انطلقت اليوم، الاثنين، بالجزائر فعاليات الدورة 40 لمؤتمر العمل العربى بمشاركة الوزير الجزائرى الأول عبد المالك سلال وممثل خاص للرئيس عبد العزيز بوتفليقة ووفود ثلاثية تضم ممثلين عن 20 دولة عربية. وأكد المشاركون فى الجلسة الافتتاحية على ضرورة العمل على نبذ الخلافات العربية والدعوة السريعة لتفعيل علاقات التعاون والتنمية والتكامل بين مختلف البلاد العربية حتى يتمكن العرب من مواجهة التحديات الكبيرة التى تفرضها الظروف والتكتلات الإقليمية والدولية. وأجمع المشاركون فى المؤتمر على أن الأزمات المالية والاقتصادية العربية تفرض على الجميع ضرورة التكاتف والتعاون حتى يمكن دعم قدرة الاقتصاد العربى على الصمود فى وجه التحديات الإقليمية والدولية، مشيرين إلى أن الأزمات المالية باتت تهدد العديد من الدول بسبب عجزها عن الوفاء بالتزاماتها المالية. وقال أحمد لقمان، المدير العام لمنظمة العمل العربية، إن المؤتمر سيناقش مجموعة من الملفات المهمة أبرزها التنمية المستدامة وتشغيل الشباب فى ظل رياح التغيير السياسى التى هبت على العالم العربى. وأكد أن التنمية المستدامة هى المخرج الضرورى لاقتصاديات بلدان الربيع العربى لأنها أقوى مصدر لتوليد فرص العمل الجديدة للشباب من أجل الحد من معدلات البطالة المتصاعدة فى المنطقة العربية بشكل وضعها ضمن أسوأ مناطق العالم بطالة، حيث يصل عدد العاطلين العربى إلى حوالى 20 مليون شخص من إجمالى 202 مليون عاطل على مستوى العالم، أى أن البلاد العربية تستأثر بحوالى 10% من حجم البطالة فى العالم. وأوضح أن تزايد البطالة وندرة فرص العمل كانت هى المفجر الأول لثورات الربيع العربى التى انطلقت من تونس بعد مأساة محمد بوعزيزى مرورا بمصر وليبيا واليمن وسوريا، مشيرا إلى أن الدول العربية ذات الكثافة السكانية الكبيرة باتت مطالبة أكثر من أى وقت مضى بالاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة لأنها أحد أهم آليات التنمية المستدامة وخلق الوظائف. وأكد أن المؤتمر سيناقش مجموعة من التقارير الفنية أبرزها تقرير المدير العام حول التنمية المتوازنة وتطلعات الشباب لتأمين فرص العمل اللائقة وتقرير فنى حول التأمين ضد التعطل وتقرير حول مستقبل التشغيل فى ضوء المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية فى الوطن العربى، بجانب مشروع اتفاقية عمل عربية بشأن الحماية الاجتماعية للعاملين بالقطاع غير المنظم وتطبيق اتفاقيات وتوصيات العمل العربية. ونوه إلى أن لجنة فنية ستناقش خلال أعمال المؤتمر مشروع الموازنة المالية للمنظمة ومراجعة المستحقات المتأخرة لدى الدول الأعضاء، مناشدا الجميع المسارعة بتسديد التزاماتهم المالية الخاصة بالمنظمة حتى تتمكن من تنفيذ خططها وبرامجها الرامية إلى مواجهة البطالة ودعم برامج توفير فرص العمل للشباب. وأشار لقمان إلى أنه سيعقد على هامش المؤتمر مائدة مستديرة لمناقشة موضوع "تشغيل الشباب" بهدف الوصول إلى نتائج وتوجهات وأفكار تدعم تشغيل الشباب وتوفير فرص العمل اللائق لهم.