الثورة السورية دخلت منعطفا خطيرا في سوريا، بعد تفجير مقر الأمن القومي بدمشق، ودخول الجيش السوري الحر محافظة حلب، وسيطرته على مناطق استراتجية في سوريا، ويمثل الإخوان المسلمون العمود الفقري للمعارضة السورية، فماذا سيكون موقف الإخوان في سوريا بعد انتصار الثورة ورحيل بشار الأسد؟ يقول محمد جمعة الباحث بمركز دراسات الشرق الاوسط أن العلاقات المصرية السورية راسخة رسوخ الجبال وأنها قديمة قدم التاريخ نفسه وأنها غير قابلة للكسر تحت أياً من الضغوط والمواقف والتي يجتازها الطرفان المصري والسوري بمهارة شديدة، مؤكدا على ان العلاقات بين البلدين تمثل ركنا هاما وركيزه اساسية واستراتيجية في الامن القومي العربي وهو جهد استطاع الرئيس السابق حسني مبارك والراحل حافظ الاسد تاكيده على مدى السنوات الماضيه، واستمر التنسيق والتعاون بين مصر مبارك والابن بشار الاسد. وأضاف بأن مصر كان لها دور كبير في تهدئة الأوضاع في سوريا على طول خط الاستفزازات الإسرائيلية والأمريكية المستمرة والذي وضح بشدة عندما قامت إسرائيل بضرب سوريا في قرية عين الصاحب في أكتوبر عام 2003 والذي كان مستفزاً إلى ابعد الحدود ولكن مصر طالبت من سوريا عدم الانسياق وراء تلك الاستفزازات والتي كانت مخططة للإيقاع بالشقيقة سوريا في الشرك ولكن نظراً للدور المصري البارز لم تنساق سوريا والتزمت ضبط النفس من خلال التعامل بدبلوماسية شديدة مع الأمور من خلال تقديم شكوى إلى مجلس الأمن. وأكد "جمعة" ان مصر قامت بدور كبير محاولة لاسقاط نظام بشار لكن دون جدوى لخوف الدول من جبروت بشار، وتمنى ان تعود العلاقة كما كانت بين مصر وسوريا بعد الاطاحة بنظامه وذلك حيث كان التوتر بين النظامين يأتي على خلفية الصدام في محورين مختلفين وهم محور الممانعة السوري ومحور الاعتدال المصري في عهد مبارك ومع اندلاع الثورات انهار محور الممانعة وسينهار معه استبداد بشار والتوتر بين دولته ومصر. وتابع جمعه: انه في حال نظام سوري سني جديد، أعتقد ستتحسن العلاقة بين سوريا ودول الخليج وتركيا ولكن التوتر سيكون ظاهرا بوضوح بين سوريا وايران وايضا مع الحكومة الطائفية بالعراق. ولفت جمعه إلى انه من المحتمل أن نرى إعادة المشهد المصري في الانتخابات وفوز الاخوان المسلمين في النهاية، واستطرد بان صعود الاخوان في سوريا يكاد ان يكون خطوة لفوزهم برئاسة النظام هناك بسبب تنظيمهم المعتاد، وتدخلهم في الوقت المناسب على خط السياسة، واضاف جمعه أن الليبراليين يمكن ان تكون لهم فرصة إذا اتفقوا على أمر واحد وفضوا منازعتهم فيما بينهم. اشرف العشري متخصص في قضايا الشرق الاوسط قال ان الوضع الاخواني في سوريا متباين تباينا شديدا، مؤكدا أن الدور للقوى الليبرالية يسيطر بقوة على المشهد السياسي والاعلامي هناك. واضاف ان نسيج سوريا الديني مختلف كثيرا عن مصر ولذلك لن يكون للاخوان حضور وشعبية هناك وعن طبيعة العلاقة بين مصر وسوريا في حال الاطاحة بنظام بشار أكد "العشري" على اختلاف الوضع عما نراه الان تماما، حيث يتوقع تشكيل حكومة ائتلافية جديدة تعمل على تهدئة الاوضاع بشكل متناغم بينها وبين كافة الدول العربية باستثناء ايران وروسيا، وأكد ان مصر لديها النية في تحسين علاقتها بسوريا كما حسنت علاقتها بالنظام التونسي الجديد والليبي ايضا وذلك حتى تضمن حصيلة سياسية عربية بكافة الدول العربية ثم الاقليمية.