهرة الثلاثاء، اختتم محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية زيارة للخرطوم استغرقت يومين، تم خلالها توقيع اتفاقية للتعاون المشترك في مجالات التدريب والتنسيق العسكري. وأكد عدد من الخبراء والمحللين أهمية الزيارة وتوقيتها خاصة في ظل الابتزاز السياسي الذي تمارسه أديس أبابا مع القاهرةوالخرطوم بملف سد النهضة ورفضها التوافق حول مدة ملء السد، ودخول إثيوبيا في صراع مع السودان على الحدود المشتركة بين الدولتين. تنسيق في مواجهة العجرفة والتهديد قال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور هاني رسلان، إن هناك تطورا جديدا تشهده العلاقات المصرية السودانية وإدراكا من القيادات السياسية بالبلدين لأهمية ذلك، مضيفا: بدأ هذا التطور ينمو في السودان منذ يونيو الماضي، عقب قيام إثيوبيا بالملء الأول الأحادي لسد النهضة بدون وجود أي اتفاق، وبدون أن تعبأ إثيوبيا بما لحق بالسودان من ضرر. وأضاف "رسلان" في تصريحات ل" صدى البلد"، أنه عقب الموقف الإثيوبى بإدعاء أن الفشقة "هي إحدى المحليات الخمس المكونة ل ولاية القضارف بشرق السودان، وتضم نحو 2 مليون فدان، تحتل منهم إثيوپيا نحو مليون فدان" أراض إثيوبية، وأن الجيش السوداني اعتدى على سيادة إثيوبيا، ولغة العجرفة والوعيد، اتضح جليا ما هو مصدر التهديد الذي يحمل أطماعا توسعية، ويسعى أيضا لبث الفرقة في الداخل السوداني، ومن ثم كان لا بد من التنسيق في مواجهة هذه الأخطار ليس لتهديد لأحد، ولكن للدفاع عن أمن واستقرار السودان ووحدة أراضيه. وتابع: أصبح هناك قدر أكبر من التنسيق والمواقف المشتركة في العديد من ملفات على رأسها كما ذكرنا أزمة سد النهضة، والتهديدات التي تحيط بالسودان الشقيق، ودعمه لتجاوز الفترة الانتقالية، بالإضافة لتنفيذ العديد من المشروعات القائمة مثل الربط السككى والكهربائي وزيادة مساحات التبادل التجاري والاستثماري وغيرها. وأكد "رسلان"، أنه خلال كل هذا الوقت السلوك المصري ظل ينطلق من أن أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر، كما جاء بشكل متكرر وفى مناسبات متفرقة فى تصريحات القيادة السباسية المصرية، وما يجري الآن من تعاون هو ترجمة عملية لذلك المفهوم. div id="firstBodyDiv" class="body-div-for-inread" data-bind-html-content-type="article" data-bind-html-compile="article.body" data-first-article-body=" ووفقا لما نقلته وكالة السودان للأنباء (سونا) عن وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي، فإن الزيارة ستناقش العلاقات الثنائية بين القاهرةوالخرطوم وسبل تطويرها، والملفات المشتركة والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتأتي الزيارة وسط حراك دبلوماسي وعسكري كبير بين البلدين، ففي حين التقت وزيرة الخارجية السودانية السيسي ونظيرها المصري سامح شكري في القاهرة الثلاثاء، اختتم محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية زيارة للخرطوم استمرت يومين، تم خلالها توقيع اتفاقية للتعاون المشترك في مجالات التدريب والتنسيق العسكري. وخلال استقباله وزيرة الخارجية السودانية في القاهرة، أكد السيسي موقف مصر الثابت من حتمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة، بما يراعي عدم الإضرار بدولتي المصب، مصر والسودان. وأعلن السيسي دعم بلاده للسودان، مشددا على أن "أمنه واستقراره جزء لا يتجزأ من أمن مصر واستقرارها"، وقال إن للقاهرة نهج استراتيجي لدعم كافة جوانب العلاقات الثنائية مع الخرطوم من أجل التعاون والبناء والتنمية، وذلك "ترسيخا للشراكة والعلاقات بين الشعبين". وأعرب السيسي عن مساندة القاهرة لكافة جهود تعزيز السلام والاستقرار في السودان خلال تلك المرحلة المفصلية من تاريخه. وقالت مريم الصادق المهدي إن بلادها تتطلع لتطوير الجهود المتبادلة، للارتقاء بأواصر التعاون بين البلدين. وفي مؤشر على تنسيق المواقف بشأن سد النهضة، طالب وزيرا خارجية مصر والسودان، إثيوبيا بإظهار حسن النية والانخراط في عملية تفاوضية فعالة للتوصل إلى لاتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد، بما يحقق مصالح الدول الثلاث ويحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان، ويحد من أضرار هذا المشروع على دولتي المصب. وعبر الوزيران عن الرغبة الجادة لتحقيق هذا الهدف في أقرب فرصة ممكنة. وفي حين أعرب البلدان عن تقديرهما للجهد الذي بذلته جنوب إفريقيا خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي في مسار مفاوضات سد النهضة، فإنهما عبرا عن القلق إزاء تعثر المحادثات التي تمت برعاية الاتحاد، وشددا على أن قيام إثيوبيا