أكد الدكتور عبد الرحمن ناجي عضو هيئة التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس المحاضر في جامعة هيلدسهايم الألمانية، أن هناك عدة مداخل للتعامل مع الأبناء وحمايتهم من التطبيقات المشبوهة، مثل المدخل القانوني، والمدخل الاقتصادي، والنفسي والاجتماعي، والتربوي والأخلاقي، وجميعا يجب تناولها في علاقتها بالواقع المتغير نتيجة الدور الأكبر التي اكتسبته التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي حاليا. اقرأ أيضا | التعليم تعلن إتمام إجراءات اعتماد اختبارات الACT ضمن النظم الامتحانية المقررة بشهادة الدبلومة الأمريكية وقال في تصريح خاص لموقع صدى البلد: لعل جائحة كورونا كان لها دور كبير في تسليط الضوء وتركيز الانتباه على تلك الحالات، والتي كانت موجودة قبل ذلك بفترة ولكنها لم تكن تلقى هذا القدر من المتابعة والاهتمام، فانظر إلى ذلك الشخص الذي يعرض فيديوهات لأدق تفاصيل حياته الزوجية دون محاولة لفترة ما يقوم بعرضه على ملايين من المشاهدين، وبعض البنات اللائي يقمن ببث فيديوهات أقل ما توصف به بأنها مسنفزة وتثير هجوم ونقد شديد من قبل المشاهدين. وأضاف: هنا يجب أيضا طرح التساؤل حول طبيعة المتلقي والمتابع لتلك النماذج خاصة ما حالة عدم الرضاء عما يتم عرضه ولكن في نفس الوقت يحصل هؤلاء الأشخاص على نسبة مشاهدة ومتابعة عالية؟! اقرأ أيضًا| صندوق تطوير التعليم يعلن تفاصيل اختبارات القدرات بالمجمعات التكنولوجية وأكد أنه إذا ما نظرنا من من زاوية أوسع قليلا لنرى ما يقدم حاليا للجمهور وخاصة الشباب من نماذج تعمل على تشكيل تصوراتهم عن المجتمع والأدوار والنماذج الناجحة فقد نصل إلى بعد مهم عند تناول ذلك الموضوع، لقد ظلت الدراما المصرية والأفلام تقدم على مدار سنوات عديدة نماذج للشخصيات المهمشة والخارجة عن الإطار القيمي المتعارف عليه مجتمعيا والتي تحقق "نجاحا" داخل العمل الدرامي وتصل إلى أهدافها عبر ذلك الخروج عن الإطار المجتمعي، كما قدمت الدراما أيضا النماذج الثرية التي تنتمي لوسط اجتماعي واقتصادي مرتفع دون عرض لقصة تطورها ونجاحها ونجد معظم النماذج التي يتم عرضها داخل تلك الشريحة لا تلتزم في كتير من المواقف باحترام القانون أو الأطر الاجتماعية بقدر اعتمادها على شبكة علاقات ومصادر نفوذ تيسر لهم تحقيق أهدافهم. وأشار إلى أنه مع انحسار دور باقي دور التنشئة الاجتماعية مثل المدرسة، "غياب حصص النشاط والتركيز فقط على عملية التحصيل أو إلغاء دور المدرسة تماما"، والأسرة التي يعيش أفرادها في جزر منعزلة، لتباين الاهتمامات وللعوامل الاقتصادية التي فرضت على الأب والأم إلى التركيز على الجانب الاقتصادي فقط واهمال عملية التربية وغرس القيم الإيجابية عند الأبناء). وقال : الحل في ضرورة تضافر جميع العناصر التي ذكرتها في بداية الحديث من أجل التعامل مع تلك الحالات، فعلى الجانب التشريعي يجب تطبيق القانون على من يتجاوز وفقا لتعريفات وحالات واضحة تضمن الحفاظ على المجتمع، دون الاعتداء على الحريات السياسية والثقافية. وأكد أنه على الجانب النفسي فهناك ضرورة ملحة أكثر من ذي قبل على تقديم الدعم النفسي للأبناء والاستماع إليهم وتوجيههم، ومتابعتهم مع السماح لهم بالمحاولة والخطأ وتعديل السلوك ومشاركتهم في الحوار واتخاذ القرار وتحديد الأطر، مثل عدد ساعات استخدام النت ووجاهة استخدام بعض التطبيقات والألعاب من عدمها والاتفاق حول ذلك، ويجب ان يهتم المتخصصون بالقيام بدراسات تساهم في تحقيق ودعم الصحية النفسية للأبناء. وأوضح أنه على المستوى الاجتماعي فعلينا دعم الأنشطة التي تسمح التواصل المباشر مع المجتمع وليس فقط عبر شاشات الأجهزة الحديثة التي تحول الأبناء إلى متلقي سلبي. ولفت إلى أنه بالإضافة لأهمية الأنشطة التربوية المدرسية التي تتيح للأبناء الفرصة في تحقيق ذاتهم، وتحديد محالات اهتمامهم وتميزهم وأخشى أن تقليص أيام التواجد داخل المدرسة قد يكون له أثار سلبية على تلك الناحية، الجانب الأخلاقي يمكن دعمه من خلال الأنشطة الثقافية (المعطلة حاليا بقدر كبير نتيجة أزمة كورونا) مثل المسارح والسينمات وحفلات الأوبرا والمتاحف والمعارض وغيرها، ويجب في هذا السياق أن تكون للمؤسسات الدينية دورا فاعلا في دعم الجوانب الأخلاقية، والمنظومة القيمية من خلال خطاب متفتح يراعي الطبيعة العمرية والقيمية للفئة المستهدفة.