لايزال العالم في محاولات مستمرة للتعايش مع الضيف الثقيل الوافد الي البشرية منذ نهاية العام الماضي والذي ألقى بظلاله على شتى مناحي حياتنا اليومية الاجتماعية والصحية و الاقتصادية، وبعد ظهور الصفات التشريحية لعدد كبير من ضحايا هذا الفيروس المستجد في أوروبا خصوصًا في إيطاليا و في الولاياتالمتحدةالامريكية والتي أظهرت وجود العديد من التجلطات داخل الاوعية الدموية الرئوية، والتي كانت في الأغلب هي السبب المباشر في حدوث هذه الوفيات . وتبين أيضًا أن هذه التجلطات الرئوية هي المسئولة عن ظهور العلامات المُمَيِزة للاصابة بفيروس كورونا في اشعات الصدر المقطعية والتي يعتمد عليها جميع الأطباء المتخصصين في تأكيد التشخيص بالاصابة بالمرض ، حتى أن كثيرًا من العلماء ذهب إلى ان ظهور هذه العلامات المميزة في الاشعة المقطعية أدق وأكثر حساسية من نتائج المسحة الخاصة بالفيروس PCR-SARS-CoV-2. وأصبح رجل الشارع العادي على دراية بالمصطلح الطبي الخاص بهذه العلامات (Ground Glassing) و على دراية أيضًا بقدرة هذا الفيروس على احداث تلك الجلطات الرئوية، وبالتالي أصبح الحديث الشاغل والصوت الذي لا يعلوه صوت بين جميع المرضي المصابين وذويهم هل نحتاج الي مضادات للتجلط حتى نحمي أنفسنا من حدوث أي جلطات رئوية محتملة والإجابة المباشرة هي ؛ ليس كل مرضي COVID-19 في حاجة إلى إضافة مضادات تجلط إلى البروتوكول العلاجي الخاص بهم . ومعظم الحالات البسيطة لا تحتاج إلى هذه النوعية من الأدوية، ولكن من ناحية أخرى نجد بالفعل أن الاعتماد على هذه الادوية يتزايد في حالات الاصابة المتوسطة و الشديدة . ومن ثم يقوم الطبيب المتخصص بتحديد نوع مضاد التجلط المطلوب و المدة الزمنية اللازمة لاستخدامه مستندًا في ذلك علي عدد كبير من العوامل منها سن المريض و شدة الاصابة الظاهرة في الاشعة المقطعية و هل يتناول هذا المريض أدوية مزمنة قد تتعارض مع اضافة مضادات التجلط أم لا بالإضافة إلى بعض نتائج تحاليل الدم وعوامل أخرى كثيرة، ويتم دراسة كل هذه المتغيرات لكل حالة علي حدة بدقة شديدة قبل كتابة الوصفة الطبية . وأخيرًا نستنتج أنه مما لا شك فيه ان مضادات التجلط تعتبر أحد أهم الركائز الرئيسية التي تتضمنها مختلف البروتوكولات العلاجية الخاصة بمرضي COVID-19 , لكن لا يجب ان تُستخدم الا من خلال مقدم الخدمة الطبية المختص حتي يحصل المريض علي أفضل نتائج وأقصي استفادة ممكنة مع أقل قدر ممكن من الآثار الجانبية.