حذر الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية من بقاء الجيش فى مستنقع السياسة والأمن، مشيراً إلي أنه على الجيش الخروج بسرعة وينهى المرحلة الإنتقالية لكى يعود إلى مهامه الرئيسية فى حفظ الحدود والأمن القومى. وقال أبو الفتوح فى مؤتمر شعبي حاشد مساء اليوم "الاثنين" بحى عين شمس بالقاهرة، إن أعداء الشعب من الساكنين فى منتجع طره يريدون فجوة بين الجيش والشعب ونجحوا فى ذلك، وعلينا أن نردم هذه الفجوة لأننا نعتز بجيشنا ولا نريد أن نفرط فيه. وأضاف: "هناك من يريد أن يجرنا إلى قضايا "عبيطة" مثل بناء المساجد والكنائس وشرب الخمر والبكينى، فى حين أن مشاكلنا هى فى توفير فرص العمل وتوفير الماء النظيف والعيش الكريم للناس، وبناء النهضة العلمية والصناعية. وتابع: "لسنا ضد بناء المساجد والكنائس ولكننا ضد أن ننُجر لصراعات ومشاكل بعيداً عن قضايا الناس الملحة"، مطالبا الشعب بأن يختار قيادة سياسية ويلتف حولها ويعمل معها وفق قاعدة أبو بكر الصديق، "إن عملت خيراً فأعينونى وإن كان غير ذلك فقومونى". وأوضح أبو الفتوح أن أعداء الوطن يعملون على تفريغ الثورة من محتواها، كما أن هناك مؤامرة حول انتخابات الرئاسة لتقديم مرشح جديد لكى يكون "حسنى مبارك بشرطة" وهى مؤامرة لاستدعاء فاسد جديد أو مستبد جديد والشعب لن يقبل بهذا أبدا بعد التضحيات التى قدمها شبابه من حياتهم وشبابهم فى الثورة، والشباب الذىقدم حياته لخدمة الوطن لن يسمح بسرقة ثروته او مستقبله. وأكمل أبو الفتوح إن الشعب وحده هو من يقرر من يحكمه وليست أمريكا وحلفاءها الصهاينة. وسخر أبو الفتوح من الذين روعوا المصريين وقالوا إن الانتخابات ستشهد مجازر وكأن الشعب المصرى مجموعة من البلطجية والرعاع، ولكن الإنتخابات تمت بنجاح تحت إشراف جيشنا الوطنى الذى أثبت قدرته على تأمين الديمقراطية والانتخابات. وقال: "الإنتخابات أثبتت عظمة الشعب المصرى وتعاطيه مع الديمقراطية، أما البلطجية فهم ساكنو منتجع طره الذين يمولون ويحركون تنظيم البلطجية لحرق مصر، وهم من حرقوا المجمع العلمى وهم من أطلقوا النار على الشهداء أمام مجلس الوزراء وميدان التحرير وقتلوا الشهيد عماد عفت. وأشار أبو الفتوح إلي أن النظام السابق باع الشركات الرابحة وعمد إلى "تخسير" الشركات وتخريبها بغرض بيعها للصوص، ثم صدروا الغاز لإسرائيل بأرخص من ثمنه بينما المصريين يعانون للحصول على أنبوبة غاز. وحذر أبو الفتوح من "كروتة" عملية كتابة الدستور، قائلاً الدستور لابد أن يأخذ وقته تماما لكى يعبر عن كل المصريين، ولابد أن ينزل مشروع الدستور للنقابات والعمال والفلاحين لكى يقول كل المصريين كلمتهم فى الدستور الذى سيحكمهم لسنوات طويلة. وأكد أن ربط انتخابات الرئاسة بكتابة الدستور سيكون تعطيل لنقل السلطة إلى رئيس منتخب، مضيفا أن الإصلاح الاقتصادى والنهضة الإقتصادية تتطلب وجود رئيس منتخب، لأن رجال المال والأعمال يحتاجون لسلطة دائمة تخاطبهم وتتفق معهم. وأوضح المرشح الرئاسى أن الخطوة الأولى للإصلاح الإقتصادى تتطلب بناء النظام السياسى للبلد، مؤكداً أن أى تأخير يحتمل مخاطر هائلة على البلاد فى ظل الإنهيار الإقتصادى الحاصل، وكذلك إنهيار الإحتياطى النقدى ووصوله لنصف الرقم السابق. وأضاف أبو الفتوح أن هناك مخاطر أخرى تتعلق بالأمن القومى للبلاد، وكذلك مخاطر تتعلق ببقاء الجيش فى حلبة السياسة والمسئولية عن الأمن. وقال أبو الفتوح إن تعمير سيناء رهن بالقدرة على تأمينها لأنه لا يجوز أن نبنى مشروعات اقتصادية ضخمة فى سيناء ونتركها تحت رحمة العدو فقدراتنا على إدخال الجيش لسيناء محدودة بإتفاقيات خاصة ضمن اتفاقية كامب ديفيد. وأكد أبو الفتوح أنه لا يستطيع أى مسئول أن يتسامح فى دم الشهداء أو حقوق المصريين وثرواتهم، مضيفاً أن دماء الشهداء أمانة فى رقابنا ولن نفرط فيها أبدا، وقال إن الشعب المصرى هو من سيختار الرئيس القادم ولن يكون برضا أمريكا ولا برضا الصهاينة، والشعب هو من سيقرر مصيره ويختار من فيه الصلاحية له كما فعل فى انتخابات مجلس الشعب.