بتنفيذ المرحلة الثانية من ملء سد النهضة بشكل أحادي سيشكل تهديدا مباشرا للأمن المائي لمصر والسودان، خاصة فيما يتصل بتشغيل السدود السودانية، وهو ما يعرض حياة 20 مليون مواطن سوداني للخطر. " style="box-sizing: border-box; transition: all 0.3s ease 0s; line-height: inherit; max-width: 100%; overflow: hidden; font-variant-numeric: inherit; font-variant-east-asian: inherit; font-stretch: inherit; margin: 0px; padding: 0px; border: 0px; vertical-align: middle; backface-visibility: visible !important; -webkit-font-smoothing: antialiased !important;" مهمة بدرجة عالية قال الكاتب الصحفي الدكتور خالد التيجاني، رئيس تحرير صحيفة إيلاف السودانية، إن الزيارة المقررة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة السودانية الخرطوم مهمة بدرجة عالية سواء من ناحية التوقيت أو من ناحية القضايا، على المستوى الصناعي بين مصر والسودان أو المستوى الإقليمي. وأضاف "التيجاني" في تصريحات ل"صدى البلد"، أن الزيارة تتويج لما يمكن اعتباره كتقارب يقوم على وضوح الرؤية لإدراك مدى خصوصية العلاقة بين الدولتين وكذلك استراتيجية علاقات مصير مشترك، ولا يقوم فقط على مفردات عاطفية بل مصالح حقيقية تربط الدولتين. وتابع: أعتقد أن هذه الزيارة تأتي للتحدث في عدد من الملفات بالنسبة للسودان بما أنها في وضع انتقال لا يخلو من التعقيد يحتاج إلى الاستفادة من تجربة مصر في العديد من القضايا مثل قضايا الإصلاح الاقتصادي، لأنه الأن يشكل مشكلة كبيرة جدا بالنسبة للسودان لأن الخطر الأساسي الآن على الاستقرار في السودان يتعلق بالقضايا الاقتصادية. وأردف: مصر لديها تجارب ناجحة في عملية الإصلاح الاقتصادي وبالتالي الاستفادة ستكون كبيرة للسودان وأيضا الاجتماع سيتحدث عن قضية أهم وهي قضية سد النهضة فهي الأن تمثل خطرا خاصة مع استمرار الجانب الإثيوبي في التعامل بنفس الطريقة مع هذا الملف،. وقال "التيجاني"، إن مصر والسودان لم يكن لديهما أعتراض فيما ما يتعلق بإنشاء سد النهضة، ولكن الاعتراض فيما يتعلق بوجود ضمانات رسمية وملزمة بشأن عملية الملء والتخزين ليحقق لأثيوبيا مصالحها بدون الإضرار بمصالح مصر وأثيوبيا، فأثيوبيا تعمل الآن على تحويل السد من قضية اقتصادية متعلقة بالتنمية إلى ورقة سياسية للضغط للتغيرا لجغرافي السياسي في منطقة حوض النيل وتغير توازنات القوة الراهنة في المنطقة. ولفت "التيجاني" إلى أن هذ يعد دليلا كبيرا يكشف عن النية السيئة لأثيوبيا تجاه السودان ومصر، مضيفا: لذا أعتقد أن الوقت المناسب لزيارة السيسي للسودان لان زيارته ستسهم في إطار رسائل سياسية للبلدين وعدم سماح كلا منهما بتكرار ما حدث العام الماضي، كذلك نشير بالأضافة للملف الاقتصادي وملف سد النهضة إلى أن التعاون العسكري ليس حدثا عابرا بل إشارة وتواصل للعلاقة بين الجيشيين المصري والسوداني ووجود قوة تحمي المصالح المشتركة. واختتم "التيجاني"، أنه في مجمل القول فإن هذه الزيارة مهمة بعد التغير الذي حدث في أبريل لعام 2019 وبالتاكيد سيقدم رسائل مهم في توقيت مهم وبمضمون مهم. نقلة نوعية شديدة الإيجابية قالت مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية السفيرة منى عمر، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الخرطوم تأتي إثر اللقاء الذي عقد مع وزير الخارجية السوداني بالقاهرة أمس وتطرق لعدة موضوعات مهمة، كما تأتي كأول زيارة بعد تولي رئيس الحكومة الجديد عبد الله الحمدوك مهام عمله. وأوضحت "عمر" في تصريحات ل"صدى البلد"، إن هناك تقاربا ونقلة نوعية شديدة الإيجابية في العلاقات المصرية السودانية خاصة بعد الزيارات المكررة من قبل قيادات الدولتين، وآخرها قيام رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الفريق محمد فريد، ب زيارة للخرطوم ومشاركته على رأس وفد رفيع المستوى من قادة القوات المسلحة في الاجتماع السابع للجنة العسكرية المشتركة المصرية السودانية. وأكدت "عمر" إن التكافل في العلاقات بين البلدين سوف يساعد في رفع مستوى المعيشة على المستوى الاقتصادي وسيكون له تأثير أيضا على المستوى الاقليمي وتحديدا في القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وأبرزها ملف سد النهضة والمفاوضات بشأن التوصل لاتفاق مُرضٍ لجميع الأطراف. وأشارت "عمر" إلى إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي تحمل رسالة قوية للتضامن والدعم للشقيق السودان لعبور المرحلة الانتقالية بأمان ولحفظ استقرار ووحدة أراضيه وربما تتضمن تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة مسبقا بين الدولتين.