أثار مقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي، جورج فلويد، على يد ضابط شرطة أبيض، حالة من الاحتجاجات الواسعة وخروج كثيرين في مظاهرات بمعظم الولاياتالأمريكية لمناهضة العنصرية والاحتجاج على ممارسات الشرطة. وتطورت المظاهرات الأمريكية لتشهد اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين وصلت إلى البيت الأبيض، واستدعى عدد من العمداء وحكام الولايات قوات الحرس الوطني، وهدد الرئيس دونالد ترامب بنشر قوات من الجيش الأمريكي في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة، لكن وزير الدفاع، مارك إسبر، أعلن رفضه ذل، لكنه قبل بانتشار محدود بهدف التأمين والمساعدة. امتدت التظاهرات إلى عشرات البلدان، أبرزها بريطانيا وألمانيا وكندا، حيث ندد المحتجون بالعنصرية ودعموا قضية فلويد، وكان من غير المتوقع أن تتجول في بعض هذه الدول التظاهرات إلى عنف واشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين. وعلى الرغم من تحذير هذه الدول من تأثير التظاهرات على تفشي وباء كورونا، حيث حذرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها من التظاهرات، وأن التجمعات توفر فرصة مثالية لتفشي كورونا، فضلا عن أن الولاياتالمتحدة لا تزال تسجل أرقاما مرتفعة للمصابين والوفيات، كذلك الحال في دولة مثل بريطانيا، ازدادت التظاهرات. وقال مراسل شبكة "سي إن إن" إن أعداد المتظاهرين في تظاهرات السبت هو الأكبر منذ مقتل فلويد، كذلك شهدت لندن خروج عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين اشتبكوا مع قوات الأمن في محيط داوننج ستريت. يقول بعض المحللين إن تفشي وباء فيروس كورونا طوال أكثر من 3 أشهر من الإغلاق والتباعد الاجتماعي ربما كان من أسباب خروج التظاهرات بهذا الشكل الثوري. ونقلت "سي إن إن" عن الأمريكية جازوندر جيبس، مستشار العلوم السلوكية البالغة من العمر 23 عاما والمشاركة في التظاهرات في واشنطن إن وباء كورونا جعل الناس تشعر بالعجز نوعا ما، "لا يمكننا التحكم في عدد الاختبارات التي تجرى وعدد الكمامات الموجودة، تلك الأنواع من الأشياء. ولكن يمكنني التحكم في الوقت الذي أمضيه في وضع هذه الحقائب معًا ويمكنني التحكم في مقدار الوقت الذي أريد أن أقضيه في القيام بذلك (التظاهر). هذه أشياء يمكنني التحكم فيها". وقالت مونيكا شوتش سبانا، الباحثة البارزة في الأنثروبولوجيا الطبية في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، إنها ترى أن قضية مقتل جورج فلويد أزمة مهمة بما يكفي لإخراج الناس على الرغم من مخاوفهم بشأن فيروس كورونا. وأضافت "لقد تم حجز الأشخاص لفترة طويلة من الزمن. وبصراحة تامة، ظل معظم الناس عالقين هناك في منازلهم وفيما يتعلق بالإبعاد الجسدي. لقد وجدوا الآن سببا للخروج من هذا النمط الراسخ الذي استمر لأسابيع وأسابيع وأسابيع". وأوضحت "أنا متأكدة من أنه أمر يشعر بالحرية والحيوية للخروج. لكن ذلك كان اختيارًا واعيًا لاحتضان هذه الرسالة بالذات. لم يكن افتتاح المراكز التجارية. لقد كان الظلم السياسي الذي كان يختمر لبعض الوقت". وأكدت جيبس من جانبها أن أسباب خروج التظاهرات بهذا الشكل هي أسباب كافية للمجازفة والتعرض لخطر كورونا، وأن الحرية أهم من الصحة. وكان رئيس الوزراء الكندي، جاستن توردو قد أشار في كلمة له قريبة من هذا المعنى، عند التعليق على قضية فلويد، قائلا إن كندا عليها أن تعترف أن لديها تحدياتها فيما يتعلق بالعنصرية تجاه الأقليات. الأمر نفسه يمكن تطبيقه على البلدان الأخرى التي شهدت تظاهرات مكثة، فقضية فلويد لمست لديهم مشاعر الغضب تجاه معاناة مماثلة، مثل العنصرية أو عنف الشرطة في استخدام قوة القانون.