قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن التنوع في الأديان سنة قومية إلى أن تقوم الساعة، والدين للديان لو شاء الله وحد الأقوام، مؤكدًا أن المتطرفين والمتعصبين والمتشددين هما وأفكارهم إلى زوال. وأكد وزير الأوقاف خلال إلقائه خطبة الجمعة اليوم من مسجد قصر عابدين بالقاهرة، الإسلام يحثنا على حسن المعاملة مع المسلمين وغيرهم من أهل الكتاب، ولا ينهانا عن مودة غير المسلمين لقوله تعالى: «لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ». وأضاف أن ديننا الحنيف يدعو إلى الألفة والمودة والصلة بغض النظر عن اللون أو العرق أو الدين، فأحكام الشريعة جاءت موائمة للمستجدات ومراعية للعادات. وأشار إلى أن التسامح بين المصريين على اختلاف أديانهم والتعايش المحترم بينهما أمر قديم وتاريخي، والشاعر أحمد شوقي عبر عن ذلك بقوله: أَعَهِدْتَنَا والقِبْطَ إلاَّ أُمّةً .. للأَرض واحدة تَروم مَراما؟.. نعلي تعاليمَ المسيحِ لأجلهم.. ويوقِّرون لأجلينا الإسلام.. الدِّينُ للدَّيّانِ جلَّ جلالُه .. لو شاءَ ربُّكَ وَحَّدَ الأَقواما.. يا قومُ، بانَ الرُّشدُ فاقْصُوا ما جرى.. وخُذوا الحقيقة ، وانبذوا الأَوهاما.. هذي ربوعكمُ، وتلك ربوعنا.. مُتقابلين نعالج الأَياما.. هذي قبوركمُ، وتلك قبورنا.. مُتجاورينَ جَماجمًا وعِظاما.. فبحُرمة ِ المَوْتَى، وواجبِ حقِّهم.. عيشوا كما يقضي الجوارُ كراما» ولفت إلى أن الإسلام كرم الإنسان على إطلاق إنسانيته، والله سبحانه وتعالى يقول: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ»، ولم يقل المسلمين أو المؤمنين وحدهم، وحرم قتل النفس كافة، ويقول أيضًا: «مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا».