حذر العالم فاروق الباز مدير مركز الإستشعار عن بعد بجامعة بوسطن الأمريكية، من خطورة تزايد معدلات البناء والزحف العمرانى على الأراضى الزراعية بمصر والتى تضاعفت بشكل كارثى منذ ثورة 25 يناير. وقال الباز لدى مغادرته القاهرة اليوم الأربعاء متوجها إلى قطر إن "صور الأقمار الفضائية الملتقطة للأراضى الزراعية فى مصر أوضحت حجم الكارثة التى تعرضت لها هذه الأراضى، ما يتطلب سرعة تحرك المسئولين لمواجهة هذه الظاهرة.. مضيفا انه إذا استمر هذا الوضع وبهذا المعدل فإن الأراضى الزراعية فى مصر ستختفى فى أقل من 130 عاما". وتابع: "مشروع ممر التنمية سوف يقدم لمصر العديد من الإستثمارات والآلاف من فرص العمل للشباب لبداية تنمية ونهضة حقيقية". وأوضح الباز أن "الإعتماد المالي سوف يكون علي صكوك تعرض علي الشعب بقيمة جنيه واحد للصك لبداية المشروع، علي أن تتم الإستعانة بالمستثمرين العرب ثم الأجانب لإستكمال المشروع الذى يعود إلى سبعينيات القرن الماضى". وأضاف أن المياه الجوفية المتوفرة بممر التنمية متجددة حيث تستمد كميتها الكبيرة من النيل المتجدد بالإضافة إلى التربة الصالحة للزراعة. وكان الدكتور الباز، أعلن أن الاهتمام بالشباب يعد بمثابة الحل الأمثل للخروج من الأزمة السياسية الراهنة، خاصة بعد أن أصابنا اليأس من "الصفوة " الحاكمة، أو المتواجدة علي الساحة السياسية، موضحاً أن الشباب عليهم التخلي عن "الفضائيات"، والنزول بقوة إلي الشارع وتقديم خدمات حقيقية تعرف المجتمع بهم، ما يضمن لهم القدرة علي المنافسة بقوة خلال الانتخابات القادمة. ونصح الشباب بالاعتماد علي أربعة محاور مهمة لتعريف الناس بهم وهي، تنظيف نهر النيل وتنظيف القاهرة وتجميل المدن والقري و"محو الأمية"، موضحاً أن تقديم الشباب لخدمات حقيقية يشعر بها الناس في المجتمع والتواصل الحقيقي والفعلي مع الناس كفيل بإعطاء الشباب فرصة واضحة للحصول علي أصوات الناخبين. وأكد الباز خلال مشاركته في ندوة بمؤسسة "الأهرام"، أن مشروعه "ممر التنمية" ملك للأجيال القادمة، وأنه بدأ في المشروع منذ عام 1985، مؤكداً أنه فقد الأمل في تنفيذ المشروع بسبب الحكومات المتعاقبة طوال الفترة الماضية، إلا أن ما أعاد إليه الأمل اكتشافه لاهتمام الطلبة والباحثين من الشباب في ثلاث جامعات مصرية بالمشروع، وإعدادهم لدراسات مهمة حول كيفية تنفيذه. وأضاف الباز أنه شعر بالتفاؤل بعض اكتشافه أن الباحثين قدموا دراسة مهمة حول كيفية إنشاء كباري تربط مابين نهر النيل والمشروع، وهناك دراسة أخرى عن كيفية إنشاء قرية نموذجية بصحراء التنمية. وكانت الندوة قد شهدت موقفاً إنسانياً بين الدكتور الباز وباحث شاب بكي خلال الندوة بسبب معاناته في اعداد رسالة دكتوراه حول "ممر التنمية" ، وما يواجهه من تعسف حكومي في جمع المعلومات عن الإمكانيات الزراعية والإقتصادية بالصحراء الغربية، وقام الباز بالربط علي كتف الباحث الشاب، قائلاً له:"يجب أن تكون صلبا وتصمد في مواجهة التحديات".