وسط نضال من أجل حياة الآخرين ولأجر أفضل؛ أنهت فرنسا، التي تدعو دائما للحريات وتطالب بحقوق الإنسان، الإضراب العام للعمال الصحيين الفرنسيين بأساليب عنيفة في العديد من المدن، مما أثار جدلا واسعا عبر الإنترنت. فقد أثار مقطع الفيديو الخاص باعتقال امرأة يعتقد أنها ممرضة، تركيز العديد من المشاركين في النقاش، حيث صدم البعض من طريقة تعامل الشرطة الفرنسية أثناء توقيفها للعاملة الصحية، والتي قيل في أحد مقاطع الفيديو المتداولة أن اسمها فريدة ملاز. في حين رأى أخرين أن فريدة هي من قامت باستفزاز رجال الشرطة وقذفتهم بالحجارة مما دفع السلطات إلى توجيه تهمة الإزدراء والعنف للمرضة. وجاء اعتقال فريدة، أثناء مظاهرات باريس يوم الثلاثاء، وظهرت لقطات لشرطة مكافحة الشغب، وهي تختطف فريدة، من بين حشد من العاملين الصحيين الذين يطالبون بتحسين الأجور والظروف في وسط باريس، ثم تم سحبها بعيدا، وأظهر مقطع فيديو آخر ضابطة وهي تجر فريدة من شعرها وتنغزها بعصا لتصيح العاملة: 'أنا ممرضة!' ثم تناشد: 'أنا مصاب بالربو! أريد جهاز "فنتولين" الخاص بي - إشارة إلى دواء يستخدم لعلاج أمراض الرئة. وباستخدام هاشتاج "LiberezFarida#" "#أطلقوا سراح فريدة"، وبزعم صحفية من الإذاعة الفرنسية "فرانس 24" تقود الحملة وتدعى إيناس ملاز، أن المرأة التي تم اعتقالها هي والدتها وقد عملت لمدة ثلاثة أشهر بين 12 و 14 ساعة في اليوم، وكانت تتظاهر حتى يتم رفع راتبها، ويتم الاعتراف بعملها"، تم الإفراج عن فريدة بالفعل، بعد ظهر أمس الأربعاء. ومن المقرر أن تمثل أمام المحكمة في سبتمبر، وفقا لمكتب المدعي العام في باريس. وقالت مصادر قريبة من القضية لوكالة الأنباء الفرنسية إن المرأة اعترفت بأنها ألقت الشرطة بالحجارة لكنها قالت إن مشكلتها كانت مع الدولة الفرنسية وليس الضباط، مضيفة أن الممرضة عملت لساعات طويلة خلال ذروة الوباء وشهدت وفاة 20 مصابا بفيروس كورونا المستجد. وبالتأكيد، تجسد فريدة تجسد المشهد المقلق لواحدة من البطلات العاملات في مجال الصحة في البلد الذي أصبح يستخدم أساليب اعتقال وحشية لمن أراد التعبير عن احتجاجه أو رفضه للوضع القائم. ولم تخجل الأحزاب السياسية في التنديد بالسلوك الوحشي لرجال الأمن واستخدام القوة أثناء اعتقال فريدة ملاز. فلم يضيع مؤسس حزب "فرنسا الأبية" جان لوك ميلينشون وقتا في إدانة الاعتقال. وردت الشرطة بالقول إن المرأة كانت تهاجم الشرطة وتعرض صورا قبل الاعتقال. كما اشتبكت الشرطة والمتظاهرون في مدينة نانت شمال غرب فرنسا، حيث شوهد عاملون صحيون يتجادلون مع مجموعة أخرى من المتظاهرين الذين كانوا يغطون وجوههم. وشجب منظمو الإضراب، الذين يهدفون إلى دفع أجور أفضل وتحسين نظام الصحة العامة في البلاد، باستخدام العنف. Quand toute #LFI met la pression sur la #justice #Farida a été interpellée cet après midi pour des violences commises sur des policiers. Regardez ces quelques images monsieur @JLMelenchon ⤵️ Tout notre soutien aux #soignants https://t.co/GioGmKa7JE pic.twitter.com/Ju1ReIg0OS — Officiers et Commissaires de police (@PoliceSCSI) June 16, 2020