سلطت الصحف المصرية الصادرة اليوم الثلاثاء الضوء على لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع وزير خارجية أرمينيا زوهراب مناتساكنيان، حيث تم التوافق على أهمية تقويض التدخلات الخارجية في المنطقة، وكذلك على تخفيف الحكومة إجراءات مواجهة كورونا عقب الاطمئنان على الوضع الصحي للدولة، ومواصلة مصر تقديم المساعدات للسودان الشقيقة في أزمتها. فقد أبرزت صحف (الأهرام والأخبار والجمهورية) تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على الخصوصية التاريخية للعلاقات المصرية الأرمينية، وتشديده على حرص مصر على تعزيز آليات التعاون المشترك بين البلدين على مختلف الأصعدة؛ بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الصديقين، وذلك خلال استقباله لوزير خارجية أرمينيا زوهراب مناتساكنيان، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والسفير الأرميني بالقاهرة. ونقلت الصحف عن السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية تصريحاته بأن الرئيس السيسي رحب بزيارة وزير خارجية أرمينيا إلى القاهرة، وأشار إلى أن وزير الخارجية الأرميني نقل تحيات رئيس أرمينيا إلى الرئيس السيسي.. معربا عن اعتزاز بلاده بما يربطها بمصر من علاقات تعاون وثيقة وبناءة، لا سيما في ظل الجالية الأرمينية الكبيرة المتواجدة في مصر وما تلقاه من رعاية كريمة، وكذلك لما تتمتع به مصر من مكانة متميزة وثقل دولي وإقليمي ودور محوري متزن في المنطقة، ومؤكدا اهتمام أرمينيا المتبادل بتعزيز مسيرة التعاون المشترك بين البلدين، خاصةً على الصعيد السياحي والثقافي والتجاري والاقتصادي. وأضاف المتحدث الرسمي - وفقا للصحف - أن اللقاء شهد تبادل الرؤي ووجهات النظر تجاه الملفات الإقليمية في المنطقة، بما فيها تطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا ولبنان والقضية الفلسطينية، حيث تم التوافق بين الجانبين على أهمية تقويض التدخلات الخارجية في المنطقة والتي تسعى إلى تحقيق مكاسب مباشرة لصالح مطامعها الخاصة ومنفعتها الذاتية على حساب الأمن والاستقرار ومقدرات الشعوب. وأشار السفير بسام راضي إلى أنه تم خلال اللقاء التطرق إلى بعض موضوعات التعاون الثنائي بين البلدين في سياق زيادة فرص الاستثمار المتبادل وتعظيم حجم التبادل التجاري، خاصةً في قطاعات الصناعات الدوائية والتعليم الفني والسياحة، بالإضافة إلى التنسيق وتبادل المعلومات بين الأجهزة المعنية. وفيما يخص ملف كورونا، اهتمت الصحف بإصدار اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا المستجد حزمة من القرارات الجديدة والتي يبدأ تنفيذها اعتبارا من 21 سبتمبر الجاري، والتي تشمل الموافقة على عقد صلوات الجنازة في المساجد، التي لها ساحات فضاء مكشوفة، في غير أوقات الصلوات اليومية، مع مراجعة هذه القرارات حسبما تستدعي الظروف المستجدة. ونقلت الصحف عن المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء، تصريحاته بأن ذلك جاء خلال رئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، اجتماع اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا المستجد، عبر تقنية "فيديو كونفرانس"، وذلك بحضور عدد من الوزراء والمسئولين. وأشار - وفقا للصحف - إلى أنه تمت الموافقة على السماح باستئناف إقامة الأفراح بالأماكن