وزير التعليم يوجه بالاهتمام لزيادة عدد المدارس المعتمدة    بالصور.. تسريب مياه داخل إحدى السفن بغاطس البحر المتوسط في بورسعيد    قطاع الدراسات العليا بجامعة القناة يعلن مواعيد امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني    محافظ المنيا: تكثيف الحملات الرقابية على مخابز الخبز السياحى والفينو    مدبولي: الأحد 5 مايو والإثنين 6 مايو إجازة رسمية بمناسبة عيد العمال وشم النسيم    توريد 15 ألفا و200 طن قمح بكفر الشيخ    وصلت إلى 100 جنيه.. تعرف على أسعار السجائر في المحال بعد تطبيق الزيادة الجديدة    الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى    جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف مناطق لحزب الله في جنوب لبنان    المصري: نرفض اتهامنا بالتزوير شكلا وموضوعا في أزمة دوري 2003    عاجل.. نجم ريال مدريد يستقر على الرحيل وسط مراقبة أندية دوري روشن    كاستيلو: مواجهة عنابة بروفة قوية لمباراة نصف النهائي بكأس الكؤوس لليد    كولر يشرح خطة مواجهة مازيمبي الحاسمة في محاضرة فنية    السجن 6 سنوات لمتهم بالاتجار في مخدر الحشيش بمنطقة العجوزة    شعرت به فهشم رأسها.. تجديد حبس متهم بقتل مسنة لسرقتها بالقاهرة    عاجل من التعليم بشأن امتحانات الثانوية العامة    وقف نظر دعوى مدير حملة أحمد طنطاوي بقضية تزوير التوكيلات الشعبية    وزير الأوقاف من الرياض: نرفض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته    تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية من ارتفاع درجات الحرارة ونصائح الوقاية في ظل الأجواء الحارة    حنفي جبالي يفتتح الجلسة العامة للبرلمان    حالات لا يشملها المخالفات المرورية السعودية..طريقة طلب اعفاء من المخالفات المرورية    الإسكواش، تعرف على مواجهات اليوم في ربع نهائي بطولة الجونة    وزير الاتصالات يناقش مع نظيره الليتواني تعزيز التعاون المشترك    مجلس النواب يستمع إلي البيان المالي للحكومة لموازنة 2024-2025    افتتاح الملتقى العلمي الثاني حول العلوم التطبيقية الحديثة ودورها في التنمية    رئيس الأركان الإيراني: ندرس كل الاحتمالات والسيناريوهات على المستوى العملياتي    تضرر سيارات وبنك وعقار، انتداب المعمل الجنائي لبيان سبب حريق الجمالية    إصابة 21 موظفا بإحدى الشركات بحادث انقلاب أتوبيس بطريق السويس (صور)    سر الاحتفال باليوم العالمي للكتاب يوم 23 أبريل    قائمة أفلام عيد الأضحى 2024..أفضل الأعمال الجاري عرضها    الرئيس السيسى يضع إكليلا من الزهور على النصب التذكارى للجندى المجهول    بمناسبة اقتراب شم النسيم.. أسعار الرنجة والفسيخ اليوم الثلاثاء 23/4/2024    وزيرا التعليم العالي والصحة يشهدان حفل تكريم الفائزين بجوائز "السعودي الألماني"    شعبة الأدوية: انفراجة في توفير كل أنواع ألبان الأطفال خلال أسبوع    زلزال بقوة 5 درجات يضرب المنطقة البحرية قبالة محافظة هوالين فى تايوان    جامعة القاهرة: دخول جميع الطلاب امتحانات نهاية العام دون حرمان غير المسددين للمصروفات    رسولوف وهازنافيسيوس ينضمان لمسابقة مهرجان كان السينمائي    توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 23 أبريل 2024.. «الجدي» المال في طريقك و«الميزان» يجد شريك مناسب    نيللي كريم تثير فضول متابعيها حول مسلسل «ب100 وش»: «العصابة رجعت»    قتلى في تصادم طائرتين هليكوبتر بماليزيا (فيديو)    محافظ شمال سيناء يستقبل وزير الشباب والرياضة خلال زيارته للعريش (صور)    