أفادت وسائل إعلام هندية بأن اشتباكات جديدة نشبت بين قوات هندية وصينية على الحدود بين بلدين الأسبوع الماضي، حينما تصدت الهند لمحاولة من قبل جنود صينيين للتسلل عبر الحدود، في مقاطعة سيكيم شمالي الهند، مما أدى إلى وقوع اشتباك. وأوضحت صحيفة "إنديا توداي" أن 4 جنود هنود و20 جنديا صينيا أصيبوا في الاشتباك، الذي جرى في منطقة وعرة شديدة البرودة. وفي يونيو الماضي، دارت اشتباكات هي الأعنف منذ 45 عاما بين البلدين، خلّفت 20 قتيلا في صفوف الجيش الهندي، فيما أعرب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن استعداده للتوسط بينهما ولكن دون جدوى. وعلى مدى السنوات الماضية دارت على مدى السنوات الماضية اشتباكات بسيطة بين القوتين الآسيويتين الكبيرتين على طول الحدود بينهما والممتدة على طول 3500 كيلومتر، وخصوصا في منطقة "لاداخ" المرتفعة في شمال الهند. وفي 2017 وقفت القوات الهنديةوالصينية وجها لوجه على مدى 72 يوما في قطاع استراتيجي من منطقة بوتان في الهيمالايا، ونجحت مفاوضات بتخفيف التوتر بين الطرفين. وتدور نزاعات جغرافية عدة بين الهندوالصين في قطاعات لاداخ في الغرب وأروناشال براديش في الشرق، ووقعت حرب خاطفة بين البلدين عام 1962، هزمت فيها القوات الهندية. وترجع أولى فصول النزاع بين البلدين إلى سنة 1947، حين استقلت الهند عن بريطانيا، وحصلت على هضبة واسعة شمال شرقي البلاد، قالت الصين إن ملكيتها تعود لها. فبحلول عام 1892، استقر البريطانيون على سياسة مفادها أن الحدود المفضلة لهم في كشمير هي "مجمعات مياه السند"، التي تتدفق مياهها عبر خط تقسيم المياه إلى شبكة نهر السند على أحد الجانبين وحوض تاريم على الجانب الآخر. في الشمال. وكان خط تقسيم المياه هذا على طول سلسلة كاراكورام في الشرق،أكثر تعقيدًا، لأن أنهار تشيب تشاب وجالوان وتشانج تشنمو تتدفق إلى السند، بينما يتدفق نهر كاراكاش إلى حوض تاريم. حدد نائب الملك البريطاني اللورد إلجين المحاذاة الحدودية على طول خط تقسيم المياه هذا وأبلغ لندن بها. اقترحتها الحكومة البريطانية في الوقت المناسب على الصين عن طريق مبعوثها كلود ماكدونالد في عام 1899. تنازلت هذه الحدود، التي أصبحت تسمى خط ماكارتني ماكدونالد، للصين عن سهول أقساي تشين في الشمال الشرقي، ومسار ترانس كاراكورام في الشمال. في المقابل، أراد البريطانيون أن تتنازل الصين عن "سلطتها المبهمة" على هونزا. وكان الهجوم الصيني على القوات الهندية سنة 1962، المحطة الأبرز في هذا النزاع، حيث استولت على مرتفعات أقساي تشين التي تفصل بين البلدين. وقعت معظم المعارك على ارتفاعات عالية. تُعتبر منطقة أقساي تشين صحراء تحتوي على مسطحات مالحة على ارتفاع 5,000 متر فوق سطح البحر، ويتجاوز ارتفاع قمم منطقة أروناجال برديش الجبلية 7,000 متر. استحوذ الجيش الصيني على إحدى أعلى تلال المناطق. تسببت ظروف الارتفاع الشديد والتجمد بصعوبات لوجستية وصعوبات في الرعاية. ففي النزاعات المماثلة السابقة، تسببت الظروف القاسية بسقوط ضحايا أكثر مما تسببت به عمليات العدو. لم تكن الحرب الصينيةالهندية مختلفة، فقد مات الكثير من الجنود من كلا الجانبين بسبب البرد القارس. وكانت أبرز مواجهة بين البلدين في عام 2017، حين بدأت الصين في شق طريق عسكري على تلة استراتيجية قرب حدودها تعرف بهضبة "دوكلام" والتي تربط بين أراض صينية وهندية وبوتانية، إلا أن تلك الواقعة انتهت بتراجع القوات من كافة الأطراف.