في أحد شوارع بغداد وقفت سيارة سوداء مكشوفة اللون تستند على 4 عجلات كبيرة سوداء بها أبواب صغيرة ومقاعد تكفي لخمسة أشخاص ومقصورة قيادة ضخمة ومرآتان جانبيتان. وفجأة التف حوالها المارة يشاهدون ماذا يجرى وما هذا الاختراع الجديد الذي لم يشاهدونه من قبل و "اتقلبت" الدنيا رأسًا على عقب، الكل يتسارع في لمسها ومحاولة استقلالها لمعرفة ماذا يحوي هذا الاختراع، فقد اعتاد أهل العراق على الاستعانة بالعربات التي تجرها الخيول للتنقل داخل البلاد وقضاء المشاوير السريعة. وفي عام 1908، انفرد القائد "ديفد فوربس" – بائع العرقسوس- وهو اسكتلندي الجنسية بظهور بتلك السيارة التي خطفت الأنظار لدرجة أن أهل العراق كانوا ينظرون أسفل السيارة معتقدين أنها تُجر ب"خيل خفي" يكمن في باطن السيارة ولا يراه أحد. السيارة كانت من نوع نوع الأولدزمبيل، وقد سافرت وبدأت مشوارها من الاسكندرية لحلب، وكانت هناك بعض الصعوبات التي واجهت "فوربس" فالطقس كان سيئًا للغاية والخزان قد تعرض للنفاذ أكثر من مرة خلال الرحلة وتجمع المارة حول السيارة لمشاهداتها مما أدى إلى تدخل الشرطة. ولكن بعد رحلة شاقة تعرض لها "فوربس" قرر ترك السيارة والعودة إلى بلاده تاركًا السيارة بعدما استهلكت 500 لتر وقود.