توفيق السيد: غياب تقنية الفيديو أنقذ الأهلي أمام مازيمبي.. وأرفض إيقاف "عاشور"    إسماعيل بامبا: مستمر مع بتروجت.. ولدي بعض العروض    مصرع سائق في تصادم سيارتين على صحراوي سوهاج    الرئيس البولندي: منفتحون على نشر أسلحة نووية على أراضينا    الدفاعات الأوكرانية: دمرنا جميع الطائرات المسيرة التي أطلقتها موسكو خلال الليل    متحدث العمل: تعيين ما يقارب 14 ألفا من ذوي الهمم منذ بداية 2023    طلاب الجامعة الأمريكية يطالبون الإدارة بوقف التعاون مع شركات داعمة لإسرائيل    الإفتاء: لا يحق للزوج أو الزوجة التفتيش فى الموبايل الخاص    بدرية طلبة تشارك جمهورها فرحة حناء ابنتها وتعلن موعد زفافها (صور)    ملتقى القاهرة الأدبي.. هشام أصلان: القاهرة مدينة ملهمة بالرغم من قسوتها    مصرع عامل دهسه قطار الصعيد في مزلقان سمالوط بالمنيا    أستاذ مناعة يحذر من الباراسيتامول: يسبب تراكم السموم.. ويؤثر على عضلة القلب    خلال ساعات العمل.. أطعمة تجعل الجسم أكثر نشاطا وحيوية    "بأقل التكاليف"...أفضل الاماكن للخروج في شم النسيم 2024    مستدلاً بالخمر ولحم الخنزير.. علي جمعة: هذا ما تميَّز به المسلمون عن سائر الخلق    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    علي جمعة: منتقدو محتوى برنامج نور الدين بيتقهروا أول ما نواجههم بالنقول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجارة الخيول.. الثروة المنسية
1207 مزارع و«الزهراء» في الصدارة.. والأردن والكويت آخر العائدين للاستيراد

هي الصناعة المنسية، والتجارة التي لا تجد الاهتمام الكافي، والهواية التي يفضلها الكثيرون، الخيول العربية الأصيلة تجارة وصناعة وليست هواية فقط، تحاول الدولة حاليا إعادة إحيائها من جديد بعد سنوات طويلة من المعاناة والتردي.. الكل يعشق الخيل، ومصر تمتلك ثروة هائلة من الخيول العربية الأصيلة التي يمكن أن تشكل قيمة كبيرة للاقتصاد القومي إذا ما تم الاهتمام بها بالشكل اللائق، فالحصان الواحد قد يصل سعره إلي ملايين الدولارات، ولكن أولا يجب حل المشاكل التي تسببت في تأخير وصول هذه الصناعة إلي ما تستحقه والتي كانت سببا رئيسيا في حظر الاتحاد الأوروبي للاستيراد من مصر لما يقرب من 7 سنوات منذ عام 2010 وحتي 2017، ولكن وبعد رفع هذا الحظر ومع عودة التصدير إلي دول الكويت والعراق والأردن بعد توقف دام لسنوات أيضا فإنه يجب العمل بكل جدية لمنع حدوث أي مشاكل جديدة.. وخلال الفترة الماضية تم تصدير ما يقرب من 100 حصان لدول الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول العربية وهو ما يبشر بمرحلة جديدة لهذه الصناعة التي يمكن أن تكون سببا في زيادة الدخل القومي وتوفير مزيد من فرص العمل خاصة في المزارع الخاصة التي تنتشر بالمحافظات والتي يصل عددها وفقا لسجلات محطة الزهراء لتربية الخيول، صاحبة الإشراف عليها، إلي ما يقرب من 1207 مزارع، كما أن عدد الخيول التي تم تسجيلها بمحطة الزهراء وهي المحطة الحكومية الوحيدة وتتبع وزارة الزراعة وصل إلي 16 ألف حصان.. »الأخبار»‬ تفتح ملف صناعة الخيول العربية الأصيلة وما يمكن أن تحققه للاقتصاد القومي، فضلا عن حلم مدينة الخيول التي بدأت الدولة في دراستها جديا والتي ستعتبر نقلة كبيرة في هذا القطاع حيث ستضم مزرعة تربية ومستشفي وأماكن للسباقات الدولية ومدارس للفروسية ومصنع للبيوجاز وغيرها من المشروعات التي ستساعد في توفير الآلاف من فرص العمل أمام الشباب وهو ما يحول مصر إلي أكبر منطقة للاستثمار في الخيول بالشرق الأوسط.
