الإعمار ومكافحة الإرهاب.. مصر في مهمة إفريقية جديدة عبر بوابة مجلس الأمن والسلم

دور مصر داخل القارة السمراء لم ينقطع بل يمتد منذ فجر التاريخ، وتسعى لأن يعم السلام والأمن والاستقرار داخل قارة أفريقيا، واليوم تتسلم مصر رئاسة مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الأفريقي لمدة شهر تناقش من خلاله ملفات عدة تهم القارة السمراء وشعوبها.
خلال مدة رئاسة مصر لمجلس الأمن والسلم الأفريقي تمتلئ الحقيبة المصرية بالعديد من الملفات والموضوعات الهامة والتى تهدف إلى تحقيق وتنسيق المواقف الأفريقية المُشتركة في العديد من الملفات الحيوية.
إقرأ أيضا: قلب أفريقيا النابض.. مصر تمد يدها للنهوض بالقارة السمراء
بالتأكيد لن يخلو الحديث خلال المدة التى تتراسها مصر لمجلس الأمن من ملف مُكافحة الإرهاب والتطرف بأفريقيا وحول العالم، فمصر دائما تسعى لدحض الجماعات المتطرفة والعمليات الإرهابية التى تريد استنزاف ثروات الشعوب.
اقرأ أيضا: أفريقيا في قلب الرئيس.. السيسي يدافع عن القارة السمراء أمام العالم بالأمم المتحدة | تفاصيل
وخصصت جلسة لمُناقشة ظاهرة المُقاتلين الإرهابيين الأجانب وخطورة تأثيراتها على حالة السلم والأمن بالقارة، فضلًا عن عقد جلسة أخرى للنظر في سُبل تفعيل مُقترح استحداث قوة أفريقية لمُكافحة الإرهاب كجزء من القوة الأفريقية الجاهزة، والذي قرره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في ختام رئاسته للاتحاد الأفريقي، بناء على طلب القادة الأفارقة، وذلك وفقا لما صرح به السفير أسامة عبد الخالق، سفير مصر في أديس أبابا ومندوبها الدائم لدى الاتحاد القاري.
إعادة الإعمار
يد تبنى وأخري تحارب الإرهاب تلك هى استراتجية مصر الداخلية والخارجية، فالرئيس عبد الفتاح السيسي دائم الحديث عن محاربة الإرهاب وفى نفس يجب تحقيق التنمية والأعمال والنهوض بالشعوب، وعليه تعطى مصر أولوية هامة لملف إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات.
فمن المقرر أن يعقد مجلس الأمن والسلم الأفريقي تحت الرئاسة المصرية جلسته الحوارية السنوية مع لجنة الأمم المُتحدة لبناء السلام لتبادل الآراء وأفضل الممارسات فيما يتعلق بدعم الدول الأفريقية في مرحلة ما بعد الصراعات المسلحة.
وقال ، إن بلاده «تتشرف خلال هذا الشهر بقيادة أعمال الجهاز الأفريقي الرئيسي المعني بموضوعات السلم والأمن في القارة».
وشهدت الأسابيع الماضية تشاورًا مُكثفًا بين وزارة الخارجية المصرية ومُفوضية الاتحاد الأفريقي لبلورة برنامج رئاسة مصر للمجلس، وفقا لتصريحات السفير المصري، التي نقلتها وكالة (أنباء الشرق الأوسط) الرسمية.
وأشار عبد الخالق إلى أن برنامج مصر لرئاستها المُرتقبة للمجلس يعكس حجم اهتمامها الكبير والثابت بالشأن الافريقي.
الوضع فى السودان
تحرص مصر دائما على دعم البلد الأفريقي الشقيق السودان، حيث تضع مصر خلال فترة ترأسها مجلس الأمن والسلم الأفريقي، الأوضاع في السودان ضمن أجندتها حيث تدعم التطورات الإيجابية المُتعددة على صعيد تنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية، وكذا لمساعي حشد دعم المُجتمع الدولي للاقتصاد السُوداني.
حقوق الإنسان
دعم حقوق الإنسان فى القارة السمراء الغاية التى تسعى إليها مصر وعليه سيتم عقد جلسة الحوار السنوي بين المجلس واللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب خلال فترة الرئاسة المصرية، في إطار إسهامات مصر المُتواصلة المساندة للجهود الأفريقية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان.
دور المرأة
فضلًا عن عقد جلسة مفتوحة حول دور المرأة في السلم والأمن، بمُناسبة الذكرى العشرين لقرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلم والأمن، ومن منطلق المساندة المصرية لجهود تمكين المرأة وحماية حقوقها والمُساواة بين الجنسين بما في ذلك في الحالات التي يتهدد فيها السلم والأمن، وذلك وفقا لما صرح به السفير أسامة عبد الخالق.
جدير بالذكر أن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، يعد جهاز دائم لصنع القرارات داخل الاتحاد ويكون مسؤل عن منع النزاعات وإدارتها وتسويتها داخل الإتحاد ويكون مجلس السلم والأمن من ترتيبات الأمن الجماعي والإنذار المبكر لتسهيل الاستجابة الفعالة وفي الوقت المناسب لأوضاع النزاعات والأزمات في أفريقيا .
يقوم هذا المجلس منذ إطلاقه عام 2009 على مجموعة مبادئ أهمها التسوية السلمية للخلافات والنزاعات، واحترام سيادة القانون والحقوق والحريات الأساسية للانسان واحترام قدسيةحياة الانسان والقانون الانساني الدولي، واحترام سيادة ووحدة أراضي الدول الأعضاء.
منذ إنشائه يسعى مجلس السلم والأمن الأفريقي إلى تحقيق عدة أهداف أهمها :-
- تعزيز السلام والأمن والاستقرار في افريقيا من أجل ضمان حماية وحفظ حياة وممتلكات ورفاهية الشعوب الافريقية وبيئتها وكذلك خلق الظروف المواتية لتحقيق التنمية المستدامة .
‌- ترقب ومنع النزاعات وفي حالات حدوث النزاعات تكون مسئولية مجلس السلم والأمن هي تولي مهام إحلال وبناء السلام بغية تسوية هذه النزاعات .
- تعزيز وتنفيذ الأنشطة المتعلقة ببناء السلام وإعادة التعمير في فترةما بعد النزاعات وذلك لتعزيز السلام والحيلولة دون تجدد أعمال العنف .
- تنسيق ومواءمة الجهود القارية الرامية إلي منع ومكافحة الإرهاب الدولي بكافة جوانبه.
- وضع سياسة دفاع مشترك للاتحاد طبقًا للمادة 4
- تعزيز وتشجيع الممارسات الديمقراطية والحكم الرشيد وسيادة القانون وحماية حقوق الإنسان وحرياته الأساسية واحترام قدسية حياة الانسان والقانون الإنساني الدولي وذلك كجزء من الجهود الرامية إلي منع النزاعات.