أكد البيت الأبيض، اليوم الجمعة، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وزوجته، ميلانيا أُصيبا بفيروس كورونا وهما في حالة جيدة الآن. اقرأ أيضًا | ارتفاع جنوني ل الدولار عقب إصابة ترامب ب كورونا وقال الطبيب الخاص بترامب، الدكتور شون كونلي، في حول تشخيص ترامب بفيروس كورونا: "أعلن عن المعلومات التالية بإذن من الرئيس دونالد ترامب، والسيدة الأولى ميلانيا ترامب.. في هذه الليلة تلقيت تأكيدًا أن كل من الرئيس ترامب والسيدة الأولى ميليانيا ترامب أنهما أصيبا بفيروس كورونا"، وفقًا لشبكة "إن.بي.سي" الأمريكية. وأضاف: "الرئيس والسيدة الأولى يشعران بصحة جيدة في الوقت الحالي ويخططان للبقاء في المنزل داخل البيت الأبيض خلال فترة التعافي". ومنذ بدء جائحة فيروس كورونا، كان ترامب يصر على الاستهتار بخطورة فيروس كورونا، وبدا ذلك واضحًا في تعجله لإعادة فتح الاقتصاد ورفع القيود المفروضة على الحركة، وحتى في سلوكه الشخصي، حيث يرفض ارتداء الكمامات الطبية الواقية في لقاءاته العامة. وبغض النظر عن موقف ترامب من الجائحة ومدى اكتراثه بها، فالأمر الواقع هو أنه أصيب به، وبالنظر إلى كون كبار السن أكثر عرضة من غيرهم للوفاة بفيروس كورونا، يصبح السؤال المعلق الآن: ماذا لو رحل ترامب الآن؟ وموضوع مرض الرئيس ليس من الموضوعات المتداولة عادة في السياسة الأمريكية، لكن هناك بالطبع إجراءات محددة ومقررة للتعامل مع سيناريوهات الطوارئ التي يغيب خلالها الرئيس بالمرض أو الموت، من أجل الحفاظ على استقرار البلاد واستمرار الحكومة ومؤسسات الدولة في عملها. وإصابة الرئيس الأمريكي بفيروس كورونا لن تكون بحد ذاتها كارثة تستدعي حالة طوارئ، فملايين الأشخاص حول العالم يصابون به دون أن يشعروا بأعراض ثقيلة الوطأة، وبعضهم لا يشعر بأي أعراض أصلًا، ومن المحتمل أن يجد ترامب في نفسه القدرة على مواصلة مهام عمله اليومية بشكل طبيعي. وقد مرت الولاياتالمتحدة بتجربة شبيهة بالفعل قبل أكثر قليلًا من قرن، ففي عام 1919 أصيب الرئيس وودرو ويلسون بسكتة دماغية خطيرة غاب على أثرها عن عمله، ومنعت زوجته حتى أقرب معاونيه من رؤيته، خشية وقوع أزمة قيادة إذا ما انتشر نبأ عجز الرئيس عن أداء مهامه. لكن سيناريو كهذا (إخفاء الرئيس عن الأعين) لم يعد ممكنًا اليوم في عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، خاصة وأن تغيب الرئيس لفترة طويلة عن الظهور في وقت انتشار وباء من شأنه إثارة تساؤلات وتكهنات عن صحة الرئيس تؤدي على حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي أخطر مما يمكن أن يقع حال إعلان مرض الرئيس بشكل مباشر وصريح. وفي عام 1967، وبعد اغتيال الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي بسنوات، أقر الكونجرس التعديل الخامس والعشرين للدستور، الذي ينص على أن يقوم نائب الرئيس مقام الرئيس بموافقة الأخير ولفترة مؤقتة، وفي حالة عجز أو غياب الرئيس بشكل قهري تلزم موافقة معظم وزراء الحكومة أو أحد مجلسي الكونجرس (النواب أو الشيوخ). ولجأ الرئيس الأسبق رونالد ريجان إلى تفويض نائبه جورج بوش (الأب) صلاحيات الرئيس أثناء إجرائه جراحة في القولون، وفي فترة رئاسة بوش نفسه فوض نائبه ديك تشيني صلاحيات الرئيس مرتين أثناء إجرائه جراحتين في القولون أيضًا.