محطة الزهراء.. معقل القوة والجمال
»‬مناضل وحاسم وشافع ودري» أشهر الطلائق.. و»‬تفاني وبرلنتي وعنادل وطرب» أهم الفرسات
مناضل وحاسم وشافع ودري أشهر الطلائق.. وتفاني وبرلنتي وعنادل وطرب أهم الفرسات
في نهاية شارع أحمد عصمت بمنطقة عين شمس، تقع إحدي أهم محطات تربية الخيول العربية الأصيلة في مصر والمنطقة العربية، إنها محطة الزهراء للخيول، التابعة لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والتي تم إنشاؤها منذ ما يقرب من 91 عامًا، علي مساحة 60 فدانًا بهدف الحفاظ علي الخيول المصرية، حيث إنها تشرف علي ما يقرب من 1000 مزرعة خيول.
المحطة تعمل تحت إشراف الهيئة الزراعية المصرية وتستهدف تجميع كل الخيول الموجودة في مصر وتربيتها في بيئة مشابهة لظروف الحياة الطبيعية، وكذلك عمل سجلات لهذه الخيول وأنسابها، فضلا عن وضع خطط لتربية الخيول للحفاظ علي السلالات العريقة، كما تستعين محطة الزهراء بعدد من المهندسين الزراعيين لوضع أنظمة غذائية للخيول.
وأكد د.خالد توفيق رئيس مجلس إدارة الهيئة الزراعية المصرية، أن تربية الخيول العربية الأصيلة ليست مجرد هواية بل إنها أصبحت صناعة واستثمارا كبيرا يجب أن يحظي بالاهتمام المطلوب، وأشار إلي أن مصر تعمل في مجال الخيول الأصيلة منذ بدايات القرن الماضي حيث تعتبر الخيول المصرية العربية الأصيلة الأفضل في العالم والأكثر طلبا علي المستوي المحلي والدولي.
وأوضح أن الهيئة يرجع تاريخها إلي عام 1898، وتتبعها محطة الزهراء للخيول العربية التي تأسست عام 1928، حيث أخذت الهيئة علي عاتقها ومن خلال محطة الزهراء مهمة الاحتفاظ بالخيول المصرية وتنمية هذا القطاع، وأضاف أن الخيول العربية الأصيلة تتبع 5 سلالات هي الصقلاوية والدهمانية والكحيلانية والعبيانية والهدبانية.
وأوضح توفيق أن هناك برنامجا تدريبيا سنويا واضح المعالم للخيول الغرض منه الحفاظ علي هذه العائلات والسلالات بما يجعلها تستمر في الاحتفاظ بأعلي الصفات الوراثية لكل منها، وأشار إلي أن محطة الزهراء تقيم مزادين كل عام لبيع نتاج الخيول الزائدة عن حاجتها ولكن العالم الحالي سيتم ولأول مرة تنظيم مزاد ثالث الشهر المقبل.
وأضاف أن المحطة تضم أهم إدارة للعمل في مجال الخيول وهي الإدارة العامة للتسجيل والتي تعتبر حلقة الوصل بين جميع المربين والمزارع ومنظمة الواهو »‬waho» وهي المنظمة الدولية للخيول العربية الأصيلة، وأشار إلي أنه من خلال هذه الإدارة تم تسجيل ما يقرب من 16 ألف حصان، كما أن عدد المزارع التي تشرف عليها المحطة يصل إلي أكثر من 1000 مزرعة، في حين أن عدد الخيول بمحطة الزهراء يصل إلي 420 رأس خيل عربي أصيل، كما أن هناك خدمة إيواء لخيول المربين تتراوح بين 90 إلي 100 حصان.