المكشوفة، بالمنشآت السياحية والفندقية الحاصلة على شهادة السلامة الصحية، بحد أقصى 300 فرد، وينطبق نفس القرار على الاجتماعات والمؤتمرات بنسبة حضور 50 % وبحد أقصى 150 فردا، والموافقة على تنظيم المعارض الثقافية، ليبدأ ذلك بمعرض الكتاب بالإسكندرية، ويتم تنفيذ ذلك في أماكن مفتوحة، بنسبة حضور لا تتعدى 50 % مع تطبيق الإجراءات الاحترازية. وأضاف المستشار نادر سعد أنه تمت الموافقة كذلك على إقامة معرض "أهلا بالمدارس" بداية من يوم 20 سبتمبر الجاري، مع تنفيذ كل الإجراءات الاحترازية، وستتم إقامته بأرض المعارض، باعتباره حدثا هاما ينتظره أولياء الأمور ليخفف عنهم الأعباء، كما تمت الموافقة على استئناف أنشطة تعليم الكبار، وعودة فتح فصول محو الأمية، مع تطبيق كل الإجراءات الاحترازية. وتابع أن اللجنة وافقت على عودة تدريبات الدرجة الثانية لكرة القدم، وبدء الهيئات الرياضية والشبابية في إتاحة استخدام حمامات السباحة التدريبية والترفيهية، كما حددت اشتراطات فتح دور الحضانات بالأندية ومراكز الشباب، وكذا المناطق المفتوحة للمناسبات بالأندية ومراكز الشباب، مع تطبيق كل الإجراءات الاحترازية المحددة. من جانبه أكد وزير الطيران المدني محمد منار - خلال الاجتماع - على اتباع وتنفيذ جميع الإجراءات الاحترازية في كل المطارات المصرية التي بدأت تشغيلها. وخلال الاجتماع، استعرضت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، الموقف الحالي لمواجهة فيروس كورونا حتى اليوم، من حيث إجمالي عدد حالات الشفاء وإجمالي عدد المصابين وحالات الإصابة الجديدة. وأشارت الوزيرة إلى أن الفترة من 5 – 11 سبتمبر الجاري شهدت انخفاضا طفيفا في معدل الإصابة مقارنة بالأسبوع السابق عليه، موضحة أنه تم عقد مقارنة لعشرين دولة من الدول الأبرز من حيث انتشار فيروس كورونا والتي بينت أن معدل انتشار فيروس كورونا في مصر يحتل المرتبة الأخيرة. وتطرقت الدكتورة هالة زايد إلى نسب الإشغال بمستشفيات العزل، وعددها 21 مستشفى، والتي أوضحت أن الأسرة الداخلية بهذه المستشفيات مشغولة بنسبة 14%، وأسرة الرعاية المركزة بنسبة 47%، فيما بلغت نسبة إشغال أسرة التنفس الصناعي 13%. كما تناولت موقف تطور لقاحات فيروس كورونا عالميا، مشيرة إلى أنه تم اختيار توفير جرعات من اللقاحات التي وصلت للمرحلة الثالثة من التجارب السريرية، في الوقت الذي يتسابق الباحثون في جميع أنحاء العالم لتطوير اللقاحات حيث تتابع منظمة الصحة العالمية أكثر من 180 لقاحا يجري تطويرها، مشيرة إلى موقف مصر من تأمين توافر لقاح فيروس كورونا من خلال توفير جرعات من 3 لقاحات، حيث تم التنسيق مع منظمة التحالف العالمي للقاحات والتحصين "جافي" على إدراج مصر ضمن الدول المتلقية لشريحة الأسعار المخفضة، وذلك ضمن 4 دول وافق التحالف على إدراجها. وفي سياق متصل، قالت الدكتورة هالة زايد إن وزارة الصحة تتولى إدارة تجارب "لأجل الإنسانية" بناء على بروتوكولات التجارب المعتمدة من شركة "جي 42 للرعاية الصحية"، وبناء عليه تم افتتاح مركز لفحص ومشاركة المتطوعين الذين قاموا بالتسجيل على الموقع الإلكتروني للوزارة الذي تم تدشينه لتسجيل الراغبين بالمشاركة في التجارب السريرية، لافتة إلى أنه من المتوقع أن يشارك 6000 متطوع في مصر، وأن 11 متطوعا قاموا بالاشتراك في اليوم الأول. وخلال الاجتماع، سلطت