في تصعيد جديد بين أنقرةوواشنطن، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإغلاق قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في بلاده، وذلك ردا على اعتراف مجلس الشيوخ الأمريكي رسميًا بارتكاب تركيا ل"الإبادة الجماعية" للأرمن خلال الحرب العالمية الأولى، لكن محللين رجحوا أن الرئيس التركي لن يأخذ هذا القرار المتهور الذي قد يكلفه غاليا. في مقابلة تلفزيونية، حذر أردوغان من "اتخاذ خطوات لا يمكن إصلاحها في علاقاتنا"، "عند الضرورة، سنناقش الأمر مع جميع وفودنا.. وإذا لزم الأمر، قد نغلق إنجرليك"، وهي قاعدة جوية أمريكية في مقاطعة أضنة الجنوبية، إضافة إلى محطة الرادار الأمريكية كيوراجيك. تعد قاعدة إنجرليك من أهم القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، واستخدمتها الولاياتالمتحدة في الغارات الجوية للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش. وتأتي تهديدات أردوغان في ظل اتجاه مجلس الشيوخ لمناقشة تشريعات لمعاقبة تركيا بسبب شراء ء نظام الصواريخ الروسية "إس 400"، والذي أبدت الولاياتالمتحدة تحفظها على شراء أنقرة له، وأوقفت بيع طائرات "إف 35" الأمريكية إلى تركيا، على خلفية تلك الصفقة. كما سيبحث المجلس، معاقبة تركيا على العملية العسكرية في شمال سوريا ضد قوات سورية الديمقراطية المكونة من الأكراد الذين قاتلوا في حلغ الولاياتالمتحدة، والتي أطلق عليها اسم "نبع السلام". وتعد "انجرليك" واحدة من القواعد الأمريكية الرئيسية حيث يعتقد أن واشنطن تحتفظ ب50 قنبلة "جاذبية" نووية من طراز B-61 التي تعود لحقبة الحرب البادرة، داخل القاعدة، وهي أسلحة تعتبر جزءا من استراتيجية الردع لدى حلف شمال الأطلسي "الناتو". كما أن القاعدة تقع في موقع استراتيجي قريب من سوريا وروسيا والبحر المتوسط، مما جعل القاعدة ذات أهمية لحلف الناتو. في سياق آخر، جدد أردوغان استعداد بلاده لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا لدعم ميليشيات حكومة فايز السراج، متحديا كافة التحذيرات الدولية. لكن تلك المرة ليست الأولى التي يهدد فيها المسؤولين الأتراك بإغلاق قاعدة انجرليك الأمريكية، إذ أنها دائما ما كانت ورقة ضغط لدى النظام التركي للتفاوض مع نظيره الأمريكي. ويرى مراقبون أن طرد القوات الأمريكية من القاعدة سيشكل عائق كبير وانتكاسة في العلاقات التركية الأمريكية، وقد يكلف القرار تركيا ثمنا غاليا، من خلال مضاعفة العقوبات فضلا عن حرمانها من البرامج العسكرية الأمريكية.