وأشار إلي أن محطة الزهراء تقيم مهرجانا سنويا في نهاية شهر أكتوبر أو بداية نوفمبر من كل عام يتضمن مسابقتين إحداهما محلية والأخري دولية ويستمر لمدة 4 أيام، وقال: نحن نقوم حاليا بالتجهيز لهذا المهرجان الذي يشارك فيه خيول من عدد من دول العالم ويحظي بمتابعة كبيرة من قبل كل المهتمين بالخيول.
وأوضح توفيق، أن الحصان العربي المصري الأصيل له قيمة كبيرة محليا ودوليا نظرا لأنه يتميز بسعة قفصه الصدري وكبر حجم جهازه التنفسي مقارنة بأنواع الخيل الأخري، ما يعني سعة أكبر لاستيعاب الأكسجين، ما يعطيه القوة والطاقة وسرعة الجري الأعلي مقارنة بالأنواع الأخري، إضافة إلي رشاقة الجسم واستقامة الظهر وطول الرقبة وصغر حجم الرأس.
وحول طريقة تحديد أسعار الخيول، قال رئيس الهيئة الزراعية إن السعر يتحدد وفقا للنوع والسلالة والجنس والعمر، وقد يبدأ سعر الحصان الواحد بعشرات الألوف من الجنيهات ويصل إلي ملايين الجنيهات حسب حالة كل حصان.
وأكد أن السلالات الموجودة في محطة الزهراء هي أصل الحصان العربي المصري الأصيل، كما أن المحطة تعد الجهة الوحيدة المسئولة عن عملية ترقيم وختم وتنسيب الحصان علي مستوي الجمهورية، بعد عمل تحليل DNA للأمهار المولودة، بمعرفة المعمل المصري بمعهد بحوث صحة الحيوان، ثم إصدار شهادات النسب والتعريف والتصدير والاستيراد.
وأشار تقرير للمحطة أن أشهر طلائق الخيول بها هي ضفاف، البدر، مناضل، حاسم، وصاف، سيوف، الراجل، شافع، ملاك، دري، مجاسر، في حين أن أشهر فرسات محطة الزهراء ورداية، تفاني، رفيدة، جفة، برلنتي، درر، لمي، خوخة، عنادل، بلسم، يسيرة، شعائر، اعلام، طرب، ريحانة، فرحتي، ملايكة، بكينام، استحسان، وحراير.
مدينة الخيول.. حلم ينتظر التنفيذ
3 مليارات جنيه للمرحلة الأولي.. والبداية بمدرسة ومستشفي وساحات للمسابقات ومصنع للوقود الحيوي
لايزال حلم تأسيس مدينة متكاملة لصناعة وتجارة الخيول العربية الأصيلة ينتظر التنفيذ، ورغم إعلان وزارة الزراعة عن البدء في عمل مخطط متكامل لها يضم كل ما تحتاجه هذه الصناعة للنهوض وتحقيق عائدات مجزية للدولة والمربين، إلا أن المشروع لم يدخل حيز التنفيذ حتي الآن.
وتصل التكلفة المبدئية للبنية الرئيسية لمدينة الخيول في مرحلتها الأولي إلي 3 مليارات جنيه، وتأتي المقترحات الحكومية لإنشاء مدينة الخيول الجديدة، بسبب تأثير الزحف العمراني الشديد علي محطة الزهراء للخيول، والتي تعرضت خلال العقود الماضية للتآكل في المساحة، نتيجة الزحف العمراني لمدينة القاهرة، حيث انخفضت المساحة من 74 إلي أقل من 50 فدانا.
وزارة الزراعة أعلنت البدء في إنشاء قاعدة بيانات للخيول وقياس مدي إمكانية ربطها بكارت الفلاح الذكي الذي تعده وزارة الزراعة حاليا، فضلا عن تطبيق برامج التقصي لمختلف الأمراض التي تهدد الصناعة، وحل المشاكل المتعلقة بتحليل أمراض الخيول سواء فيما يتعلق بتأخر الإعلان عن نتائج التحليل، أو فيما يتعلق بتنسيب الخيول، وذلك لرفع كفاءة إجراءات التحليل وسحب العينات بالتنسيق بين محطة الزهراء للخيول وهيئة الخدمات البيطرية ومعهد صحة الحيوان.
