انطلقت أعمال المنتدى الأول للمرأة الفرانكفونية اليوم "الأربعاء" بالعاصمة الفرنسية باريس بمشاركة 400 امرأة من 77 دولة وذلك بمناسبة اليوم العالمي للفرانكفونية. وأكدت وزيرة الدولة الفرنسية لشئون الفرانكفونية لدى وزارة الخارجية يمينه بنجيجي - في كلمتها اليوم خلال الافتتاح - أن فكرة المنتدى انطلقت خلال الزيارة التي قامت بها في يوليو من العام الماضي إلى شمال كيفو بالكونغو الديمقراطية حيث أصبح الاغتصاب من أسلحة الدمار الشامل ضد مئات الآلاف من الفتيات والنساء - على حد تعبيرها -، وأن الاغتصاب والختان والرجم لا يمثلون قيم الفرانكفونية. وشددت بنجيجي، على أن المشاركات ال400 الغاضبات يمثلن صوت الآلاف من النساء في الدول الفرانكوفونية واللاتي تشهدن على حرمانهم من حقوقهن أو التراجع عنها، مشيرة إلى أن النساء في تونس اللاتي كن في طليعة الثورة، واللاتى استبشرن خيرا بالثورة استقظن على كابوس، لاسيما وأن أولى قواعد صياغة الدستور الجديد للبلاد تشير إلى انتزاع حقوقهن، معلنة اعتزامها وضع حقوق المرأة الفرانكفونية على قائمة أولويات وزارتها. ومن جانبه.. أكد أمين عام منظمة الفرانكفونية الدولية عبده ضيوف، دعمه لقضية حقوق المرأة، مذكرا بالنساء اللاتي يمتن في صمت في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وبدورها.. أوضحت المديرة العامة لمنظمة التربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" إيرينا بوكوفا، أن التنمية البشرية هي تنمية المرأة، وضرورة الاعتراف بجهود المرأة ودعمها وتشجعيها، وأن الفرانكوفونية تلعب دورا حيويا حيث تزود النساء بقوة هذا المجتمع الذي يتحدث نفس اللغة ونفس اللهجة وهي حقوق الحريات الأساسية. ودعا المشاركون في أعمال المنتدى إلى التعبئة من أجل مكافحة العنف ضد المرأة خاصة الجرائم التي ترتكبت في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وطالبوا رؤساء الدول الفرانكفونية بالعمل على تنفيذ المبدأ العالمي لحقوق المرأة بشكل كامل. ويسعى المشاركون فى أعمال المنتدى الأول للمرأة الفرانكفونية من خلال ثلاثة اجتماعات إلى جمع الشهادات والتجارب والأفكار والمقترحات التي ستقدمها النساء الأربعمائة الحاضرات. ويهدف المنتدى الذى يعد الأول من نوعه إلى تشجيع النساء على التعبير، إذ تحمل بعضهن على أجسادهن آثار العنف والحقوق المنتهكة.. كما ستقدم بعض المشاركات مقترحات لمسارات للتأمل في سبل تحقيق المزيد من التضامن بين النساء، بالإضافة إلى الحلول من أجل تحسين جودة حياة النساء والرجال الفرانكوفونيين، وضمان المساواة من حيث حقوق المرأة وكرامتها. وأوضحت الخارجية الفرنسية المنظمة للحدث أن المنتدى العالمي للمرأة الفرانكفونية ينطلق من واقع تراجع حقوق المرأة في العالم لا سيما في الفضاء الفرانكفوني الذي يضم 77 دولة و220 مليون ناطق بالفرنسية.. إذ يبلغ عدد النساء الفرانكفونيات في العالم 120 مليون امرأة، وسيزيد عددهن عن 350 مليون عام 2050. وأشارت إلى أنه غالبا ما تكون النساء الضحية الأولى للنزاعات السياسية وللنزاعات المسلحة في مالي وجمهورية الكونغو الديمقراطية.. هذا بخلاف أوجه التفاوت الصارخة بين مختلف بلدان الفضاء الفرانكفوني، ففي البلدان المتطورة أو الناشئة تواصل النساء النضال من أجل الاعتراف بحقوقهن في مجالات العمل والمساواة والحقوق الاجتماعية المكتسبة، بينما يتعين على النساء في غيرها من البلدان الأفقر خوض معارك يومية من أجل الاعتراف بحقوقهن الأساسية. ومن المقرر أن تختتم أعمال المتدى في وقت لاحق اليوم في جلسة يشارك بها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.. قبل أن يستقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بقصر الاليزيه عدد من المشاركات.