خصصت إدارة منتدى روما للحوار المتوسطي، جلسة خاصة لوزير الخارجية سامح شكري، لاستعراض رؤية مصر للأوضاع في الشرق الأوسط، أدارها كل من المحاوريّن "إيمي كيلوج" كبيرة مراسلي قناة Fox News الأمريكية، والإعلامي "مارك بيرلمان" بقناة France 24 . وصرح المُستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير شُكري استهل الجلسة الحوارية بالإعراب عن سعادته للمشاركة في النسخة الخامسة من منتدى روما للحوار المتوسطي نظرًا لما يوفره من منصة هامة للتداول حول القضايا ذات الاهتمام المشترك في منطقة المتوسط. واستعرض الوزير شكري الدور المهم والمحوري لمصر في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة ومحاولة تسوية النزاعات المسلحة ومجابهة مصادر التهديد الإقليمي. وأضاف حافظ أن الوزير شكري تطرق خلال مداخلته إلى التحديات المتصاعدة التي تواجه منطقة بحر المتوسط وسُبل التعامل مع تأثيراتها العابرة للحدود. ونوه وزير الخارجية في هذا السياق، إلى أن الإرهاب يعد أحد التهديدات الرئيسية للسلام والاستقرار وجهود التنمية، وهو ما يتطلب إجراءات قوية وجماعية للتصدي لكافة المنظمات الإرهابية ومحاسبة كل من يوفر لها الدعم والملاذ الآمن، مع الإشارة إلى ضرورة عدم اقتصار المواجهة علي داعش والقاعدة فقط، وإنما استهداف كافة الجماعات التي تتبني الفكر المتطرف وتتخذ من الدين ستارًا لتحقيق مآربها السياسية ذات الإيديولوجية المتطرفة على غرار الإخوان وبوكو حرام والشباب. وأكد سامح شكري أهمية التوصل إلى تسويات سياسية شاملة للأزمات التي تعصف بالمنطقة كشرط أساسي لأي مسعى جاد نحو السلام والاستقرار، منوهًا في هذا الخصوص بالقضية الفلسطينية وأهمية التوصل إلى حل عادل ونهائي يضمن إقامة دولة فلسطينية كركيزة أساسية لتحقيق استقرار المنطقة بأسرها. وأردف المتحدث باسم الخارجية أن الوزير شكري أكد أيضا ضرورة العمل الجاد نحو التوصل إلى تسوية شاملة للأوضاع في ليبيا، بما يضمن وحدة أراضيها والحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها ومكافحة الإرهاب ووقف التدخل الخارجي. وأوضح سامح شكري، أن الاتفاقين الموقعين بين رئيس مجلس الوزراء الليبي وتركيا، من شأنهما تعقيد الجهود الرامية لتسوية الأزمة والتأثير سلبًا على مسار برلين، خاصة وأن عملية التوقيع على الاتفاقين تخالف الصلاحيات المخولة لرئيس مجلس الوزراء الليبي فايز السراج في اتفاق الصخيرات. كما تناول الوزير شكري محاور سياسة مصر الخارجية وحرصها على تدشين علاقات جيدة ومتوازنة مع شركائها الدوليين، وخاصة علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة والتعاون المتنامي مع الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين. واختتم المتحدث تصريحاته، مشيرًا إلى أن الوزير شكري استعرض للحضور أهمية العلاقة بين التنمية والاستقرار، مشددًا على ضرورة بذل مزيد من الجهود لخلق بيئة مواتية لتعزيز التجارة والاستثمار بين الشمال والجنوب إلى جانب تمكين الشباب والمرأة. كما أكد وزير الخارجية أهمية بلورة رؤية بناءة نحو التكامل الإقليمي على ضوء الإمكانات الهائلة وفرص التعاون المتاحة عبر منطقة المتوسط، مبرزًا في هذا الصدد مبادرة إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط كنموذج للتعاون البناء بين دول المتوسط من أجل خدمة أهداف تحقيق التنمية المستدامة.