اللواء نبيل فؤاد كلمة السر هي المعونة الأمريكية .. نقطة الضعف التي ضغطت عليها الولاياتالمتحدة وألقت بآخر أوراقها عشية أمس في أعقاب مداهمات مكاتب حقوق الإنسان بالقاهرة . وجاءت التهديدات الأخيرة بقطع المعونة الإقتصادية متزامنة مع تصريحات "رون بول" المرشح الجمهوري المحتمل لرئاسة الولاياتالمتحدة بأنه حال فوزه سيمنع المعونات عن الدول العربية المعادية لإسرائيل والأخرى التي تتحالف مع إيران ، و كذلك توافقت التهديدات و الدعوات الثورية المنادية بفسخ معاهدة السلام و شطب نقطة الضعف التي تضغط عليها أمريكا كلما استدعاها الأمر . السؤال : ماذا سيحدث إن تطور الأمر لقطع المعونة الأمريكية عن مصر ؟! اللواء نبيل فؤاد : التصرف بيد السلطة الفعلية و ليس بيد قوى الشارع يقول اللواء.د. نبيل فؤاد فؤاد – الخبير العسكري و الستراتيجي – القاعدة الاستراتيجية تقضي بأنه ليس هناك أصدقاء دائمين و لا أعداء دائمين و إنما هناك مصالح دائمة ، و المصلحة الأمريكية تتساوى مع المصرية في ضرورة الحفاظ على علاقات متوازنة بين البلدين ، و أمريكا تقدم معوناتها لمصر حفاظاً على مصالحها الأمنية في المنطقة و لحرصها على استمرار معاهدة السلام التي تحمي مصالح اسرائيل . أضاف فؤاد أنه من الناحية العملية فإن القوى المتصدرة للمشهد السياسي رحبت باستمرار معاهدة السلام و إضافة بعض التعديلات عليها ، أما قوى الشارع التي تنادي بفسخ المعاهدة و الاستغناء عن المعونة فعليها أن تعلم بأن المرحلة التي يتكلم فيها الجميع تنقضي بالانتهاء من تكوين المجلس التشريعي الذي يعد أول ملامح التحول الديموقراطي ، و يكون التصرف هنا بيد السلطة لا بيد كل من أراد التحدث ، فضلاً عن أن هؤلاء اذا أتيحت لهم فرصة الصعود للسلطة ستتغير آراءهم لأن الخوض بحرب ليس نزهة و إنما إعداد و تكاليف و خسائر . أما د. حمدي عبد العظيم – الخبير الإقتصادي و الرئيس السابق لأكاديمية السادات – يشير إلى أن مصر لديها من الديون ما يزيد على 30 مليار دولار ، و ستزيد لا شك حال قطع المعونة الأمريكية عنها ، حيث سيضاف عبء توفير سلع بقيمة 450 مليون دولار ، و أسلحة و معدات عسكرية بما لا يقل عن 1.3 مليار دولار وو إلا ضعفت القدرات الدفاعية لمصر و سنضطر حينها لشراء المعونة بالنقد الأجنبي من الدول الأخرى أجنبية أو عربية بعيداً عن صندوق النقد و البنك الدوليين اللذان يرعيا المصالح الأمريكية ، و في هذه الحالة يحدث عجز في ميزان المدفوعات ، مما يدفعنا للإقتراض لسداد هذه المدفوعات و نحن بالأساس لدينا رقم كبير جداً من المديونيات . و يشير عبد العظيم : أنه في ظل التوتر السياسي و الحروب الكلامية بين مصر و الدول العربية المجاورة فإن فرصة اللجوء لهذه الدول حال قطع المعونة الأمريكية تكون ضعيفة جداً .