لا يزال ملف الفساد القطري وانتهاكاتها للوافدين مستمرا، خاصة عمال المونديال، حيث كشفت صحيفة "جارديان" البريطانية أن 34 عاملًا توفوا في قطر في 6 سنوات، خلال تنفيذ مشاريع كأس العالم المقرر أن تستضيفه الدوحة في عام 2022. ووفقًا لصحيفة "جارديان" البريطانية، أعلنت اللجنة العليا المنظمة لكأس العالم 2022، في تقرير سابق، عن مقتل تسعة عمال وافدين خلال أعمال إنشاء ملاعب كأس العالم في قطر، ليرتفع عدد الوفيات إلى 34 عاملًا منذ بدء تلك المشاريع قبل ست سنوات. وأضافت الصحيفة أن اللجنة العليا صنفت حالات الوفاة الغامضة من بينهم التسعة الذين لقوا مصرعهم العام الماضي بأنها ليس لها علاقة بأعمال الإنشاء، لكنها كانت خارج الموقع، وعزيت معظمها إلى النوبات القلبية أو فشل الجهاز التنفشي المفاجئ أو أسباب طبيعية. وقالت اللجنة المنظمة إنها تحقق في كل حالة وفاة لتحديد العوامل المساهمة في موتهم، لكن الصحيفة كشفت عن أن القانون القطري ومعايير رعاية العمال في اللجنة العليا لا يضعان شروطا بشأن دفع تعويضات عن الوفيات غير المرتبطة بالعمل. كما أن القانون القطري يحظر فحوصات ما بعد الوفاة إلا في الحالات التي قد تكون قد ارتكبت فيها جريمة أو قد يكون المتوفى قد عانى من مرض قبل الموت، مما يجعل من الصعب تحديد سبب الوفاة بدقة وتحديد ما إذا كان متعلق بالعمل أو لا. لكن الجارديان أوضحت في تقريرها، أن تعرض مئات الآلاف من العمال لمستويات قاتلة من الإجهاد الحراري، والعمل في درجات حرارة تصل إلى 45 درجة مئوية لمدة تصل إلى 10 ساعات في اليوم، من المحتمل بشدة أن تكون عاملًا مؤثرًا في هذه الوفيات. واستشهدت الصحيفة برسالة أرملة أحد العمال الذين توفوا العام الماضي، والتي لا تزال تنتظر ردًا على رسالة بعثت بها إلى رئيس اللجنة العليا، تطلب فيها تعويضًا بعد موت زوجها. وأكدت الزوجة من نيبال أن الشركة التي عمل فيها زوجها، عرضت عليها 7000 ريال قطري أي 1500 جنيه إسترليني، لافتة إلى أن حياة زوجها تساوي أكثر من ذلك. ومن جانبهم قال أخصائيو أمراض القلب في تقرير سابق ل "جارديان" إن هناك صلة مباشرة بين الإجهاد الحراري والأعداد الكبيرة من العمال الشباب الذين يموتون في أشهر الصيف. وأكدوا أن في معظم الحالات، لا يتم إجراء عمليات تشريح على أجساد العمال المهاجرين، حيث يقال أن وفاتهم ترجع إلى أسباب قلبية أو طبيعية. وفي عام 2014، أوصى تقرير من محامي النظام القطري، شركة القانون الدولي DLA Piper، "بشدة" بإجراء تحقيق في وفاة العمال المهاجرين من السكتة القلبية. ومع ذلك حتى الآن لم يتم اتخاذ أي إجراء. كما توفي ما لا يقل عن 1025 من النيباليين في قطر بين عامي 2012 و 2017، 676 منهم لأسباب تعتبر طبيعية، حيث تشمل الأسباب السكتة القلبية والنوبات القلبية وفشل الجهاز التنفسي و "المرض"، وفقا لعدد من المصادر الرسمية، بما في ذلك مجلس العمالة الأجنبية FEB، وهي وكالة حكومية في نيبال مسؤولة عن رعاية العمال المهاجرين. بيانات FEB مستمدة إلى حد كبير من شهادات الوفاة الصادرة في قطر. إضافة إلى ذلك كشفت بيانات من الحكومة الهندية أن 1.678 هنديا ماتوا في قطر بين عام 2012 وأغسطس 2018، ومن بين الوفيات، تم تصنيف وفاة 1345 شخص باعتبارها طبيعية- بمعدل أربعة كل أسبوع. ومع ذلك، أوصى تقرير DLA Piper لعام 2014 بتوسيع نطاق القانون للسماح بتشريح الجثث أو فحوصات ما بعد الوفاة في جميع حالات الوفيات غير المتوقعة أو المفاجئة. وقال خبير في الطب الشرعي في قطر لصحيفة الجارديان إنه في معظم هذه الحالات، لا يجرى سوى فحص خارجي لتحديد سبب الوفاة. إن إحجام قطر عن إجراء عمليات تشريح الجثث جعل العائلات في جميع أنحاء جنوب آسيا تشعر بالحيرة والشك حول كيفية وفاة أحبائهم. كان روبتشاندرا رومبا يعمل عامل بناء في استاد كأس العالم للمدينة التعليمية عندما توفي في معسكره العمالي في يونيو من هذا العام. كان عمره 24 عاما. وحددت شهادة الوفاة سبب الوفاة بأنه "فشل تنفسي قلبي حاد نتيجة سبب طبيعي". وقال مسؤول حكومي في قطر إنه وفقا للقانون، يتعين على أسر المتوفى الموافقة على تشريح الجثة قبل تنفيذه. وأضاف: "في معظم الحالات المتعلقة بالعمال المهاجرين، ترفض العائلات تشريح الجثة بسبب الرغبة في إعادة الجثة في أسرع وقت ممكن لاستكمال الطقوس الدينية أو طقوس حرق الجثث. هذا يخلق صعوبة فيما يتعلق بالتحقيق في سبب الوفاة في بعض الحالات ".