الوزيرة الضوء أيضا على وضع السياحة في كل من محافظاتالبحر الأحمر وجنوب سيناء ومرسى مطروح، من حيث أعداد الفنادق المدربة على الإجراءات الاحترازية، وأعداد المتدربين على الإجراءات الوقائية وعدد التصاريح التي صدرت للمنشآت السياحية وعدد أجهزة ال PCR ومعدل الاستيعاب اليومي للعينات. وأشارت الوزيرة إلى الدليل الاسترشادي الذي تم وضعه بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في إطار خطة فتح المدارس والذي يتضمن إجراءات مكافحة الأمراض المعدية عند إعادة الفتح، ومعايير الشروط الصحية الواجب توافرها لضمان سلامة الطلاب، وإقامة برامج تدريبية لضمان العودة الآمنة للطلاب والمعلمين، كما تناولت في الوقت ذاته إجراءات الربط الإلكتروني بين الوزارتين لضمان تتبع الحالات الإيجابية. ووفقا للصحف سلطت الوزيرة الضوء على خطة الاستعداد للموجة الثانية المحتملة لانتشار فيروس كورونا، والتي تنقسم إلى أربعة محاور، المحور الأول خاص بمنافذ الخدمة الصحية الآمنة حيث سيتم ضم 320 مستشفى عاما ومركزيا بالإضافة إلى مستشفيات الحميات والصدر، مع زيادة وتيرة العمل بمبادرة رئيس الجمهورية للأمراض المزمنة من خلال منافذ آمنة، وزيادة قدرة معامل تحاليل الحمض النووي للضعف تقريبا. المحور الثاني، وفقا لما عرضته الوزيرة، هو توفير المستلزمات والأدوية من خلال تجهيز احتياطي استراتيجي للأدوية، أما المحور الثالث فهو حوكمة النظام الصحي من خلال تشغيل 27 غرفة عمليات فرعية مرتبطة بالغرفة المركزية لسرعة تسكين الحالات، ومنع الدخول من خلال أي منفذ (بري أو بحري أو جوي) للقادمين بدون إحضار تحليل سلبي للحامض النووي. أما المحور الرابع ضمن خطة الاستعداد للموجة الثانية المحتملة فهو الاهتمام بتوفير الأمصال والطعوم من خلال تجهيز خط إنتاج أحد مصانع الشركة القابضة للأمصال (فاكسيرا) بالتعاون مع إحدى الشركات الصينية، إلى جانب توقيع مذكرة تفاهم مع "جافي" لتوفير نسبة من تعداد السكان من لقاح "سترازينكا" الذي تطوره جامعة أكسفورد. وفي نهاية عرضها، أشارت الدكتورة هالة زايد إلى قيام وزارة الصحة بتدريب الأطقم الطبية على بروتوكولات العلاج ومعايير مكافحة العدوى في كل من مستشفيات الحميات والصدر ومستشفيات العزل. وفي إطار علاقات مصر بجيرانها، سلطت الصحف الضوء على مواصلة مصر تقديم المساعدات إلى السودان، حيث أقلعت طائرة نقل عسكرية من قاعدة شرق القاهرة الجوية متجهة إلى مطار الخرطوم محملة بأطنان من المواد الغذائية شارك في إعدادها عدد من مؤسسات المجتمع المدنى في مصر بالتنسيق مع الجانب السوداني، وذلك استمرارا لتنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بمواصلة فتح الجسر الجوي لتقديم المساعدات العاجلة إلى الأشقاء من متضرري السيول بجمهورية السودان. وأشارت الصحف إلى إشادة المسئولين من الجانب السوداني لوقوف مصر قيادة وشعبا مع الشعب السوداني في أزمته الحالية، معربين عن خالص امتنانهم وشكرهم العميق لهذا الجسر الجوي الذي استمر يتدفق من مصر على مدار الفترة الماضية، مشيرين إلى أن وقوف مصر إلى جانب أشقائهم السودانيين هو أمر متوقع من مصر الشقيقة الكبرى لدول القارة السمراء. ونوهت الصحف بأن تلك المساعدات تأتي تأكيدا على دور مصر الفاعل لدعم الجهود الإنسانية الإقليمية والدولية الرامية للتخفيف من معاناة الشعب السوداني.