المدينة الجديدة والتي من المقرر إقامتها بمدينة السادس من أكتوبر ستكون علي مساحة تتجاوز الألف فدان وتشمل مستشفي دوليا لعلاج الخيول وفنادق لإقامتها وقت تنظيم المهرجانات الدولية وكذلك فنادق لإقامة الزائرين من المتسابقين والجمهور لتنشيط السياحة، كما سيتم إنشاء مصنع لإنتاج الوقود الحيوي لإنتاج الطاقة النظيفة من مخلفات الخيول.
كما ستشمل المدينة الجديدة مدرسة ثانوية صناعية لتعليم كل ما يرتبط بمهن الخيل، كما أنها ستضم معملا دوليا لتنسيب الخيول للحفاظ علي السلالات الجيدة، وأكاديمية عليا للتدريب علي الفروسية.
كما يتضمن المخطط الجديد موقعا لسباق الخيول، فضلا عن متحف للخيول العربية الأصيلة يرصد تاريخها في مصر والمنطقة العربية، مع وجود متخصصين للتدريب علي إصلاح السروج والصيانة للمحطة، بالإضافة إلي بيع وعرض مستلزمات الفروسية لرواد محطة الزهراء الجديدة، ورفع كفاءة المدرسة لإعادة تسجيلها في اتحاد الفروسية لتخريج مدرب معتمد من الاتحاد المصري للفروسية معدات وحواجز.
ضوابط صارمة لتصدير »‬ذوات الأنساب» إلي أوروبا
7 سنوات كاملة حظر فيها الاتحاد الأوروبي استيراد الخيول العربية الأصيلة من مصر نتيجة عدم مراعاة الضوابط والاشتراطات الخاصة بالتصدير، ومع بداية عام 2017 عاد التصدير إلي أوروبا مرة أخري ولكن من خلال ضوابط جديدة أوصت بها بعثة المفوضية الأوروبية خلال زيارتها إلي مصر.
كما أن هناك لجنة دائمة لمراجعة الحالة الصحية والوقائية بمنشآت إيواء الخيول، وفحص الخيول المراد تصديرها إكلينيكياً، وأخذ عينات دم للتأكد من خلوها من الأمراض المختلفة، كما يتم سحب عينات دم عشوائية من الفصيلة الخيلية بالمنشأة للتقصي عن الأمراض.
وأشار د.عبد الحكيم محمود، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، إلي أن الخيول المسجلة فقط هي المصرح بتصديرها وهي المستوفاة لشروط القيد المسجلة في »‬كتاب سجل أنساب»، والتي تصدر الهيئة العامة للخدمات البيطرية، الموافقات التصديرية الخاصة بها، بناء علي توصيات السوق الأوروبي.
وأوضح أنه بعد التأكد من سلامة الخيول في المنشأة يصدر الطبيب البيطري الرسمي الشهادة الصحية التي أوصت بها السوق الأوروبية، وتصاحب الخيول المراد تصديرها إلي المحجر، فضلاً عن جواز السفر وأصل الموافقة التصديرية من هيئة الخدمات البيطرية، بحيث تنقل الخيول من المنشأة إلي المحجر مباشرة، في سيارة نقل خيول مطهرة بمطهر معتمد رسمياً دون التوقف عند أي منشآت لإيواء الخيول في الطريق أو دخولها.
وأضاف أن الخيول المصدرة يتم حجزها بالمستشفي البيطري العسكري للقوات المسلحة بمدينة نصر بعد اعتمادها كمنشأة خالية من الأمراض، وأشار إلي أن هذه الإجراءات تستهدف الحفاظ علي السلالات المصرية من الخيول العربية الأصيلة، وزيادة قدرة مصر علي تصدير الخيول إلي مختلف الأسواق العالمية.
»‬دمو».. الأصالة تبدأ من هنا
1000 مدرب بالقرية.. 5 وجبات يومياً للحصان.. والأسود سيد الألوان
علي بعد ما يقرب من 100 كيلومتر من القاهرة، وصلنا إلي قرية دمو في محافظة الفيوم، تلك المدينة التي لا يمتهن أبناءها سوي مهنة واحدة فقط وهي تدريب الخيول العربية الأصيلة، الشباب يتجولون في شوارع القرية بالخيول، المزارع تنتشر في معظم الشوارع، فعلي حد قول أهالي القربة إن هناك أكثر من 1000 مدرب خيول بها لدرجة أن البعض يطلق عليها قرية الألف مدرب.
