كانت العلاقة الوطيدة والصداقة المتينة تجمع بين بشار الأسد و أردوغان وأمير قطر وفجأة تحول الصديق بشار الي بشار القاتل ل شعبه ، وذلك لأسباب عديدة . قبل الربيع العربي في سوريا كان بشار الأسد مع دولتي قطروتركيا يمثلون مثلت الممانعة أي ما يعرف "بدول الممانعة " وكان التصدير الإعلامي من قبل قناة الجزيرة أن هؤلاء القادة أصحاب المواقف الصريحة والقوية والثابتة ضد إسرائيل وفي كل لقاء يجمعهم يعلنون ذلك صراحة ، وكانت دائرة الانتقاد في جملة تصريحاتهم اليومية موجهة لمصر والرئيس حسني مبارك وقتها ، وكان التهكم على مصر ورئيسها مبارك يصل لأبعد من حدود الاحترام البروتوكولي للدول وحكامها ، حتى أن حمد بن جاسم وزير خارجية قطر حينها وصف مبارك ذات مرة بأنه رجل طيب!! قاصدا الإهانة والتقليل من شأن مبارك وبالتالي مصر في شخص حاكمها في ذاك الوقت ، بالطبع وللأسف أتاح لهم مبارك وقتها الفرصة بتحجيم دور مصر وتقليم مخالبها بدون قصد أو بسبب بعض السياسات الخاطئة في التعامل ، فتعاظم دور اللقيطة قطر في المنطقة العربية ، ومن خلفها ذاك الأردوغان القابع على الجانب الآخر متحينا الفرصة للتدخل . وكان بشار يسير على نفس النهج فكان سليط اللسان أيضا ضد مصر وضد مبارك وقتها . هذا الثلاثي كان يلتقي مرة كل أسبوعين تقريبا في دولة من الدول الثلاث لتأكيد عمق الصداقة وقوة العلاقات بينهم بل وكأنها ترقى لصداقة قويه وعميقة لا تتأثر مهما جد جديد ، وفي ظل الصراع العالمي بين القطبين البيت الأبيض والكرملين ، طلبت أمريكا أن يتم مد أنبوب غاز من قطر يمر عبر الأراضي السعودية والأردنية والسورية ومنها إلى تركيا ليتم توفير الغاز ل أوروبا بديلا عن غاز روسيا وذلك لحصار روسيا اقتصاديا ، التى كانت تمثل المصدر الأول للغاز والمتحكمة في الطاقة في أوروبا وقتها ، وهنا وعلى غير المتوقع رفض بشار بسبب علاقته القوية جدا ب روسيا فهي حليفه الدائم والمستقر بالإضافة لعدم الاطمئنان للحليف الأمريكي الذي كان يحاول مد مخالبه حينها داخل سوريا . وظلت هناك محاولات واتصالات وضغوط شبه يومية على الرئيس بشار الأسد لإقناعه بالاشتراك في المشروع ولكنه رفض رفضا قاطعا ، وذلك حتى لا يفقد علاقته الوطيدة بصديقه الروسي الذي يستميت للإبقاء عليه في قيادة روسيا . وبعد تأكيد رفض سوريا المحاولة الأمريكية لإقصاء روسيا أو عزلها اقتصاديا ، وما أن مر ثلاثة أشهر ، وظهر الربيع العربي في سوريا وحينها اكتشفت قناة الجزيرة وراعيتها دويلة قطر أن بشار قاتل وخائن يقتل شعبه بالقنابل العنقودية والأسلحة الكيماوية !! ومن ذلك الوقت يتم توفير السلاح لمليشيات سورية المعارضة لبشار الأسد وفي لمح البصر فتحت تركيا حدودها لمرور داعش وفتح الحدود من العراق وذلك بأوامر أمريكية لجماعة داعش الإرهابية لدعم الميليشيات المعارضة للهجوم على نظام بشار الأسد وإسقاطه.. ولا ننسى الدعم الخليجي المفتوح لوقف المد الشيعي الذي يمثله بشار ومن يواليه. وخلال تلك الأحداث تم تدبير أكبر معركة اعلامية لتصدير صورة الرئيس القاتل لشعبه مقابل الشعب الأعزل وجرى إخفاء صورة الدواعش وتسليح ما يسمى بالمعارضة السورية ومنها إخوان سوريا الذين وجدوها فرصة للانتقام من بشار . وفي الوقت ذاته دأبت أبواق الإعلام الإخواني ممثلة في محمد ناصر ومن على شاكلته في التغزل في الجيش التركي وهو يقصف شمال سوريا بإشارة تحمل السخرية على مصر بأن الأمن القومي يبدأ خارج حدود الدول. والآن أردوغان يعيد الكرة ، بعمل محاولة مستميته لجر مصر لحرب وذلك باتفاقه مع السراج وهو ما يخالف القوانين والاتفاقيات الدولية ، تلك الاتفاقية التي تم رفضها دوليا ولاقت حملة انتقادات عاتية ، وهذا ان دل فإنما يعكس ويؤكد مدى عمالة السراج لتركيا ومنها للتنظيم الإخواني وهو الشر المستطير. ووسط هذا الخضم من الأحداث المتلاحقة توجد مساع مصرية حثيثة لنزع فتيل الأزمة ، ليس ضعفا منها ولكن لإثبات حسن النية وإثبات أنها أكثر حكمة بفضل قائدها الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أكد مؤخرا أننا دعاة سلام ولكن إذا اضطررنا للحرب فسنقاتل بكل شراسة وبلا هوادة . وبالنسبة أيضا لمصر فهو يعلم جيدا أن أمن ليبيا القومي هو أمن قومي ل مصر أيضا ، وأن تحركاته بإرسال مرتزقة سوريين للقتال ضد الجيش الليبي الوطني هو إرهاب وجريمة ومحض محاولات يائسة بائسة وستنتهي لأنه ولحين كتابة هذه السطور ف الجيش الليبي الوطني يحرز تقدما كبيرا وها هو يسيطر على محاور طرابلس ، ولذا فدفاع مصر مشروع وحق لأنه أمنها القومي والذي تحميه اتفاقيات دولية و شرعية وايضا ب جيش قوي يحمي أمنها ومقدراتها القومية إذا لزم الأمر . والسؤال هنا ، من يدعم خاقان البرين والبحرين ؟ ولماذا يريد ضرب قبرص أو اليونان واللتان تسيطران على آبار الغاز بالبحر المتوسط ؟! هل يعلم هذ الأردوغان أن هذا أمن قومي وأولى للمصالح التركية !! ، أم أنه يعلم تمام العلم أن حلف الناتو قد يسحق تركيا ويمحوها من على وجه الأرض لو أصاب الخاقان الجنون وقام بعملية عسكرية ضد قبرص أو اليونان ، وهو نفس المصير الذي سيلحق به إذا أصر على إرسال قوات تركية الى ليبيا، لأن جيشها الوطني لن يقبل باحتلال الخاقان أراضي عربية جديدة وتجديد حلم الدولة العثمانية البائدة .