خرج الأمير ويليام، دوق كامبريدج، حفيد ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، عن صمته المعتاد ليرحب بفتح تحقيق حول لقاء أجرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" مع والدته الأميرة الراحلة ديانا، سبب صدمة واسعة لجمهور عريض في جميع أنحاء العالم بعد عرضه. وقال الأمير ويليام إن التحقيق "خطوة في الاتجاه الصحيح"، مضيفًا أنه يأمل في كشف حقائق اللقاء الصادم الذي أجراه مقدم برنامج "بانوراما" مارتن بشير مع الأميرة الراحلة ديانا. ويهدف التحقيق المستقل الذي يتولاه القاضي رئيس محكمة استئناف إنجلترا السابق اللورد جون دايسون إلى كشف الترتيبات التي قامت بها الإذاعة البريطانية والصحفي مارتن بشير لإجراء اللقاء مع الأميرة ديانا. وفي بيان صادر عن قصر كينزنجتون، مقر إقامة الأمير ويليام، قال الأخير إن "التحقيق المستقل خطوة في الاتجاه الصحيح، ويجب أن يكشف حقيقة الخطوات التي قادت إلى لقاء بانوراما، والقرارات التي اتخذتها هيئة الإذاعة البريطانية آنذاك". وكان إيرل تشارلز سبنسر، شقيق الأميرة ديانا، دعا إلى فتح تحقيق مستقل في وقت سابق من هذا الشهر، متهمًا هيئة الإذاعة البريطانية بممارسة "الصحافة الصفراء". وزعم إيرل سبنسر أن بشير أخبر الأميرة ديانا أن جهاز المخابرات الداخلية البريطاني (إم آي 5) يتجسس عليها، وأن الصحفي بالإذاعة البريطانية أطلق جملة من الشائعات حول العائلة المالكة كي يتسنى له الوصول إلى الأميرة ديانا وإجراء الحوار معها. وخلال اللقاء الصادم الذي أذيع عام 1995، صدمت الأميرة ديانا الجمهور بقولها إن زواجها من الأمير تشارلز "يتضمن شخصًا ثالثًا"، في إشارة إلى تدخل الملكة إليزابيث الثانية في حياتها الشخصية. ومن المقرر أن يستمع المحقق الخاص دايسون إلى عدد من الشهود الذين كانوا قريبين من إعداد برنامج "بانوراما" في ذلك الوقت، ومقارنة طريقة إعداد حلقة لقاء الأميرة ديانا مع حلقات أخرى قدمها الصحفي مارتن بشير. وقال المدير العام للإذاعة البريطانية تيم ديفي إن "بي بي سي مصرة على التوصل إلى الحقيقة بشأن هذه الوقائع، ولذا فنحن ملتزمون بالتعاون مع التحقيق المستقل، واللورد دايسون شخصية مرموقة تحظى بالاحترام وسيجري تحقيقًا شاملًا". وفي الوقت الحالي، يمر الصحفي مارتن بشير، البالغ من العمر 57 عامًا، بفترة نقاهة بعد إجرائه جراحة في القلب، كما يتعافى من فيروس كورونا الذي أصيب به مؤخرًا، ولم يتسن له التعليق على فتح التحقيق في برنامجه. يأتي ذلك فيما تنتشر أقاويل عن استياء الأمير ويليام إزاء الطريقة التي قدمت بها شبكة "نتفليكس" أبويه الأمير تشارلز والأميرة ديانا في مسلسل "التاج" The Crown، ويُقال أيضًا ان الموسم الرابع من المسلسل أثار غضب العديدين من أبناء العائلة المالكة البريطانية. وذكر تقرير لصحيفة "تايمز" أن الأمير ويليام يعتقد أن "والديه استُغلا بطريقة خاطئة وسطحية من أجل جني بعض المال". وتعتقد كاتبة السير الملكية بيني جونور أن الأمير تشارلز بدوره يشعر باستياء بالغ تجاه المسلسل، ويرى أنه مليء بالوقائع المغلوطة ويقدم الشخصيات بصورة غير دقيقة، وضربت مثالًا بمشهد ظهر فيه اللورد ماونتباتن عم الأمير تشارلز يخبر الأخير أن العائلة المالكة لا تشعر بالارتياح إزاء علاقته مع عشيقته السابقة وزوجته الحالية كاميلا، مؤكدة أن هذا الموقف لم يقع في الحقيقة. لكن اللافت للنظر أن بول بوريل كبير الخدم الملكيين السابق وصديق الأميرة ديانا وصف مسلسل التاج بأنه "الأفضل حتى الآن". وأبدت الممثلة إيما كورين، التي تؤدي دور الأميرة ديانا، تفهمها للانتقادات الموجهة للمسلسل ووجهات النظر السلبية لبعض مشاهديه.