لا مكان للخيول البلدية في القرية، فقط الخيول العربية الأصيلة هي التي تلقي كل اهتمام ورعاية من أهالي قرية دمو سواء كانوا رجالا أو نساء أو أطفالا، الكل يعمل في تربية وتدريب الخيول التي تشترك في مسابقات محلية ودولية وكثير منها يتم تصديره للخارج، كما أن العديد من أبناء القرية يقومون بتدريب الخيول في كثير من دول العالم وعلي رأسها دول منطقة الخليج مثل الكويت والإمارات والسعودية.
في البداية أوضح أحمد عبد المنعم، مدرب خيول، أنه يعمل في هذه المهنة منذ أن كان عمره 12 عاما، وأن معظم أهالي قرية دمو يعملون في مجال تربية وتدريب الخيول، وأشار إلي أنهم يحرصون علي أن تكون الخيول بمواصفات معينة حتي يمكن إشراكها في المسابقات المختلفة محليا ودوليا ومن أهم هذه المواصفات أن يكون الحصان له رقبة طويلة وأذنان صغيرتان وعيون واسعة وأرجل مستقيمة وألا يكون هناك أي تقوص أو انحناء في الجسم.. وأضاف أن أسعار الحصان تبدأ من 100 ألف جنيه وتصل إلي مليون جنيه، كما أن هناك بعض الأنواع من الخيول يصل ثمنها إلي 5 أو 10 ملايين جنيه ولكنها يكون لها مواصفات معينة ويكون معظمها للتصدير، وأوضح أن الخيول العربية الأصيلة قد يفهمها الكثير بشكل خاطئ، فهي من المفروض ألا يتم ركوبها بل هي للجمال فقط، وتدريبها للدخول لمسابقات الجمال حتي تحصد بطولات، أما الخيول التي تصلح للركوب فهي الإنجليزي والبلدي.
بينما أشار ياسين بدوي، مدرب خيول، إلي أن ألوان الخيول العربية تتنوع بين الأبيض والبني بدرجاته المختلفة ولكن يظل اللون الأسود هو سيد الألوان في الخيول وأغلاها، وأضاف أن هناك نظاما غذائيا تسير عليه معظم مزارع الخيول وإن اختلف في التطبيق وهو أن الحصان يحصل علي 5 وجبات يوميا تبدأ من السابعة صباحا ثم الثامنة والثانية ظهرا والخامسة مساء وأخيرا التاسعة مساء، وتتنوع هذه الوجبات بين البرسيم والدريس والشعير.
بينما أوضح السيد عبد الله أن مدرب الخيول يجب أن يتمتع بمواصفات أساسية أهمها أن يستطيع السيطرة علي الخيل بحيث يستطيع إيقافه وتحريكه بكلمة واحدة والأهم من ذلك أن يتمكن من إيقافه بالشكل الصحيح وهو أن تكون قدماه الخلفيتان علي شكل رقم 8 والأماميتان علي شكل رقم 11 وتكون الرأس مرفوعة، وأضاف أنه أحيانا يتم ضرب الخيل ومعاقبته عندما لا يستجيب ولكن ذلك يكون بشكل خفيف ليس به عنف ويكون الضرب في المكان الذي يطلب منه تحريكه ولا يستجيب مثل قدمه الأمامية، وتدريب الخيل العربي يبدأ من عمر شهرين ويكون بإبراز عضلاته والتغذية الجيدة وممارسة الرياضة.
بينما أوضح محمود عطا، أنه علي الرغم من انتشار مزارع تربية الخيول بالقرية إلا أن هناك حالة من عدم الاهتمام بتجارة الخيول بشكل عام من وزارة الزراعة رغم ما يمكن أن تدره من عائد كبير للدولة، حيث يباع الحصان الواحد بملايين الجنيهات بل إن بعض الخيول تباع بالدولار، ودعا الوزارة إلي إعادة النظر في الاهتمام بملف الخيول خاصة بعد أن تم خلال الشهور الماضية رفع الحظر عن التصدير لدول الاتحاد الأوروبي.
