البداية تغريدات مثيرة للجدل أطلقها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على تويتر مرة يفتى بحقن المصابين بفيروس كورونا بالمطهرات وأخرى يؤكد أن الفيرس جاء فقط من أجل محاربته هو شخصيا فى الانتخابات الأمريكية وأن الصين خَلَقته فى معامل وهان من أجل التأثير على فرصه فى الفوز بفترة رئاسة ثانية !، وأخيرا اتهم موقع التواصل الاجتماعى، "تويتر"، بالتدخل فى الانتخابات وتقويض حرية التعبير فى الولاياتالمتحدة، وذلك بعد إدراج الموقع، اثنتين من تغريداته فى خانة التغريدات المضللة فى واقعة غير مسبوقة. افترض تويتر، أن تكون تغريدة ترامب، مضللة وغير صحيحة، داعيا إلى الحذر فى التعاطى معها. وحث المتابعين على تقصى الحقائق محذرا من أن ادعاءاته بشأن الاقتراع بالبريد والتى اعتبرها مراقبون مخرج احادى يحقق العدالة ويحافظ على التباعد الإجتماعي فى زمن كورونا. فإذا بترامب ينشر تغريدة تحدث خلالها عن إمكانية تزوير بطاقات الاقتراع عبر البريد، معتبرا أنه سيتم سرقة صناديق البريد، وسيتم تزوير بطاقات الاقتراع وحتى طباعتها بطريقة غير قانونية وتوقيعها بطريقة احتيالية، فقام تويتر بوضع شكل علامة تعجب زرقاء على التغريدة تحمل رابط يدعوا القراء إلى تقصى الحقائق بشأن الاقتراع بالبريد ووجههم إلى صفحة تحتوى على مقالات إخبارية ومعلومات تشرح الضوابط التى تضمن سلامة الإنتخابات وطريق أدائها وإغلاق كل الثغرات المحتملة لضمان حيدتها، ومقالات تفند مزاعمه وتشرح عواقب استبعاد الإقتراع بالبريد إذ لايعنى غير امران استمرار ترامب فى منصبه بغير وجه حق او موت ملايين الأمريكيين فى عمليات التدفق على لجان الإقتراع غير محسوبة العواقب. فأنطلق ترامب يرد ويوزع الاتهامات بل ويتوعد من أسماهم بأعداء الحرية وخصوم الديموقراطية، واتهم ترامب تويتر بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020. وانتقد قيامه بإحالة المستخدمين لتقرير منشورة عبر وسائل إعلام أمريكية، بينها CNN وواشنطن بوست، التي اعتاد وصفها بأنها تبث أخبار كاذبة، ولم ينس ولم ينس أن يذكر الصين ومعامل وهان بالتآمر عليه وعلى الشعب الأمريكى واقتصاده ومؤسساته. وأكد تويتر أن هذه هى المرة الأولى التى يطبق فيها إخطار لتقصى الحقائق على تغريدة من الرئيس الأمريكى، فى امتداد لسياستها الجديدة "للمعلومات المضللة" التى بدأ العمل بها هذا الشهر، فى حملته لمكافحة المعلومات المضللة بشأن فيروس كورونا، والتى فى جميعها مضللة لا تستند لرأى علمى ولا تنطوى على أى بروتوكول طبى ويقوم فريق ترامب السياسى بالدفاع عنها والترويج لها وهى تضر بالإنسانية وتقوض المساعى لاحتواء الجائحة. يبدو أنه يأبى أن يغادر ويتزرع بجائحة كورونا للتهرب من استحقاق أول نوفمبر القادم حسبما حدد الدستور الأمريكى لإجراء الإنتخابات الرئاسية وحسبما رصدت التقارير العلمية أن إجراء الانتخابات بالطريقة المعتادة فى ظل الأزمة وقبل ظهور حلول جذرية لفيروس كورونا أمر كارثى من الممكن أن يقود إلى وفاة الملايين ويتفشى كوفيد 19 إلى الحد الذى يصعب بل يستحيل السيطرة عليه وتبارى السياسيين فى طرح البدائل حتى توصلوا إلى صيغة ديمقراطية تتيح التصويت لكل مواطن أمريكى أن يدلى بصوته ويتفاعل مع العملية الانتخابية من مكانه فى اى بقعة داخل او خارج الولاياتالمتحدة دون أن يذهب إلى لجنة اقتراع أو تسجيل وذلك عن طريق مرفق البريد بضوابط محددة ومعايير معلنة، ويتخوف الحزب الديمقراطى إذا ما تم التصويت بالاقتراع المباشر فى اللجان الانتخابية تقوم السلطات بالتحجج بمنع الناخبين الديمقراطيين من الوصول إلى اللجان بحجة الحد من التزاحم وخطر التفشى وإجراءات التعقيم، وتطلق العنان للناخبين الجمهوريين لتعويض تراجع ترامب الجماهيرى، ويبدوا انها "أى الإنتخابات" ستكون بداية تمزيق نسيج الدولة التى أنهكتها جائحة كورونا وقوضت اقتصادها وصعدت سياسة ترامب المتغطرسة وفريقه الرئاسى من معدلات الكراهية حول العالم.