تلعب الطاقة النووية دورا مهما في طمأنة الناس وسط انتشار فيروس كورونا المستجد حول العالم، خصوصا أنها أصبحت تساعد الأطباء في الكشف عن الفيروس وتحديده بدقة في خلال ساعات في البشر، وكذلك في الحيوانات التي قد تحتضنه. ووفقًا لمقال مجلة "فوربس" العالمية، ظهرت تقنية تشخيصية، بمساعدة تقنية نووية، تسمى "تفاعل البوليميراز المتسلسل بالزمن الحقيقي أو تفاعل البوليميراز المتسلسل اللحظي" Real Time Reverse Transcription Polymerase Chain Reaction (RT-PCR). وتعمل تقنية "RT-PCR" على تحديد التعبير الجيني المتعلق بإصلاح الحمض النووي، ونقطة فحص دورة الخلية، وموت الخلايا الناجم عن الإشعاع المؤين، كما تتمكن هذه التقنية من توضيح طرق تعرض وانتقال الفيروس. وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن المشاركة في حالة الطوارئ الحالية التي يواجها العالم، من أجل ضمان انتشار استخدام RT-PCR للحد من الفيروس المنتشر، وتوفير معدات الحماية الشخصية، والكواشف التشخيصية والمواد الاستهلاكية المختبرية وخزائن السلامة الحيوية. وتسعى الوكالة لتوفير أجهزة RT-PCR إلى البلدان التي تعاني من انتشار فيروس كورونا المستجد مثل؛ أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. ولا يقتصر دور الوكالة في تقديم أدوات فحسبن وإنما يشمل أيضًا التدريب اللازم المتعلق بالسلامة البيولوجية وإجراءات الأمن البيولوجي لحماية جميع أطباء التحاليل، وقد طلبت بالفعل 14 دولة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي المساعدة في هذا السياق. وأوضحت الوكالة أنه في خلال أسبوعين، ستعقد الدورة التدريبية الأولى حول تقنيات الكشف في مختبر الإنتاج الحيواني وصحة الحيوان المشترك بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في سيبرسدورف، النمسا، وذلك بحضور خبراء طبيين وبيطريين من كمبوديا، وجمهورية الكونغو، وكوت ديفوار، وإثيوبيا، وكينيا، ومدغشقر، وماليزيا، ومنغوليا، والفلبين، وسريلانكا، وتايلاند وفيتنام. كما سيتم تنظيم دورات إقليمية إضافية لبلدان أخرى، بما في ذلك من أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. وأشارت إلى أن الحاضرين للدورة سيحصلون على تدريبات حول إجراءات السلامة البيولوجية والأمن البيولوجي لحماية الأطباء والبيطريين أثناء استخراج العينات والتحليل بهدف الحد من التلوث. وتعد التقنيات المشتقة من الطاقة النووية، مثل RT-PCR، أدوات هامة تساعد على الكشف السريع عن الفيروسات، مثل التي تتسبب في COVID-19. من جانبه، أكد طبيب الطب النووي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنريكي إسترادا لوباتو أن هذه الأدوات هي الوسيلة الوحيدة للتأكد من التشخيص. ويشمل التدريب خبراء بيطريين في محاولة لزيادة استعداد الدول للكشف المبكر عن الفيروسات التي تسبب أمراض حيوانية -تلك التي تنشأ في الحيوانات والتي يمكن أن تنتقل إلى البشر. وبحسب مجلة "فوربس"، قال ماريانو غروسى، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية: "تفتخر الوكالة بقدرتها على الاستجابة السريعة للأزمات، كما فعلنا في الماضي مع فيروسات الإيبولا والزيكا وحمى الخنازير الأفريقية". هذه ليست المرة الأولى التي تلعب فيها الطاقة النووية دورًا محوريًا في مكافحة ومعالجة الأمراض، فقد تمكن الإشعاع سابقًا في القضاء على آفة ذبابة التسي تسي، والتي تسببت في قتل الملايين من الماشية وآلاف الأشخاص كل عام. وبالتالي، فإن وقف تهديد الأوبئة مثل تلك المذكورة مسبقًا، يعد نجاحًا ملحوظًا في مجال الطب، خاصةً أن الإشعاع صديق للبيئة ولن ينتج عنه آثار سلبية. وذكر طبيب الطب النووي التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية إنريكي استرادا لوباتو، أن جميع تقنيات المساعدة النووية، مثل RT-PCR هي مجرد وسيلة تم استخدامها للتأكد من التشخيص.