جمال الحصان يبدأ من تناسق الأعضاء
لا جمال يضاهي جمال الخيول العربية الأصيلة، فهي الأفضل والأقوي بين كل الخيول علي مستوي العالم، وفي المسابقات الكبري سواء كانت محلية أو دولية يبقي الحصان العربي هو المرشح الأول للفوز فيها سواء كانت مسابقات تتعلق بالقوة أو جمال الشكل.. ولهذا تضع هذه المسابقات عددا من المعايير للفوز، ومعظم هذه المعايير لا تتوفر إلا في الخيول العربية الأصيلة ومنها تناسق الأعضاء، والرأس الجميل، والعيون المستديرة الواسعة، والأذنان الصغيرتان، وعظمة الأنف المقعرة، وفتحات الأنف الواسعة، والرقبة الكبيرة المقوصة، واستقامة الأرجل، وأن يتراوح ارتفاعه بين 145 و155 سم وهذا ما يجعله مميزا أنه ضخم البنية والصدر مفتول.
ومن معايير القوة والجمال التي لا يمكن أن تتواجد في أي حصان آخر أن الجبهة عريضة وتنحدر إلي مقدمة الرأس بشكل متناسق والعيون واسعة وبراقة، فضلا عن الشعر الناعم والبراق والقصير ليكون شكلا متناسقا، كما يجب أن يكون متوسط وزنه 366 كيلو جراما، ليتم اختياره في مسابقات الجمال.
ومن بين معايير الجمال في الخيل العربي الأصيل أن تكون متوسط سرعته عند الانطلاق 76 كيلوجراما في الساعة، كما أن من مواصفات جمال الحصان العربي أن تكون مشيته جذابة، ومنتصب الذيل وشامخ العنق، كما يتم الحكم علي الخيول من شكلها العام وخاصة ألوانها، إذ أن الألوان الأساسية في الخيول، هي الأبيض والأحمر والأصفر ولون نادر هو الأخضر، وغالبًا ما تكون الخيول بلونين.
العمود الفقري عند الحصان العربي يختلف عن باقي الخيول، حيث إن عدد الفقرات القطنية أقل بفقرة أو فقرتين في الحصان العربي عن غيره من الخيول، كما يتميز الجواد العربي بغزارة تعرقه، وحسن تكوين وتموضع ذيله المرتفع، وعند العدو السريع يرتفع الذيل جانبياً كالعلم فيعطي الحصان مسحة رائعة من الجمال.
أما الأطراف فهي جيدة التكوين متينة بارزة الأوتار تنتهي بحافر مدور صغير وصلب شديد المقاومة، ويمتاز هذا الحصان بمشية طليقة، واضحة، مميزة فيها الكثير من الرونق والخيلاء، ومع أن هذا الحصان هو عنوان الشجاعة، ويملك قدرة هائلة علي المقاومة والاحتمال فإنه في الوقت ذاته شديد الاعتماد علي نفسه، ولا يتطلب مزيداً من العناية، والاهتمام فهو يتحمل الجوع والعطش بشكل مذهل، كما يقاوم الحر مهما اشتدت درجاته.
د. نجلاء رضوان رئيس الإدارة المركزية لتربية الخيول:
صناعة مربحة جداً.. والمنطقة العربية هدفنا الأساسي
الخيول يجب ألا يقتصر الاهتمام بها علي كونها هواية فقط ولكنها يجب أن تكون صناعة متكاملة تخدم خطة الإصلاح الاقتصادي في مصر.. بهذا بدأت د.نجلاء رضوان رئيس الإدارة المركزية لتربية الخيول حديثها إلي »‬الأخبار»، حيث أكدت أن مصر يمكنها من خلال الخيول العربية الأصيلة أن تتحول إلي منطقة جاذبة للاستثمار في هذا القطاع بما تملكه مصر من تاريخ وإمكانية وثروة عظيمة من الخيول التي يصل سعر البعض منها إلي ملايين الدولارات،. وإلي نص الحوار.
