قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن فرعون أصبح لديه نوع من الانتقام بعد واقعة موسى فقتل السحرة، ثم رجع إلي بيته وقتل زوجته آسيا. جاء ذلك في إجابته عن سؤال الإعلامي عمرو خليل له: «هل صحيح أن فرعون جن جنونه بعد ما حدث مع موسى، فيقال في الروايات الشعبية أنه قتل السحرة ثم تحول إلى امرأته آسيا بنت مزاحم فقتلها أو صلبها؟». وأوضح عضو هيئة كبار العلماء خلال برنامجه « مصر أرض الأنبياء»، على قناة مصر الأولى، اليوم الأحد، أنه فعل ذلك لما اكتشف أنها مؤمنة بموسى، وتزوجها بناء على أنها جميلة الجميلات، لافتًا: «في الأصل هي من بنى إسرائيل». اقرأ أيضاً // علي جمعة: موسى فضل مناقشة سحرة فرعون لهذا السبب وأشار المفتي السابق إلى أن مشهد إيمان السحرة هز فرعون هزة كبيرة، خاصة مفاجأة سجودهم لله، قال- تعالى- « فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ»، ( سورة الشعراء: الآيات: 46: 48). وأفاد عضو هيئة كبار العلماء أن السحرة تمسكوا بإيمانهم بعد تهديد فرعون لهم بأن يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، كما جاء في قوله - تعالى-: « قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ»، ( سورة طه: الآية 72). ولفت الى أن أفعل التفضيل في أخر الآية الكريمة تثبت ايضًا علم فرعون بوجود الله ولكن ما قدروا الله حق قدره؛ ففرعون لم يكذب موسى ولكنه كان يجحد آيات الله، مشيرًا أنهم أخبروا فرعون أنهم لن يؤثروه على ما جاءهم من البينات، حيث يُقال إن الله كشف لهم اماكنهم في الجنة فرأوها بعينهم. شاهد أيضاً // سبب إيمان سحرة فرعون ..على جمعة: رأوا أماكنهم في الجنة وأكد أن السحرة آمنوا بالله تمام الإيمان في هذا المشهد ولم يفرق معهم تهديد فرعون تمامًا، قال - تعالى- على لسانهم: « قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا»، ( سورة طه: الآية 72)، لافتًا: سجود 30 ألف ساحر في مشهد مهيب كان أمر كبيرًا في هذه القصة. ونبه الدكتور على جمعة في بداية الحلقة أن كليم الله موسى كان قائدًا بكل معاني الكلمة، تحمل مسؤولية بني إسرائيل من الوهلة الأولى بعد تكليف الله له بالرسالة والنبوبة وتأييده بالمعجزات والبراهين والأدلة، وتحمل غطرسة فرعون وجبروته ووقف صلبًا قويًا مدافع عن قومه وشعبه، وتحمل مسؤولية سحرة بني إسرائيل عندما آمنوا به وهددهم فرعون، كما تحمل مسؤولية قومه في التيه لسنوات عديدة بلغت الأربعين. اقرا المزيد // علي جمعة: فرعون كان مؤمنا بيوم القيامة ل 3 أسباب