تحتفل مصر وغيرها من الدول على مستوى العالم في الأول من مايو كل عام بعيد العمال، كما يتم احتساب هذا اليوم عطلة رسمية في بعض الدول احتفالا بالعمال، الاحتفال الذي تعود حكايته وبدايته إلى القرن التاسع عشر وبالتحديد في أستراليا ثم انتقل واشتهر بعدها في الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال حركة الثمان ساعات. تسببت هذه الحركة في اندلاع نزاعات عمالية لتخفيض ساعات العمل في ولاية شيكاغو عام 1886، حيث طالب العمال بتخفيض ساعات العمل اليومي إلى 8 ساعات لذلك سميت بحركة الثماني ساعات، التي لم تقتصر على شيكاغو فقط بل امتدت إلى ولاية كاليفورنيا، أما في مدينة تورونتو الكندية تم الاحتفال بأول عيد للعمال بحضور زعيم العمال الأمريكي بيتر ماكغواير لتنتقل بعدها الفكرة إلى مدينة نيويورك التي شهدت احتفالا بالعمال في 5 سبتمبر 1882. "8 ساعات عمل، 8 ساعات نوم، 8 ساعات فراغ للراحة والاستمتاع"، كانت هذه الكلمات شعار عمال شيكاغو وتورنتو عام 1886، شارك فيه 400 ألف عامل للمطالبة بتخفيض ساعات العمل، الأمر الذي قوبل بإطلاق النار من قبل الشرطة الأمريكية، التي لم يعجبها هذا الإضراب وما سببه من توقف للعمل وشلل للحركة الاقتصادية في المدينة. قتلت الشرطة عددا من العمال، الذي لم يرضخوا لإطلاق النار وقاموا بالمقاومة، حيث ألقى مجهول قنبلة في وسط تجمع الشرطة أدى إلى مقتل 11 شخصا بينهم 7 من رجال الشرطة، وردا على ذلك اعتقلت الشرطة العديد من قادة العمال، وحُكم على 4 منهم بالإعدام وعلى الآخرين بالسجن لفترات متفاوتة. شهدت احتجاجات العمال التي عُرفت بإضراب بولمان 1894، وفاة العديد من العمال على يد الجيش الأمريكي، الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي وقتها غروفر كليفلاند لرأب الصدع ومصالحة العمال من خلال عيد العمال وإعلانه إجازة رسمية، تخليدا لما قام به العمال في شيكاغو وغيرها من المدن الأمريكية، حيث بلغ عدد الإضرابات 5 آلاف إضراب تحت شعار "من اليوم ليس على أي عامل أن يعمل أكثر من ثماني ساعات".