كيف يمكن تعظيم الاستفادة من قطاع الخيول لدعم الاقتصاد القومي؟
الخيول ليست تربية فقط ولكنها يجب أن تكون صناعة واعدة تدر دخلا كبيرا للغاية من العملات الأجنبية، كما أنها يمكن أن توفر الكثير من فرص العمل، فالخيول ليست مقصورة علي نوع معين فقط بل إنها تشمل العديد من الأنواع مثل خيول السباق وخيول الجمال، بالإضافة إلي الصناعات المرتبطة بتربية الخيول مثل السروج ومراكز التدريب والتعليم ومدارس فنية للسياس ومدارس الفروسية، فضلا عن عمليات جمع السائل المنوي للطلائق وبيعه لإتمام عمليات التلقيح الصناعي ويمكن أن يصل سعر العينة الواحدة المستخدمة في التخصيب إلي آلاف الدولارات حسب نوعية الطلائق المستخدمة.
وماذا عن تصدير السائل المنوي للطلائق خاصة أن البعض تحدث أنه يمكن أن يكون مجالاً واسعاً للتلاعب؟
نحن حاليا نستخدمه بشكل كبير علي المستوي المحلي نتيجة زيادة الإقبال عليه لمزارع القطاع الخاص التي تعتبر محطة الزهراء أهم مكان يمكن أن تتم الاستفادة منه، وبالتالي فإن عمليات التصدير محدودة للغاية وتتم وفقا لضوابط واشتراطات صارمة لا تسمح بأي تلاعب، وهو ما يدر دخلا كبيرا، كما أن أي مزرعة بمجرد إظهار شهادات الحصول علي عينات الطلائق من محطة الزهور يرفع ثمن الخيول الخاصة بها بعد ذلك، كما أن هناك أمرا آخر يدر دخلا كبيرا أيضا وهو تجميد الأجنة وحفظ البويضات وهو ما يؤكد أن الخيول صناعة واعدة.
وماذا تحتاج هذه الصناعة لتحقيق أهدافها؟
تحتاج الكثير، فالأمر لا يتوقف علي العناية الطبية من خلال المستشفيات أو أماكن التلقيح ولكن يحتاج تجهيز الأطباء بالخبرات اللازمة سواء كان ذلك داخل مصر أو بالخارج، ونحن مازلنا ننتظر المزيد من الدعم الحكومي، ولكن نجحنا خلال الفترة الماضية في تحقيق العديد من الإنجازات مثل رفع الحظر من قبل الاتحاد الأوروبي علي صادرات الخيول وكذلك عودة التصدير لبعض دول الخليج بعد سنوات من التوقف أيضا.
وكيف يتم التعامل مع المزارع الراغبة في التصدير؟
تقوم هذه المزارع بالحصول علي ملف من الحجر البيطري هيئة الخدمات البيطرية ثم تقوم لجنة من الهيئة ومعهد صحة الحيوان والمحجر البيطري بمعاينة المزرعة للتأكد من توافر كافة الشروط المطلوبة للتصدير وأنها تصلح لعزل الخيل لمدة 40 يوما قبل نقلها إلي المستشفي البيطري التابع للقوات المسلحة حيث يستمر هناك لمدة 90 يوما وبعدها يتم التصدير للخارج.
وماذا لو حدث خطأ عقب تصدير الخيول؟ وهل يمكن أن يعود الحظر مرة أخري؟
وفقا للاشتراطات التي تم الاتفاق عليها بين مصر والاتحاد الأوروبي والخطوات التي تمر بها الخيول قبل التصدير فإن نسبة الخطأ تكاد تكون معدومة وحتي إن حدثت وهي واردة فإنها لن يكون لها أي تأثير وبالتالي من الصعب عودة حظر التصدير مرة أخري، وبالنسبة للمنطقة العربية فهي تعتبر السوق الرئيسي لنا ونسعي لزيادة الصادرات إليها كما حدث مؤخرا، وقريبا سيقوم وفد سعودي بزيارة إلي مصر لبحث استيراد الخيول.
وما الجديد الذي يتم الإعداد له حاليا؟
نحن نقوم حاليا بالتخطيط لعمل متحف للخيول العربية المصرية الأصيلة يضم مقتنيات وصور ومجسمات توضح تاريخ تربية الخيول في مصر، والمراحل التي مرت بها، وأشهر العائلات والسلالات التي تتميز بها مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.